الرباط تحتج رسميا على اجتماع دبلوماسي أميركي مع سائقي سيارات أجرة وباعة متجولين

وزير الإعلام المغربي: المبادرة تدخل في شؤوننا

TT

قال مصدر إعلامي مغربي إن برايان شوكان، القنصل العام للولايات في الدار البيضاء، عقد مرتين اجتماعات مع سائقي سيارات الأجرة وممثلين عن الباعة المتجولين في العاصمة الاقتصادية والتجارية للبلاد، الأمر الذي أثار احتجاج وزارة الخارجية المغربية.

وأكد مصطفى الخلفي، وزير الاتصال (الإعلام)، والناطق الرسمي باسم الحكومة، احتجاج الحكومة على تلك المبادرة، واعتبرها «تدخلا في الشؤون الداخلية للبلاد». وقال الخلفي للصحافيين أمس (الخميس) إن الاحتجاج مرده إلى اعتبارات تتعلق بالسيادة الوطنية. وامتنعت السفارة الأميركية في الرباط عن تقديم إيضاحات حول هذه الأنباء، وقال مصدر في السفارة إنه قد تقدم لاحقا ببعض التوضيحات.

وكانت صحيفة «العلم» المغربية، التي أوردت الخبر في عددها أمس (الخميس)، أشارت إلى أن القنصل العام الأميركي ادعى أن الهدف من الاجتماع هو تقديم مساعدات للقطاع غير المهيكل في المغرب. وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية المغربية قدمت احتجاجا رسميا إلى سفير الولايات المتحدة لدى المغرب، ووصفت ما قام به القنصل العام الأميركي بأنه «تدخل في الشؤون الداخلية للمغرب». يذكر أن شوكان دبلوماسي عين قبل فترة وجيزة في منصبه بالدار البيضاء، ومنذ تعيينه أجرى لقاءات مع مسؤولين مغاربة، من أجل تحسين صورة الولايات المتحدة لدى الشعب المغربي، على حد قوله.

يشار إلى أن ممثلي سجناء إسلاميين ينتمون إلى ما يعرف باسم تنظيم «السلفية الجهادية» رفضوا في وقت سابق طلبا للسفارة الأميركية بالرباط للقاء بهم، وذلك بسبب «موقف أميركا من الحرب على الإرهاب، ومسؤوليتها عن معاناة السجناء الإسلاميين في المغرب وفي غوانتانامو»، على حد قولهم. وقال بيان صدر وقتها عن اللجنة المشتركة للدفاع عن السجناء الإسلاميين إن اللجنة «غير مستعدة للقاء مع السفارة الأميركية في هذه المرحلة لأنها ما زالت مستمرة في تبنيها للمقاربة التي بسببها تستمر معاناة آلاف السجناء الإسلاميين سواء في المغرب أو في غوانتانامو أو في سائر السجون الأميركية، فضلا عن كونها هي الراعية الأولى لما سمته «الحرب العالمية على الإرهاب». وقال أنس الحلوي، المسؤول الإعلامي في اللجنة، لـ«الشرق الأوسط» إن اللجنة تلقت مكالمة هاتفية من مستشار السفير الأميركي بالرباط صامويل كابلان نقل خلالها رغبة السفير في اللقاء مع أعضاء من اللجنة لدراسة ملف المعتقلين.

وعلى أثر ذلك، عقدت اللجنة اجتماعا استثنائيا تناول موضوع الاتصال الذي أجرته السفارة الأميركية مع اللجنة المشتركة بغرض مقابلتها، بالإضافة إلى مواكبة إضراب السجناء الإسلاميين عن الطعام في عدد من السجون.

واتفق أعضاء اللجنة خلال الاجتماع على رفض مقابلة السفير الأميركي. وقال الحلوي إن الهدف من اللقاء كان التدخل لحل الملف، لأن حل هذا الملف هو بيد أميركا، حسب رأيه. وأضاف «نحن لا نرفض تدخل أي طرف يمكن أن يقدم لنا المساعدة لطي ملف السجناء الإسلاميين، بيد أن السياسة الأميركية تجاه قضية السجناء الإسلاميين في العالم لم تتغير، لذلك رفضنا مقابلة السفير الأميركي»، لكنه قال إن إجراء هذا اللقاء ممكن مستقبلا.