الأسد يكلف وزير الزراعة رياض حجاب تشكيل حكومة جديدة

معارضون سوريون لـ«الشرق الأوسط»: خطوة لا تقدم ولا تؤخر.. ونظامه ساقط لا محالة

TT

أصدر الرئيس السوري، بشار الأسد، صباح أمس مرسوما حمل رقم (194)، وقضى بتكليف الدكتور رياض فريد حجاب، وزير الزراعة في الحكومة السورية الأخيرة، تشكيل الحكومة السورية الجديدة. وسيشكل حجاب حكومته خلفا للحكومة الحالية برئاسة عادل سفر، التي تشكلت في أبريل (نيسان) 2011، بعد شهر على بدء الاحتجاجات الشعبية ضد النظام السوري.

ويأتي تكليف حجاب تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التي جرت في السابع من مايو (أيار) الماضي، وذلك وفق الدستور الجديد الذي أقر في استفتاء وأصبح نافذا اعتبارا من 27 فبراير (شباط) الماضي.

ورأى معارضون سوريون في هذه الخطوة تكملة لخطوات سابقة قام بها الأسد، كانتخابات مجلس الشعب وتشكيل المحكمة الدستورية، في إطار سياسة «التعامي» عن الثورة السورية.. في حين أن الدبابات تقصف المدن وتقتل عشرات المدنيين يوميا.

وقال عضو المجلس الوطني، ياسر النجار، لـ«الشرق الأوسط» إن «نظام الأسد بعدما بات محاصرا دبلوماسيا، دوليا وعربيا، وبعدما نزع السوريون الشرعية عنه، يحاول إقناع ذاته بأنه لا يزال موجودا ومستمرا ويمارس دوره الوظيفي». واعتبر أن الأسد «يعاني من مشكلة نفسية في الوقت الراهن ولا يثق إلا بالشلة المحيطة به والمؤتمرة بأوامره»، متسائلا: «إذا كان يتحدث عن الشفافية، فأين مساءلة مجلس الشعب للحكومة السابقة؟ وأين التبديل في الأشخاص؟».

وأعرب النجار عن اعتقاده بأن «كل من يعملون مع الأسد ليسوا إلا صورا كرتونية يزرعها النظام ثم يمحوها متى يشاء»، مذكرا بأن «الشعب السوري لا يعول على حكومة أو سواها، لأن الجميع يعرف أن القرار الأول والأخير يصدر من القصر الجمهوري، وهو بالتالي لا يبالي بالاستفتاء على الدستور والانتخابات التشريعية وتشكيل الحكومة».

من ناحيته، شدد المعارض السوري، الدكتور وليد البني، لـ«الشرق الأوسط» على أن تكليف حجاب تشكيل الحكومة «خطوة لا تقدم ولا تؤخر»، معتبرا أنها «ليست أكثر من لعب في الوقت الضائع». ولفت إلى أن «الأسد يدرك جيدا أنه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتركه طويلا يقتل شعبه بهذه الطريقة».

وأعرب عن اعتقاده بأن «ما يجري من مجازر وعمليات انتهاك لأبسط مبادئ حقوق الإنسان سيدفع المجتمع الدولي إلى التحرك بما يلبي طموحات الشعب السوري ويجبر النظام السوري على وقف هذه المجازر». وقال البني: «سواء أجرى انتخابات مجلس الشعب أو لم يجرها، سمى أعضاء المحكمة الدستورية أم لم يسم، شكل حكومة أم لم يشكل، فإن بشار الأسد ساقط ونظامه ساقط لا محالة».

وانتقدت ريما فليحان، أحد الناطقين الرسميين باسم لجان التنسيق المحلية في سوريا، لـ«الشرق الأوسط» استمرار «النظام في استفزاز الشارع السوري وتدمير البلد يوميا، بينما يدعي القيام بإصلاحات». ولفتت إلى أن ذلك «ليس بغريب عن هذا النظام وعن بشار الأسد الذي أعلن في خطابه الأخير الحرب على السوريين كافة، مصنفا إياهم بين وطنيين وخونة».

وأشارت إلى أن «النظام السوري يمعن في سياسة العنف وعدم الاعتراف بثورة الشعب السوري»، معتبرة أن «ما يقوم به هو آخر ما لديه، وأن إعلانه الحرب على شعبه بهذه الوقاحة تعني بأنه قام بكل ما أمكنه». وشددت على أن «الخطوات التي يتخذها من انتخابات مجلس شعب وتشكيل حكومة ليس لها أي معنى لدى السوريين، وستذهب هباء مع سقوط الأسد وإجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية وتشكيل حكومة وطنية تمثل الشعب السوري وتعبر عن تطلعاته».