«الرئيس أحمد شفيق» يثير عاصفة من الجدل قبل أيام من جولة الإعادة

نجح في اختراق النخبة السياسية وأبرز معارضي مبارك

TT

أثار إعلان الدكتور أسامة الغزالي حرب، أحد مؤسسي حزب الجبهة المعارض لنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، تأييده للمرشح أحمد شفيق في جولة الإعادة جدلا حول تمكن شفيق من اختراق صفوف النخب المصرية حتى تلك المعارضة لنظام مبارك التي ترى أن أحمد شفيق أحد رموزه.

ولم يكن الغزالي حرب هو أول معارضي مبارك الذي يعلن تأييده للجنرال شفيق، إذ سبقه الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، والمفكر السياسي الدكتور سعد الدين إبراهيم، وهدى عبد الناصر ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

من جانبه، علق الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذي ينافس مرشحه في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية، على اختراق شفيق للنخب المصرية قائلا «هؤلاء أبناء الدولة المصرية.. لم يكن خلافهم مع دولة مبارك عميقا، وأعتقد أن بعضهم يخشى المجهول.. أي الديمقراطية التي لم يجربها أحدهم يوما خلال عقد حكم مبارك».

وتابع العريان: «نحن نؤسس لديمقراطية مستندة للأغلبية الداعمة لتيار الإسلامي السياسي، هذا قد يخيف البعض ممن لم يتعود الممارسة الديمقراطية»، مشيرا إلى أن «هذه النخب ظلت بعيدة عن الشارع ولم تكن يوما قريبة من هموم الناس، لذلك فإن مواقفها لا تؤثر على تنامي شعبية شفيق أو انحسارها».

ومن جهته، نفى الكاتب الصحافي صلاح عيسى، تأييده لشفيق، مؤكدا أنه لا يصوت إلا في صندوق الانتخابات ولن يعلن موقفه للإعلام. وأضاف عيسى، وهو عضو بحزب التجمع، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «حزب التجمع لم يعلن تأييده لشفيق، لكنه أكد أنه لن يعطي أصواته ودعمه لمرشح يسعى لإقامة الدولة الدينية»، في إشارة إلى الدكتور محمد مرسي، مرشح الإخوان المسلمين.

وبينما رفض عيسى ما قال إنه «تصويت على صفحات الجرائد»، واعتبره «بدعة مصرية» غير صحيحة، أكد أنه من حق أي شخص أن يختار ما يشاء من المرشحين «فهذه هي الانتخابات، وكل واحد حر في أن يبدي رأيه كيفما يشاء، ولا يوجد ما يسمى نظاما سابقا وآخر غير سابق، هذه هي الانتخابات».

ودعا عيسى المواطنين لأن يدلوا بأصواتهم، رافضا فكرة المقاطعة، لكنه أكد أن «إبطال الصوت» هو موقف يمكن اتخاذه في حال رفض كلا المرشحين، رغم تأثيره لصالح أحدهما بالسلب.

ورفض شادي الغزالي حرب، العضو المؤسس بحزب الدستور، عضو اتحاد شباب الثورة، تصريحات عمه الدكتور أسامة الغزالي، حول إعلانه دعمه للفريق أحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، قائلا في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «مع احترامي لتاريخ الدكتور أسامة السياسي وعلي الرغم من كونه عمي؛ فإنني أختلف معه اختلافا جزيئا في هذا الموقف، وأرى أنه موقف أقل ما يقال عليه إنه مسيء للثورة والشهداء»، وتابع: «مهما كان موقف الدكتور أسامة تجاه جماعة الإخوان المسلمين، ليس معناه أن يسلك نفس مسلك الديكتاتورية العسكرية من جديد، وكان أمامه أن يأخذ موقفا ثالثا بالرفض سواء بالمقاطعة أو إبطال صوته في جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة مثل الآخرين».

وأضاف شادي: «أعتقد أن الدكتور أسامة خسر كثيرا من تاريخه السياسي بموقفه هذا، كما خسر قطاعا كبيرا من جمهوره الذي كان مؤمنا بأن له موقفا معاديا لنظام مبارك، وبات واضحا أنه أصبح يفضل نظام مبارك عن أي نظام آخر».

وتابع شادي قائلا: «إذا كان الدكتور أسامة يعتقد أن رفض المتظاهرين لشفيق والتمسك بمبادئ الثورة (مراهقة ثورية)، فأنا وجيلي نفخر بهذا الوصف».

وحول سؤاله عن وجود مخطط لاختراق النخب السياسية في مصر من جانب شفيق قبل جولة الإعادة، قال شادي: «بعد تنحي مبارك عن الحكم في 11 فبراير (شباط) عام 2011، بدأ المجلس العسكري الحاكم ممارسة نفس نهج مبارك في التخويف من (الإخوان)، وسعى لتجسيد ذلك بطريقه عملية، وكان الهدف طول الفترة الماضية هو جر النخب السياسية إلى الاستقطاب، إما نظام مبارك أو (الإخوان)، للأسف الشديد هناك أشخاص كثيرون من النخب مثل الدكتور أسامة انخدعوا بهذا المخطط؛ ولكن أعتقد أن الأغلبية الكبرى من جماهير الثورة لم تنخدع بذلك، والدليل المليونيات المتعاقبة التي نراها منذ صدور الحكم على مبارك مطلع الأسبوع الحالي، والتي سوف تستمر لحين ضمان عدم دخول شفيق قصر الرئاسة».

وحول توقعاته باستجابة المزيد من النخب لهذا المخطط، قال شادي: «بعض النخب المسيحية انخدعت أيضا، وأتوقع المزيد من النخب خاصة المنفصلين عن الشارع المصري»، لافتا إلى أن هذه النخب قد لا تؤثر إلا على دائرة بسيطة حولها وسوف تخسر، وستكون خسارتها أكثر بكثير من مكاسبها.

وكان المفكر السياسي الدكتور أسامة الغزالي حرب، قد أعلن في وقت سابق تأييده للفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية، لافتا إلى أن ما يردده البعض حول أن شفيق من النظام السابق عملية نصب يقودها «الإخوان»، قائلا: «كلنا من النظام القديم و(الإخوان) جزء من نفس النظام»، كما أعلن الغزالي رفضه لحملات التشويه الموجهة ضد شفيق، مطلقا على من يقودها مسمى «المراهقة الثورية»، لافتا إلى أنه لا أحد يستطيع المزايدة عليه، مبررا أنه كان ضد نظام مبارك، وسبق له أن استقال من لجنة السياسات، وتم استبعاده من رئاسة تحرير مجلة «السياسة الدولية» أثناء التحضير لعملية التوريث.