عباس يجدد من إسطنبول دعوته لزيارة القدس الشريف

مطالب فلسطينية بالاستثمار في المدينة المحتلة لحماية هويتها

أبو مازن («الشرق الأوسط»)
TT

حمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) جميع المشاركين في «المنتدى الاقتصادي العالمي» للشرق الأوسط وأوروبا وآسيا الوسطى، رسالة واضحة، كررها في خطاباته العلنية وفي جلساته الخاصة مع النخب السياسية والاقتصادية والإعلامية المجتمعة في إسطنبول: زوروا القدس المحتلة.

وقال عباس في كلمته أمام المنتدى أول من أمس: «ندعوكم لزيارة فلسطين وزيارة القدس الشريف للتعرف على الوضع في فلسطين ودراسة الاستثمار في فلسطين، من شأن هذه الزيارات دعم الشعب الفلسطيني». وأضاف: «ندعوكم إلى عدم الاستماع إلى دعوات تحريم زيارة القدس، لا يوجد سبب ديني أو سياسي يحرم زيارة القدس» لتضج القاعة بالتصفيق. وتابع: «إسرائيل تريد عزل أهل القدس حتى يرحلوا.. أرجوكم زورونا».

وبتكرار دعوته لزيارة القدس المحتلة، يرد أبو مازن مجددا على فتوى الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، التي حرم فيها زيارة القدس، الأمر الذي أثار أزمة كبيرة بين مؤيد ومعارض.

وبالطبع هناك رسالة سياسية واضحة مع دعوة زيارة القدس الشريف، إذ قال عباس: «إذا لم تكن القدس عاصمتنا لا نريد دولة»، مشيرا إلى أن القبول بدولة على حدود 1967 «تعطينا فقط 22%».

ولم يكن في جعبة عباس أي تفاصيل جديدة حول عملية السلام المتعطلة، قائلا: «رغم كل الجهود المبذولة ما زالت عملية السلام تراوح محلها لإنهاء الاحتلال»، لكنه أضاف: «شعبنا لن يفقد الأمل لغد أفضل لنا ولجيراننا».

وشدد عباس على التقدم في اقتصاديات فلسطين، قائلا: «رغم كل الصعوبات والعراقيل بسبب الاحتلال والذي يحول دون التكامل الاقتصادي في البلاد فالاقتصاد حيوي من حيث السياحة والاستثمار، ولكن القطاع السياحي يحتاج لأكثر من 10 مليارات دولار من الاستثمار، وتم الاستثمار بملياري دولار من قبل مستثمرين حتى الآن».

وجدد عباس تعهده بالذهاب مجددا إلى الأمم المتحدة للمطالبة بإعلان دولة فلسطين، قائلا: «انتهينا من بناء مؤسسات دولة يعترف بها 133 دولة كلها فيها سفارات ودول أخرى فيها تمثيل فلسطيني.. أؤكد على توجهنا إلى الأمم المتحدة للتأكيد على حقنا في الدولة».

واصطحب عباس في زيارته عددا من رجال الأعمال الفلسطينيين الذين شاركوا في جلسات عدة مغلقة. والتقى عباس في جلسة مغلقة مع رجال وسيدات أعمال من العالم العربي وتركيا، داعيهم للاستثمار في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة. وكانت لدى عباس رسالة واضحة للمشتركين وهي المطالبة بالدعم لمواجهة الاحتلال الاقتصادي والعمل على حل سياسي في فلسطين بالإضافة إلى المشاكل الاقتصادية التي قال: إنها بشكل جوهري بسبب الاحتلال الإسرائيلي.

وقال: «القدس تعاني الكثير الكثير، علينا الانتباه إليها قبل أن تنتهي ملامحها العربية والمسلمة والمسيحية»، لافتا إلى دور المستثمرين اليهود في الخارج في تهويد القدس من خلال شراء الأراضي والمشاريع في القدس المحتلة، مما يزيد من الدمار الذي تخلفه أجندة الحكومة الإسرائيلية من ترحيل العرب من القدس والنشاط الاستيطاني.

واعتبر كامل الحسيني المسؤول في شركة «إعلام تام» للعلاقات العامة والاتصال أن «الزيارات إلى القدس، خاصة إذا تمت في السياق الصحيح، هي دعوة من طرف فلسطيني والتنسيق يتم عبر الجهة الفلسطينية... والقطاع الخاص الفلسطيني لديه تمثيل في القدس وبإمكانه ترتيب هذه الزيارات ولن يكون للزائر علاقة بالمحتل». وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «ينبغي أن تكسر الجهات العربية هذا الحاجز النفسي لأن القدس عبارة عن معركة عقار، من يمتلك العقار ويطوره يحافظ على المدينة وأهلها وهي مسؤولية فلسطينية أولا ولكن أيضا عربية وإسلامية». وتابع: «للقدس مستقبل اقتصادي واعد، ومن يأتي سيجني العائد». وشدد على «أننا مضطرون للتعامل مع الوضع القائم وهناك احتلال وهذه هي ضريبة الاحتلال... دعوة أبو مازن دعوة ذكية وفيها بعد نظر.. وكان فيصل الحسيني (عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي وافته المنية أثناء زيارة للكويت في مايو/ أيار 2001) الله يرحمه دائما يقول زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان».