«وطن» تنطلق لدعم العمل الاجتماعي المؤسساتي وبناء سوريا المستقبل

تنطلق من واقع الثورة وتمتد إلى مرحلة ما بعد إسقاط النظام

TT

تحت مظلة «مؤسسة وطن» توحدت 8 جمعيات سورية، عدد منها انطلق حديثا، وعدد آخر دخل على خط العمل الاجتماعي خلال الثورة السورية، ليعمل متطوعوها باتجاه هدف واحد وأساسي؛ وهو بناء سوريا المستقبل، انطلاقا من واقع الثورة اليوم.

وهذا ما يؤكده ملهم الدروبي، مدير الشؤون الإعلامية في اللجنة التحضيرية لـ«وطن»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «خطة العمل التي نعمل عليها منبثقة من سياسات متبعة في دول عدة، اخترنا منها ما يتناسب مع واقع الوضع السوري الحالي والمستقبلي، لا سيما أن عملنا - وإن كان يبدأ الآن - إلا أن أهميته تكمن في المسيرة المستقبلية للتعامل مع الواقع السوري بعد إسقاط النظام، مع تأكيدنا على مبدأ الابتعاد عن السياسة والتركيز على المجتمع»، موضحا أن «خمس جمعيات تعمل من الخارج، بينما يرتكز عمل الثلاثة الأخرى على حراك فريق العمل في الداخل، وهي المؤسسة السورية الخيرية ومؤسسة الدعم والإسناد والمركز السوري الوطني للإعلام، الذي سنعمل على أن يكون مصدر الأخبار الرسمية في سوريا، في مقابل وكالة (سانا) التابعة للنظام».

وفي حين يشدد على أن دور «وطن»، التي سيعقد مؤتمرها التأسيسي في 13 يونيو (حزيران) الحالي، هو نفسه في الداخل والخارج مع اللاجئين في بعض الدول، والحد من معاناتهم نتيجة عدم الانتظام في تقديم المساعدات لهم، وذلك من خلال عمل المتطوعين المنتشرين أيضا في هذه المناطق، الذين لهم خبرة في هذا المجال ويعملون فيه منذ بدء الثورة السورية.. يشير الدروبي إلى أن «تمويل (وطن) يعتمد على دعم رجال أعمال سوريين، كما نحاول التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني في دول عدة»، لافتا إلى أن هناك تواصلا مع المجلس الوطني، مع التأكيد على هوية «وطن» المدنية، بعيدا عن أي غطاء سياسي، وإن كان ضمنها عدد من أعضاء المجلس الوطني السوري، لأن الهدف الأساسي منها هو العمل على نهضة المجتمع السوري أثناء الثورة والمرحلة التي تلي إسقاط النظام.

ويعرّف المتطوعون في «وطن» عنها بأنها منظمة تجمع مؤسسات مجتمع مدني غير ربحية متعددة المسارات، أسسها مجموعة من الناشطين ورجال الأعمال السوريين، وتعمل لإحداث نهضة شاملة في المجتمع السوري، وتقوم على هذه المؤسسات كوادر سورية متخصصة. وهي مؤسسة تعمل على استقطاب السوريين بكافة انتماءاتهم العرقية والدينية والقومية لبناء مستقبل ونهضة سوريا.

ويلفت الدروبي إلى أن الهدف من «وطن» ترسيخ معنى العمل الجماعي المؤسساتي المنظم، وفقا لنظام داخلي مسبق يساعد الشعب السوري للعمل بطريقة أسرع وإنتاجية أفضل. ويضيف: «الناشطون ورجال الأعمال القائمون على مشروع مؤسسة (وطن) لديهم التزام كامل بمساعدة المواطن السوري في الداخل وتطويره والعمل على توفير فرص التدريب والتأهيل وتقديم جميع أنواع المساعدة له خلال الثورة، وستنتقل في اللحظة التي يسقط بها النظام جهود المؤسسة في بناء العمل المجتمعي السوري إلى داخل الأراضي السورية للعمل بشكل حثيث لضمان انتقال سلس إلى الديمقراطية والعمل المؤسساتي، وسيكون على عاتق المؤسسة تقديم الدعم للحكومة الجديدة من خلال مراكز الأبحاث والدراسات وللمواطن من خلال توفير الدعم المادي والتدريبي والمهني».

من جهته، قال ياسر السيد عمر، المدير التنفيذي لمؤسسة «وطن»: «تتألف المؤسسة من مجموعة من المؤسسات متعددة المسارات: إنسانية، تطويرية وإعلامية، وستبدأ هذه المؤسسات عملها من خارج سوريا في الوقت الراهن لتنتقل بعد سقوط النظام للعمل على الأراضي السورية لتساهم في بناء سوريا الجديدة».

