تونس: خلافات بين الإسلاميين والقوميين حول الملف السوري

المؤتمر القومي العربي يكشف عمق الخلاف بين الطرفين

TT

كشفت أعمال المؤتمر القومي العربي، الذي تحتضنه تونس في دورته الـ23، خلال اليومين الأولين عن خلاف حاد بين التيارات القومية والتيارات الإسلامية حول الملف السوري. وهاجمت مجموعة من المحتجين الكلمة التي ألقاها زعيم حزب النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي في المؤتمر، واحتجت على وجوده ورفعت شعارات تدين مواقف حركة النهضة من التطبيع وتجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني ومجموعة المواقف التونسية من الملف السوري.

وغادرت مجموعة من قيادات حركة البعث والجبهة الشعبية الوحدوية وحركة الشعب وحزب الثوابت (أحزاب تونسية تكونت بعد الثورة) القاعة عندما بدأ الغنوشي إلقاء كلمة في الحاضرين في حفل افتتاح المؤتمر. ورفعت خلال المؤتمر لافتات كتب عليها «القوميون يرفضون حضور الغنوشي في مؤتمرهم»، وكذلك «من يتآمر على الأمة لا يحق له الحضور في مؤتمر القوميين».

وتأتي تلك المواقف على خلفية رفض تلك القيادات لموقف حركة النهضة من الأزمة السورية، واحتجت أطراف أخرى على حضور رموز الحركة، معتبرين أنها «ليست حركة قومية أصيلة بأي معنى من المعاني». ووجهت اتهامات إلى الحركة بالتعاون مع إيران والولايات المتحدة الأميركية وقطر، وسعيهم جميعا إلى شق صفوف الأمة من خلال دعم الاستعمار للإطاحة بالأنظمة العربية، ومن بينها النظام السوري.

في مقابل ذلك صرح الشيخ راشد الغنوشي لـ«الشرق الأوسط» بأن «ما جرى خلال المؤتمر القومي العربي يسيء إلى الثورة التونسية»، وأضاف أن «ما لا يعلمه الكثير من الحاضرين أن الدعوة وجهت إلي باعتباري عضوا في المؤتمر القومي منذ سنة 1990، وليس لكوني رئيسا لحركة النهضة».

وتنتهي أعمال المؤتمر اليوم بمشاركة أكثر من 200 شخصية سياسية عربية من 19 بلدا عربيا. وكان من المفترض أن يشهد افتتاح أشغال المؤتمر حضور حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح عضوي المؤتمر العربي، والحاصلين على المرتبة الثالثة والرابعة في الانتخابات الرئاسية المصرية. كما حضر المؤتمر الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، وعبد الحكيم عبد الناصر (نجل الرئيس المصري الأسبق جمال)، ومن المنتظر تقدم 25 مرشحا لقيادة المؤتمر.

ويناقش المؤتمر، حسب ما ذكر أمينه العام عبد القادر غوقة، مجموعة من المواضيع الحساسة، من بينها الوضع في سوريا.