مواجهات حدودية بين أذربيجان وأرمينيا تزامنا مع زيارة كلينتون للمنطقة

قتلى من الجانبين.. والوزيرة الأميركية تحذر من اللجوء إلى القوة لحل الخلافات

الوزيرة الأميركية كلينتون (يسار) ورئيس وزراء جورجيا نكا غيلوي (الثاني يسارا) أثناء حضورهما إطلاق عملية خفر سواحل في باتومي أمس. وعبرت كلينتون عن قلقها إزاء تجدد المواجهات الحدودية بين أذربيجان وأرمينيا (رويترز)
TT

قتلت القوات الأرمينية خمسة جنود من أذربيجان في مواجهات حدودية أمس، في توتر جديد تزامن مع قيام وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بجولة في منطقة القوقاز. وأعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان أن المواجهات اندلعت عندما «حاولت مجموعة من المخربين الأرمن التسلل إلى مواقع عسكرية للجيش» في شمال غربي البلاد، وذلك في حادث هو الثاني على الحدود يسجل هذا الأسبوع. وتابعت الوزارة في بيان «إن أربعة جنود من القوات المسلحة قتلوا في المواجهات، بينما قتل خامس نتيجة فتح قوات أرمينية النار».

وفي المقابل، اتهمت أرمينيا أذربيجان بالتسبب في العنف، وقالت إن «مجموعة تخريبية تضم ما بين 15 وعشرين شخصا حاولت التسلل إلى الأراضي الأرمينية». وأضافت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان: «بفضل يقظة الجنود الأرمن، تم رصد المجموعة والتصدي لها. قتل خمسة أشخاص وأصيب آخرون في الجانب الأذربيجاني»، موضحة أن أيا من عناصرها لم يصب.

وأول من أمس، أعلنت أرمينيا أن قوات من أذربيجان قتلت ثلاثة من جنودها وأصابت ستة آخرين بجروح في اشتباكات دامية على الحدود بين الدولتين السابقتين في الاتحاد السوفياتي، إلا أن باكو نفت ذلك. ويجري تبادل لإطلاق النار باستمرار بين قوات أرمينيا وأذربيجان على طول خط جبهة ناغورني قره باخ - المنطقة الانفصالية الأذربيجانية التي يشكل الأرمن غالبية سكانها.

ووقعت حوادث هذا الأسبوع في الشطر الشمالي من المنطقة المتنازع عليها، وهو أمر نادر الحصول. وأوضحت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن مواجهات أمس وقعت غرب مدينة غازاخ الأذربيجانية، ومثلها الحوادث التي حصلت أول من أمس. وخلال زيارتها ليريفان أول من أمس، أعربت كلينتون عن قلقها من التصعيد في التوتر، وحذرت أرمينيا وأذربيجان من اللجوء إلى القوة لحل خلافاتهما. وصرحت كلينتون «أنا قلقة للغاية حيال تصاعد التوتر ومقتل الجنود الشباب والمدنيين الأبرياء». وأضافت أن «استخدام القوة لن يحل النزاع في ناغورني قره باخ، ولذلك يجب ألا نلجأ إلى القوة».

وأعلنت منطقة ناغورني قره باخ التي ألحقت بأذربيجان خلال الحقبة السوفياتية، استقلالها الذي لم تعترف به الأسرة الدولية، بعد حرب أسفرت عن سقوط ثلاثين ألف قتيل ومئات الآلاف من اللاجئين بين 1988 و1994.

ورغم مفاوضات استمرت أعواما منذ وقف إطلاق النار في 1994، لم يوقع الطرفان معاهدة سلام ويستمر تبادل إطلاق النار بين الجانبين عبر الحدود. وتوعدت أذربيجان باللجوء إلى القوة للاحتفاظ بناغورني قره باخ إذا لم تسفر المفاوضات عن نتائج مرضية، لكن أرمينيا توعدت أيضا بالرد على أي تصعيد عسكري.

وستزور كلينتون باكو اليوم الأربعاء، وأفاد مسؤولون بأنها ستبحث ملف ناغورني قره باخ. وقال وزير خارجية أذربيجان ألمار ماماديروف للصحافيين: «نتوقع تحقيق نتائج جيدة من اللقاء مع كلينتون». وحمّل ماماديروف يريفان تعثر مفاوضات السلام، معتبرا «إننا لا نستطيع أحيانا فهم المنطق الأرميني».

وانتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات التي عقدت في روسيا في يناير (كانون الثاني) الماضي بوعد بمواصلة العملية التفاوضية، وأخفقت في المقابل في إحراز تقدم ملموس نحو «مبادئ أساسية» لخريطة طريق تفضي إلى تسوية للنزاع.