قصف بالصواريخ على حمص وريف إدلب.. واشتباكات عنيفة في اللاذقية

المقدم خالد الحمود: «جبهة النصرة» عصابة من صنع النظام يستخدمها لتشويه الجيش الحر

سيارة تقل مجموعة من الثوار السوريين في كفر نبل في إدلب أمس (أ.ب)
TT

في وقت أعلنت فيه لجان التنسيق المحلية مقتل 38 شخصا برصاص الجيش النظامي، معظمهم في اللاذقية وإدلب وحمص، شنت قوات النظام أمس هجوما على مناطق في ريف اللاذقية التي شهدت اشتباكات عنيفة بينها وبين الجيش السوري الحر، كما اقتحمت القوات النظامية بلدة في ريف حماه بعد ثلاثة أيام من القصف العنيف.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه بعد ثلاثة أيام من القصف والاشتباكات، اقتحمت قوات نظامية سورية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة بلدة كفر زيتا في ريف حماه، وبدأت حملة مداهمات وإطلاق رصاص كثيف. كما قالت لجان التنسيق إن قصفا عنيفا تعرضت له بلدة اللطامنة، استخدم فيه الرشاشات الثقيلة والمروحيات.

من جهته، أكد لـ«الشرق الأوسط» العقيد عرفات الحمود من الجيش السوري الحر «قيام قوات النظام بقصف منطقة الحفة في جبل الأكراد بمدافع الهاون والطيران الحربي، وقيام الجيش الحر بالتصدي لها، الأمر الذي أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أوقعت خسائر في صفوفهما. وتمكن الجيش الحر من الاستيلاء على المراكز الأمنية التابعة للنظام في المنطقة، وأعلن عدد من ضباط الشرطة انشقاقهم وانضمامهم إلى الجيش الحر». مؤكدا كذلك، إطلاق قوات النظام الصواريخ على المناطق الشمالية في ريف إدلب، وهي المنطقة التي تستخدم في عبور آمن للجرحى.

من جهته، قال نائب قائد الجيش الحر العقيد مالك الكردي، إن مجموعات من الشبيحة هاجمت بلدة الحفة باستخدام قذائف الهاون انطلاقا من القرى المحيطة بالبلدة، لافتا إلى أن مروحية للنظام قصفت قرى طعومة ودويركة والسرمانية والكبانة القريبة من اللاذقية. كذلك، قالت شبكة «شام» الإخبارية إن الجيش النظامي بدأ حملة عسكرية على سقبا في ريف دمشق بعد اقتحامها، مشيرة إلى أن هناك مداهمات للمنازل والمحلات في البلدة.

من جهة أخرى، ذكرت وكالة «رويترز» أن «جبهة النصرة» أعلنت مسؤوليتها عن مقتل 13 رجلا كان قد عثر على جثثهم مقيدة وعليها آثار طلقات نارية في دير الزور نهاية الشهر الماضي، وهو الحادث الذي ندد به مراقبو الأمم المتحدة ووصفوه بأنه مروع.

وذكرت «جبهة النصرة» في بيانها، أنها احتجزت واستجوبت مجموعة من الرجال قالت إنهم مسؤولون في قوات الأمن السورية، في مدينة دير الزور بشرق سوريا يوم 29 مايو (أيار) الماضي و«كان الجزاء العادل لهم هو الإعدام بعد اعترافهم بجرائمهم». وفي حين لفت المقدم خالد الحمود إلى عدم التأكد من هوية هذه الجثث، وما إذا كانت تنتمي إلى معارضين أو مسؤولين في النظام، قال لـ«الشرق الأوسط»: «لا علاقة لنا بـ(جبهة النصرة)، ونعتبرها عصابة مسلحة من صنع النظام لإقحامها في أي عملية تسيء إلى صورة الجيش الحر، وخير مثال على ذلك، التفجيرات التي تنفذها قوات الأمن وتعود هي لتتبناها عبر بيانات بعيدا عن أي أدلة ملموسة».

وميدانيا، وفي حين تحدثت شبكة «شام» عن إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة من قبل قوات الجيش السوري النظامي على المنازل في منطقة سلمى والقرى المجاورة في اللاذقية، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات النظام اقتحمت بلدة الحفة بريف اللاذقية التي تعرضت لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة وتمركزت الآليات العسكرية الثقيلة على مشارفها، كما دارت فيها اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام التي تكبدت خسائر بشرية، كما دارت اشتباكات في قرى بكاس وشيرقاق وبابنا والجنكيل والدفيل بين الطرفين، واستخدمت فيها القوات النظامية السورية الطائرات الحوامة وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من عناصرها، وتعطيل 5 دبابات وناقلات جند مدرعة والاستيلاء على آلية عسكرية ثقيلة، والسيطرة على مقار الأجهزة الأمنية في مدينة الحفة وفيها قتل 3 عناصر من المنشقين.

كذلك، أشارت لجان التنسيق المحلية، التي اعتبرت هذه العمليات في اللاذقية تصعيدا خطيرا من النظام المستمر في سياسة الدفع نحو الحرب الأهلية، إلى أن بلدة الحفة في اللاذقية تعرضت لقصف عنيف بمدافع الهاون والرشاشات الثقيلة من الطيران العمودي وراجمات الصواريخ، بالتزامن مع تقدم الدبابات إلى المدينة.

وفي إدلب، ذكرت لجان التنسيق المحلية تعرض قرية كفردريان وراس الحصن للقصف من قبل قوات النظام.

وفي حلب، تم العثور على عبوة ناسفة في كلية العلوم، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن بلدة بيانون تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية السورية التي اشتبكت في محيط البلدة مع مقاتلين من الجيش الحر، لافتا إلى ورود معلومات عن إعطاب وتدمير ناقلتي جند مدرعتين.

وفي ريف دمشق، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن ضابطا برتبة عميد قتل إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته في بساتين حي برزة بدمشق، فيما ذكرت لجان التنسيق أن قوات الأمن انتشرت في حي التضامن ونفذت حملة مداهمات واعتقالات، واستقدمت تعزيزات أمنية عسكرية إلى كفربطنا.

وبث مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق مقطعا مصورا لزيارة المراقبين الدوليين إلى منطقة دوما، ظهر فيه الناشطون والمواطنون وهم يتحدثون إليهم ويخبرونهم عن العمليات العسكرية التي تنفذ في المدينة وتعرضهم للتهديد بالقتل، إضافة إلى المعاناة المعيشية في ظل عدم توفر المواد الغذائية الكافية.

وأفاد اتحاد التنسيقيات أن زملكا في ريف دمشق ومعظم مدن الغوطة الشرقية شهدت أمس مداهمات وتمشيطا واعتقالات واسعة شملت عددا من الأحياء، بعدما عمدت القوات النظامية إلى حصار المدينة من الجهات كافة، وأطلقت الرصاص العشوائي على المنازل.

وفي درعا، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش الحر وقوات النظام التي تحاول اقتحام منطقة اللجاة، أهم معاقل الكتائب الثائرة المقاتلة في ريف درعا؛ مستخدمة الدبابات في قصف بعض قرى المنطقة. كما قامت بإطلاق النار الكثيف والعشوائي من الحواجز باتجاه المنازل في طفس، فيما قامت بإطلاق النار من الأسلحة الثقيلة ومضادات الطيران في بلدة الشيخ مسكين، حيث شنت حملة مداهمات واستقدمت تعزيزات عسكرية من مدينة إزرع.

وفي محافظة حمص، ذكر المرصد أن قذائف هاون سقطت على أحياء بمدينة حمص في إطار حملة القوات النظامية السورية لتدمير ممنهج لهذه الأحياء التي نزح عنها معظم سكانها، كما شهد حي جورة الشياح بمدينة حمص إطلاق نار كثيفا، وسمعت أصوات انفجارات في محاولة من قبل القوات النظامية السورية لاقتحام الحي، فيما عثر في ريف القصير على جثامين ثلاثة مواطنين كانوا قد فقدوا قبل أشهر.

وذكرت لجان التنسيق أن قرى السلومية وعش الورور في القصير تعرضت لقصف عنيف بالهاون والمدفعية، منذ عشرة أيام. كما ذكرت أنه تم اعتقال لاعب نادي الوثبة سابقا والكرامة حاليا إياد مندو على حاجز كازية الشعلة أثناء توجهه إلى دمشق.

وكانت الاشتباكات العنيفة تواصلت ليل الاثنين - الثلاثاء، بين القوات النظامية ومجموعات منشقة في شمال غربي البلاد، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتحدث المرصد في بيان صدر قبيل منتصف ليل الثلاثاء عن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية والثوار في بلدات كفرعويد والنيرب ومعردبس استخدمت فيها القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والقذائف».

وشهدت مناطق درعا البلد والنعيمة وداعل في محافظة درعا (جنوب) اشتباكات عنيفة وسمعت أصوات انفجارات مختلفة مساء الاثنين. كذلك، استمرت المظاهرات في مناطق سورية عدة، وقد خرجت مظاهرات ليلية في حيي برزة وجوبر في العاصمة دمشق، كما خرج متظاهرون في دوما وزملكا بريف دمشق.

وردد المتظاهرون هتافات تندد بخطاب الرئيس بشار الأسد، وتنادي بنصرة المدن والمحافظات التي تتعرض لحملات الدهم والاعتقال من قبل الجيش النظامي.

وفي حلب، خرجت مظاهرات حاشدة في مدن وقرى وبلدات؛ منها أحياء السكري وكرم الجبل وبستان القصر والصاخور وقاضي عسكر والأعظمية وصلاح الدين، وفي ريف حلب خرجت مظاهرات في كل من السحارة والسفيرة والعيون والباب - تل عرن تل رفعت.

وفي حماه، خرجت مظاهرات عدة في أماكن متفرقة بحي الكرامة وحي باب قبلي وحي طريق حلب. وفي ريف حلب، خرجت مظاهرات في كل من التوبة وجبل شحشبو وكرناز وقرية الحواش وخطاب ومناطق أخرى متفرقة نادت كلها بإسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد ونصرة مدينة كفرزيتا المحاصرة.

وفي محافظتي دمشق وريفها، خرجت مظاهرات نادت بإسقاط النظام ورحيل الأسد في كل من القدم والقابون وجوبر وقرية معربا وببيلا ومعضمية الشام وزملكا والهامة وقدسيا ومناطق أخرى متفرقة وفي إدلب، خرجت مظاهرات تنادي بإسقاط النظام ورحيل رئيسه في كل من سراقب وجسر الشغور - البشيرية وبسقلا وكف رومة ومناطق أخرى متفرقة. كما شهدت مدن وبلدات وقرى مختلفة في محافظة درعا مظاهرات عديدة مثل المزيريب وبصر الحرير وأم ولد وصيدا ومناطق أخرى نادت كلها بإسقاط النظام.

وفي حلب، خرج متظاهرون في أحياء الأعظمية والسكري وصلاح الدين. وخرجت مظاهرات في حيي برزة وجوبر بالعاصمة دمشق، كما خرج متظاهرون في دوما وزملكا بريف دمشق.