المجلس الوطني ينتخب رئيسا خلفا لغليون نهاية الأسبوع الحالي

المكتب التنفيذي توافق على عبد الباسط سيدا

TT

بعد أقل من شهر على إعلان برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، أنه سينسحب من رئاسة المجلس فور اختيار مرشح جديد يخلفه، تم التوافق على اجتماع الأمانة العامة للمجلس في 9 و10 يونيو (حزيران) الجاري في اسطنبول من أجل اختيار رئيس جديد له.

وجاء قرار غليون بالانسحاب نتيجة الانتقادات الواسعة التي علت بعد إعادة انتخابه للمرة الثالثة على التوالي. وقد شهدت الأيام الماضية تجاذبا كبيرا بين أعضاء المجلس بغياب أي مرشح توافقي، مما استدعى الدعوة للانتخابات، إلا أن الساعات القليلة الماضية انتهت - بحسب عضو المكتب التنفيذي سمير نشّار - إلى التوافق على عضو المكتب عبد الباسط سيدا مرشحا لرئاسة المجلس. وقال نشار لـ«الشرق الأوسط» إنه «سيتم طرح الموضوع على الأمانة العامة، وإذا برز مرشح آخر نلجأ للانتخابات».

وعن إمكانية دعوة الهيئة العامة للاجتماع لانتخاب رئيس، كما يُطالب قسم كبير من المعارضين السوريين، قال نشّار: «لن تتم دعوة الهيئة العامة للاجتماع قبل الانتهاء من إعادة هيكلة المجلس ووضع برنامج إصلاحي يُعرض على هذه الهيئة»، لافتا إلى أنّه يتم العمل بجدية على هذا البرنامج داخل المجلس وبين أعضاء من المجلس ومعارضين من خارجه.

بالمقابل، رفضت مصادر في الأمانة العامة للمجلس الحديث عن التوافق على عبد الباسط سيدا، لافتة إلى أنّه يجب أن يتم عرض أي اسم مرشح - حتى ولو كان توافقيا - على الأمانة العامة التي تُقر بانتخابه أو عدمه، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك عدم رضا داخل الأمانة العامة على التشكيلة الحالية للمكتب التنفيذي، كما أن هناك مساعي لإجراء انتخاب لأعضاء هذا المكتب باعتبار أنّه كان يجب أن يستقيل مع استقالة غليون».

وشدّدت المصادر على وجوب ألا يكون المرشحون لرئاسة المجلس محصورين بالمكتب التنفيذي، وبالتالي إلزام أعضاء المجلس بحلقة ضيقة جدا من المرشحين، معتبرة أن «الحل الأمثل للخلاف الحاصل على الرئيس هو أن يتم تعيين مرشح توافقي لـ30 يوما، على أن تجتمع الهيئة العامة بعد ذلك لتنتخب رئيسا».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن المرشحَين الأبرز لرئاسة المجلس الوطني حاليا هما عبد الباسط سيدا وجورج صبرا، وأن الإخوان المسلمين لا يسعون أو يطمحون للرئاسة ويدعمون سيدا.

بدوره، شدّد عضو المجلس الوطني السوري أديب الششكلي على وجوب أن يتم انتخاب رئيس جديد بكل ديمقراطية ونزاهة وشفافية لوضع حد للإشكالات التي رافقت إعادة انتخاب غليون، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المطلوب أن نكون في المجلس مثالا يُحتذى، ونطبّق الديمقراطية التي ينادي بها الثوار في سوريا على الأرض». ولفت الششكلي إلى أهمية أن يحظى الرئيس الجديد للمجلس برضا أكثرية أعضاء الهيئة العامة للمجلس، وليس فقط المكتب التنفيذي.

يُذكر أن عبد الباسط سيدا، هو دكتور بالفلسفة، تخرج في جامعة دمشق قبل أن يغادر للعمل في ليبيا ثم السويد. وسيدا قيادي كردي وناشط سياسي وأستاذ جامعي في السويد، ويُعد وسطيا ومعتدلا وعلى مسافة واحدة من جميع مكونات المعارضة، بحسب أعضاء المجلس الوطني.