الأوضاع في سوريا وملف البرنامج النووي الإيراني في صدارة قمة روسيا ـ الاتحاد الأوروبي

توافق حول أن خطة أنان هي السبيل الوحيد للخروج من المأزق الراهن

TT

تصدرت الأزمة السورية وملف البرنامج النووي الإيراني جدول أعمال قمة رؤساء روسيا – الاتحاد الأوروبي، التي جرت في سان بطرسبرغ يومي 3 و4 يونيو (حزيران) الجاري. وخلص الطرفان (روسيا والاتحاد الأوروبي) إلى اتفاق حول اعتبار خطة كوفي أنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية، هي السبيل الرئيسي لإيجاد حل للأزمة الراهنة في سوريا.

وفي المؤتمر الختامي المشترك الذي عقده الرئيس فلاديمير بوتين مع كل من جيرمان فان رومبي، رئيس الاتحاد الأوروبي، وجوزيه مانويل باروزو، رئيس اللجنة الأوروبية، أعلن فان رومبي أن «روسيا والاتحاد الأوروبي يعتبران أنه لا بديل عن خطة التسوية التي طرحها المبعوث الأممي العربي كوفي أنان لحل الأزمة في سوريا». وقال فان رومبي: «نحن نعرب عن مساندتنا الكاملة لبعثة المراقبين الدوليين. أعتقد أن هناك تقييمات مختلفة لدينا ولدى روسيا، ولكننا متفقون على أن خطة أنان تعطي بشكل عام الإمكانية الأفضل لوقف العنف والحرب الأهلية وإيجاد حل سلمي للمشكلة»، مؤكدا ضرورة توحيد الجهود الدولية لإيجاد حل للأزمة هناك.

وكان سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، تناول هذه القضية مع كاثرين أشتون، المفوضة العليا لشؤون السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، في لقاء خاص سبق أعمال القمة، وتناولا فيه كذلك قضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأوضاع في شبه الجزيرة الكورية. وقالت المصادر الرسمية إن «الجانب الروسي أكد لدى بحث هذه الموضوعات ضرورة احترام القانون الدولي وأولوية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في معالجة النزاعات الدولية».

ولدى تناول الأوضاع السورية، أعادت موسكو تأكيدها على ضرورة الابتعاد عن أي تدخل عسكري خارجي في الشؤون السورية، وأهمية الحوار السياسي بين كل الأطراف المعنية كسبيل رئيس للخروج من الأزمة الراهنة.

ومن جانبها أكدت أشتون «ضرورة بذل كل الجهود من أجل وضع حد لحالة العنف في سوريا والبدء فورا بالعملية السياسية في البلاد»، وكشفت عن أنها «أجرت اتصالا مع المبعوث الدولي كوفي أنان واطلعت على طبيعة مهمته في دمشق واتصالاته على الأرض مع المسؤولين السوريين»، وشددت على أن «العالم بحاجة إلى تضافر جهوده من أجل تجنب الكارثة، لأن العنف والقمع ليسا حلا، كما أن عسكرة الصراع سوف تجلب مزيدا من الويلات والمعاناة للشعب السوري». وأكدت أشتون مواصلة الاتحاد الأوروبي لدعمه الكامل لخطة أنان بنقاطها الست، وناشدت النظام السوري الالتزام بالخطة وتنفيذها كاملة.

أما عن العلاقات بين روسيا وبلدان الاتحاد الأوروبي فقد أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن «إقامة الشراكة الحقيقية بين روسيا والاتحاد الأوروبي أمر مستبعد حدوثه طالما ظلت الحواجز المتعلقة بتأشيرات الدخول قائمة»، فيما أشار إلى «ضرورة إعفاء مواطني روسيا والاتحاد الأوروبي من الدخول إلى البلد الآخر بتأشيرة دخول، أو على الأقل تسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة دخول».

وتركزت مباحثات الأطراف في قمة سان بطرسبرغ حول ضرورة الالتزام بخرائط الطريق التي سبق وحددتها روسيا في عام 2005 لتنشيط التعاون مع بلدان الاتحاد الأوروبي؛ في المجالات الاقتصادية والأمنية والقضائية والعلمية والثقافية.

أما عن القضايا الاقتصادية فقد أعلن بوتين أن العلاقات الاقتصادية بين روسيا والاتحاد الأوروبي تشهد تطورا ملحوظا، مؤكدا صدارة بلدان الاتحاد الأوروبي لقائمة شركاء روسيا، وهي التي ترتبط معها بما يقرب من 50% من حجم تبادلها التجاري مع العالم الخارجي. وأعرب الرئيس الروسي عن قناعته بأن آفاق رحبة تتفتح بعد انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، مشيرا إلى أن «مد القطاع البحري للخط الثاني من مشروع أنابيب الغاز (السيل الشمالي)، والذي يمر في قاع بحر البلطيق، قد أنجز.. ومن المقرر أن يبدأ تشغيله في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل».