218 حالة عنف ضد المرأة في إقليم كردستان خلال شهر أبريل

كوردة عمر تدعو إلى حملة لوقف الانتحار حرقا

TT

كشفت مديرية مواجهة العنف ضد المرأة بحكومة إقليم كردستان عن إحصائيتها الشهرية لحالات العنف ضد المرأة خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي. وبلغت الحصيلة 218 حالة انتهاك تلقت المديرية شكاوى بشأنها، وتتوزع على حالات القتل، والانتحار حرقا، وممارسة العنف والتعذيب، والتحرش الجنسي.

وتتوزع الشكاوى المقدمة إلى المديرية كما يلي: 72 شكوى في أربيل، و71 في السليمانية، و58 في دهوك، و17 في منطقة كرميان.

وأشارت الإحصائيات التي نشرت بموقع وزارة الداخلية بحكومة الإقليم إلى أن «مديرية مواجهة العنف ضد المرأة، وهي إحدى الدوائر المرتبطة بوزارة الداخلية، وثقت 10 حالات انتحار حرقا، و13 حالة إصابات بحروق، وهي حالات مشكوك في أنها محاولات للانتحار أيضا، مع حالة واحدة للقتل، إلى جانب 18 حالة تعذيب جسدي في محافظة أربيل، و59 حالة في السليمانية، و13 حالة في منطقة كرميان».

وحول جرائم القتل، أشارت المديرية إلى أن «حالة قتل واحدة سجلت بمحافظة دهوك، وحالتي انتحار في كل من أربيل والسليمانية، أما التحرش الجنسي فقد بلغ 12 حالة، 7 منها في السليمانية و4 في دهوك، وحالة واحدة في أربيل».

وحول استمرار حالات الانتحار بحرق النفس، وهي ظاهرة شائعة في المجتمع الكردي والمعالجات اللازمة لوقفها، قالت مديرة دائرة مواجهة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية، كوردة عمر «إنه على الرغم من انخفاض وتيرة هذه الحالات فإنها لا تزال قائمة، وتهدد بنيان المجتمع الكردي». وزادت قائلة «للأسف هذه الظاهرة أصبحت ثقافة مترسخة لدى المرأة الكردية، وإن كانت حالات الانتحار منتشرة على مستوى العالم كله، ففي أميركا ودول أوروبية وغيرها تنتحر النساء بتناول جرعات كبيرة من الحبوب، لكن هنا يحرقن أنفسهن، ونحن في المديرية عندما نضع مثل هذه الإحصائيات أمام الرأي العام فإننا نهدف من وراء ذلك إلى دفع الباحثين والمتخصصين إلى دراسة الظاهرة، وتحديد أسباب استمراريتها، والبحث عن الحلول اللازمة لها، لأنها من أخطر الظواهر التي تهدد مجتمعنا، ولذلك قدمنا اقتراحا إلى وزارة الداخلية بإعلان حملة وطنية شاملة من أجل توعية المرأة عبر وسائل الإعلام والدخول إلى المدارس وعقد الندوات والمؤتمرات من أجل التغلب على هذه المشكلة، كما جرى بالنسبة للحملة الموجهة ضد ختان البنات، ونريد أن يشارك الجميع معنا في هذه الحملة من علماء الدين والمتخصصين والباحثين لكي نبحث عن العلاجات الناجعة لها».

وأضافت عمر «نحن في المديرية نواجه صعوبات عديدة في الكشف عن العديد من حالات العنف بسبب القيود الاجتماعية وخوف المرأة من أسرتها، فعلى سبيل المثال لدينا في هذه الإحصائيات 10 حالات انتحار حرقا، مع 13 حالة تم رصدها في المستشفيات لحالات الحرق عموما، أي قضاء وقدر، وهذه حالات مشكوك فيها أصلا، لأننا متأكدون أنها محاولات للانتحار لكن النساء يرفضن الاعتراف بذلك خوفا من أسرهن، فيدعين أمام محققي الشرطة أنهن احترقن بسبب انسكاب زيت المدفأة أو انفجار أنبوبة الغاز، وما إلى ذلك من حجج واهية، ونحن متأكدون من أن معظم تلك المحاولات هي للانتحار، لكنهن لا يعترفن بذلك. وبما أن الظاهرة مستمرة فعلينا أن نبحث عن الحلول العاجلة لها، إما بعقد مؤتمر موسع بمشاركة الخبراء والعلماء والمتخصصين، وإما بشن حملة وطنية شاملة تمتد عدة أشهر على غرار الحملة ضد ختان البنات لتوعية النساء بهذا المجال».

وانتقدت عمر تعاطي بعض وسائل الإعلام المحلية والدولية مع حالات رصد الانتهاكات ضد حقوق المرأة خاصة التعامل مع إحصائيات وزارة الداخلية، وشكت من وجود تضخيم إعلامي لبعض هذه القضايا، وقالت «في إحدى زياراتي إلى وزيرة شؤون المرأة العراقية تباحثنا حول هذه الظاهرة، أي ظاهرة حرق النفس، فأكدت الوزيرة أن هذه الحالات غير موجودة في بقية أنحاء العراق، وقالت إنها لم تتلق أي معلومات توثق وجود هذه الحالات، لكن من حسن الحظ أنه كانت معنا أثناء اللقاء طبيبة عراقية تعمل بأحد المستشفيات اعترفت أمام الوزيرة بأنها تتلقى شهريا ما بين 30 و40 حالة من هذا النوع، والمشكلة أن الأنظار كلها متجهة إلى إقليم كردستان، مع أن الظاهرة موجودة في جميع المجتمعات الشرقية».