مسؤول أميركي يؤكد مقتل الرجل الثاني بتنظيم القاعدة في باكستان

يعتبر مهندس الماكينة الإعلامية للتنظيم.. وإسلام آباد تحتج على هجمات طائرات بدون طيار

أبو يحيى الليبي الرجل الثاني بـ«القاعدة» في شريط لمؤسسة «سحاب» (أ.ف.ب)
TT

قال مسؤول أميركي أمس إن أبو يحيى الليبي، القيادي بتنظيم القاعدة المولود في ليبيا، قتل في هجوم بطائرة أميركية من دون طيار في باكستان في وقت سابق هذا الأسبوع. وقال مسؤولون أميركيون إن خبراء أميركيين في مكافحة الإرهاب اعتبروا أبو يحيى في الآونة الأخيرة الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الأساسية بقيادة أيمن الظواهري.

وقال مسؤول أميركي إن أبو يحيى «كان بين أشد زعماء (القاعدة) تمرسا ومهارة, وإنه لعب دورا حاسما في تخطيط الجماعة ضد الغرب، حيث أشرف على العمليات الخارجية».

إلى ذلك قال بيان لوزارة الخارجية الباكستانية إن باكستان استدعت أمس القائم بالأعمال الأميركي إلى الوزارة لإبداء قلقها البالغ بشأن هجمات الطائرات من دون طيار، وذلك في خطوة قد تزيد التوتر بين الدولتين الحليفتين.

وأبو يحيى رجل دين ليبي يحمل درجة علمية في الكيمياء، ونجا من هجمات سابقة نفذتها طائرات من دون طيار. وقالت مصادر أميركية إنه كان هدفا لضربة شنت في وقت مبكر من أول من أمس في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية. ويعتبر المسؤولون الأميركيون أبو يحيى الليبي هو الرجل الثاني في «القاعدة»، بينما يراه خبراء أمنيون آخرون أحد القادة الكبار الخمسة في التنظيم، ومواطنا ليبيا أعلنت الولايات المتحدة مكافأة قدرها مليون دولار لقاء معلومات تساعد في القبض عليه. وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون لوكالة الصحافة الفرنسية إن الاستخبارات الأميركية أبلغتهم بأن الليبي كان المستهدف في الغارة على وزيرستان الشمالية معقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة على الحدود الأفغانية. وكانت تلك الغارة هي الثالثة في غضون ثلاثة أيام والأكثر دموية هذا العام في باكستان، حيث تندد الحكومة باستمرار بالغارات بينما تتدهور علاقاتها مع الولايات المتحدة.

إلا أن المسؤولين الباكستانيين قالوا إنه من غير الواضح ما إذا كان الليبي موجودا في المجمع الذي أصيب بصاروخين فجر أول من أمس أم لا، ومدى صحة أنباء قتله. وقال أحد المسؤولين لوكالة الصحافة الفرنسية إنه من غير الممكن التعرف على الجثث، لكن تقارير سرت بأن بينهم أجانب، في إشارة محتملة إلى مقاتلين في تنظيم القاعدة. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله «يتم التدقيق عن كثب لمعرفة ما إذا كان لا يزال حيا أم لا. سيمر بعض الوقت قبل التأكد من أنه قتل فعلا، لكنه الرجل الثاني في (القاعدة)، وعليه فإن هذه الضربة تعتبر قوية جدا». وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن مصير الليبي ظل مجهولا طوال أمس وسط انتشار شائعات داخل باكستان بأن نائب بن لادن لفترة طويلة أصيب بجروح خطيرة أو ربما قتل في الهجوم. واعتبرت الصحيفة أن مقتل الليبي حال تأكده سيكون أحد أبرز النجاحات ضد «القاعدة» منذ مقتل بن لادن قبل 13 شهرا. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي بارز، يطلع على التقارير السرية الواردة من باكستان، حيث يعمل مسؤولون من البلدين على التأكد من مصير الليبي «سيكون ضربة قاصمة لـ(القاعدة) وذلك بالقضاء على الرجل الثاني في (التنظيم) خلال أقل من عام». وذكر المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه والمعني بعمليات مكافحة الإرهاب أن الليبي تولى منصب «المدير العام» للفرع الرئيسي لـ«القاعدة»، ويشرف على العمليات اليومية للتنظيم في باكستان وفروعه حول العالم. وكان الليبي، وهو من المعاونين الموثوق بهم لابن لادن، ظهر في عدة تسجيلات فيديو للتنظيم، ويعتبر مهندس الماكينة الإعلامية للتنظيم. واعتبره الخبراء خليفة محتملا لابن لادن، إلا أن أيمن الظواهري هو من تمت مبايعته في النهاية.

وكان الليبي أسر في عام 2002 بعد أن أطاحت قوات الحلف الأطلسي بنظام طالبان، ونقل إلى سجن أميركي في قاعدة باغرام الجوية، إلا أنه فر من سجنه بعد ثلاث سنوات مما زاد من شهرته بين الناشطين. ونقلت شبكة «إيه بي سي» عن مسؤول أميركي كبير أن الليبي كان هو المستهدف في الغارة الأخيرة. وقال مسؤولون باكستانيون إن هناك تقارير غير مؤكدة بأن الليبي أصيب بجروح في غارة لطائرة أميركية من دون طيار قتل فيها تسعة ناشطين في 29 مايو الماضي. كما تبين أن تقريرا أشار إلى مقتله في غارة مماثلة في ديسمبر (كانون الأول) 2009 كان خاطئا.

وأضاف المسؤول أن الليبي كان يقوم بمهام «المدير العام» للفرع الرئيسي للتنظيم الذي يشرف على العمليات اليومية في منطقة القبائل الباكستانية والعلاقات مع المجموعات المرتبطة بالتنظيم في مختلف أنحاء العالم.

وتصف بعض المصادر الأميركية الليبي، واسمه الحقيقي محمد حسن قائد، بأنه الرجل الثاني بعد الظواهري الطبيب المصري السابق الذي تولى زعامة «القاعدة» بعد مقتل بن لادن.