أما المؤسسات التي تعمل تحت مظلة «وطن»، فكل منها يختص بهوية وأهداف معينة، وهي «مؤسسة سيان» المتخصصة بتدريب الناشطين السوريين في مختلف مجالات العمل الاجتماعي والخيري للارتقاء بعملهم عبر التدريب والتأهيل وتوفير البيئة الملائمة للإبداع. ومؤسسة «جيل الحرية»، المتخصصة في رعاية الأطفال من سن 7 إلى 17 سنة، وتعمل على تطويرهم وتأهيلهم وتدريبهم على مهارات الحياة، وتنمية مفهوم الحرية وتعزيز الانتماء الوطني لسوريا لديهم إلى جانب مساعدتهم على اكتشاف تخصصاتهم والتركيز على تنمية مداركهم في ما يتعلق بدورهم المستقبلي في بناء سوريا ونهضتها. والمؤسسة السورية الخيرية «خير»، المتخصصة بالعمل الخيري لخدمة السوريين، وتهدف إلى إدخال ثقافة العمل الخيري المحترف وإنشاء وتشغيل مؤسسة خيرية عالمية معتمدة من المؤسسات والمنظمات العالمية المعنية بالإغاثة وتطوير العمل الخيري الإنساني بعيدا عن المذهبية والعرقية والحزبية.

بينما يرتكز عمل المركز السوري للحريات «حريات» المتخصص بمجال حقوق الإنسان، على نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز مبادئها وقيمها، والتعريف بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية الأخرى ذات الصلة، والدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا وحرياته الأساسية، والتعاون والتنسيق مع مؤسسات حقوق الإنسان في العالم. أما «المركز السوري للدراسات»، المتخصص بالأبحاث والدراسات التي تخدم النهضة وتطور المجتمع السوري، فيهدف إلى تفعيل الخبرات والطاقات الفكرية السورية - وبخاصة المغتربة - لخدمة وطنها وإعادة إعماره وتقديم الدراسات والأبحاث وتنظيم الأنشطة الفكرية والثقافية بما يساهم في إعادة بناء وتوجيه المجتمع والاقتصاد والنهوض بسوريا من جديد لمصاف الدول الأكثر تقدما.

و«النادي السوري للأعمال» الذي يهدف إلى توفير دليل مهني عن الوظائف المتاحة للجالية السورية ضمن المنطقة الجغرافية وتوفير دليل عن أصحاب المنشآت المهنية السوريين، وتعميمها على أفراد الجالية وتأهيل الشباب الراغب في العمل وتعريفه بمتطلبات بيئات العمل المهنية والقانونية، وذلك اعتمادا على منظمات صديقة تهتم بالأعمال، وبناء علاقات مع أرباب العمل والاستفادة منها في تأمين فرص عمل للشباب. أما «المركز السوري الوطني للإعلام» فيكون بمثابة وكالة أنباء، لتجميع ونشر الأخبار التي تخص الشأن السوري، وتهم المواطن السوري خاصة، والعربي عامة، ويهدف إلى إنتاج خطاب إعلامي متزن ينقل الخبر السوري بموضوعية واستقلال ليصبح مرجعا للمهتمين، إضافة إلى أرشفة الأحداث والأخبار، ويسهل الوصول لأي معلومة من خلال العمل على توثيق الأحداث المهمة إعلاميا والتعاون مع وكالات الأنباء ومحطة التلفزة العالمية لنقل صورة حقيقية وإيجابية عن سوريا.

من جهة أخرى، تعمل «المؤسسة السورية للدعم والإسناد» على دعم الحراك الثوري إنسانيا وماليا ولوجيستيا، وتهدف إلى تفعيل دور الكوادر المهجرة وتوظيفها في مشاريع الثورة المختلفة، وتقديم الدعم والإسناد للكيانات والنشطاء العاملين في الداخل، والاستفادة من دور المؤسسات والهيئات الدولية التي تعنى بإغاثة الشعب السوري، وذلك من خلال التواصل والتعاون معها في إطار كل ما يخدم أهداف الثورة.

تصويبات *

ورد خطأ في خبر «وطن تنطلق لدعم العمل الاجتماعي المؤسساتي وبناء سوريا المستقبل»، إذ جاء اسم مدير الشؤون الإعلامية في اللجنة التحضيرية لـ«وطن» (ملهم الدروبي). والصحيح هو (ملهم الجندي). لذا لزم التنويه والاعتذار عن هذا الخطأ.