بلجيكا: طلب أميركي بتسليم الطرابلسي يعرقل إطلاق سراحه

عقب 10 سنوات من السجن لإدانته في قضية ذات صلة بالإرهاب

TT

قالت مصادر قضائية في بروكسل، إن السلطات البلجيكية لن تطلق سراح لاعب الكرة التونسي السابق نزار الطرابلسي (41 عاما)، الذي تنتهي الجمعة فترة عقوبة الحبس لمدة عشر سنوات التي أمضاها في السجون البلجيكية تنفيذا لقرار المحكمة في عام 2003، لإدانته في قضايا ذات صلة بالإرهاب.

ونقلت وسائل الإعلام البلجيكية عن تلك المصادر قولها إن الطرابلسي لن يتم إطلاق سراحه في الموعد المحدد في انتظار اتخاذ قرار بشأن طلب تقدمت به واشنطن لتسليمه إليها للاشتباه في علاقته بشبكة خططت لقتل المواطنين الأميركيين خارج الولايات المتحدة. وتقدم الطرابلسي ومحاميه بطلب إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان لتعطيل أي قرار بلجيكي يقضي بتسليمه إلى واشنطن، لكن الإعلام البلجيكي أشار إلى أن فرص صدور قرار لصالح الطرابلسي ليست كبيرة، نظرا لأن المحكمة أصدرت قرارا يسمح بتسليم البريطاني أبو حمزة إلى واشنطن. وكان محامي الأخير استند إلى المواد والأسباب نفسها التي دفع بها محامي الطرابلسي للمحكمة الأوروبية. وحسب ما جرى الإعلان عنه في وقت سابق، تطالب واشنطن بتسليمه إليها لتنفيذ أحكام قضائية صدرت ضده في قضايا ذات صلة بالإرهاب، وهي ثلاثة أحكام أحدها بالسجن مدى الحياة، والآخران كل واحد منهما يقضي بالسجن 15 عاما. وصدرت تلك الأحكام في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2007.

وكانت محكمة الاستئناف في بروكسل قد أصدرت في التاسع من يونيو (حزيران) 2004 حكمها في دعوى الاستئناف التي تقدم بها 9 من الأصوليين الذين ينتمون لعدة جنسيات عربية وإسلامية خاصة من شمال أفريقيا، ضد الأحكام الصادرة من محكمة بروكسل الجنائية العليا في 30 سبتمبر (أيلول) من عام 2003، بناء على الاتهامات التي وجهتها النيابة العامة لهم، ومنها التعاون مع تنظيم القاعدة والتخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية في بلجيكا. وجاءت المفاجأة في قرار المحكمة بزيادة عقوبة السجن لبعض المتهمين. وأيدت المحكمة الأحكام الصادرة بحق باقي المتهمين، ومنهم لاعب الكرة التونسي السابق الطرابلسي (10 سنوات). وكانت السلطات القضائية في بلجيكا قد أدانت مجموعة الأصوليين عقب إلقاء القبض عليهم في أعقاب أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، بناء على التهم التي وجهتها النيابة العامة لعدد من المتهمين في خلية يتزعمها الطرابلسي، ومنها التخطيط لتفجير قاعدة عسكرية أميركية في منطقة كلاين بروجل جنوب بلجيكا. وخلال جلسات المحاكمة نفى المتهمون معظم الاتهامات التي وردت في عريضة الادعاء، في حين أعلن عدد منهم عدم علمه بان الأعمال التي أقدم عليها كانت لصالح جماعات متطرفة، أو سوف تستخدم في نشاطات إرهابية، وأعلنوا ندمهم على فعل ذلك وعدم العودة إلى القيام بأي نشاط مشبوه. وقال الطرابلسي أمام محكمة الاستئناف البلجيكية إنه تلقى ليلة القبض عليه في 14 سبتمبر 2001 اتصالا هاتفيا من باكستان، طُلب منه خلاله مغادرة العاصمة البلجيكية والعدول عن تنفيذ مخطط أعد لتفجير قاعدة عسكرية في منطقة كلاين بروجل. وقال الخبراء وقتها إن تفجير هذه القاعدة العسكرية كان كافيا لمحو نصف بلجيكا من على الخريطة، نظرا لأنها كانت تضم رؤوسا نووية تحت الأرض.