اليمن: تكثيف الهجمات على «القاعدة».. وقتلى وجرحى بالعشرات

مصدر حكومي لـ «الشرق الأوسط»: نحتاج إلى خبرة مهاتير محمد في المرحلة المقبلة

TT

كثفت قوات الجيش اليمني ومعها اللجان الشعبية من ضرباتها العسكرية على معاقل تنظيم القاعدة المعروف محليا باسم «أنصار الشريعة» في محافظة أبين بجنوب البلاد، حيث سقط العشرات من القتلى والجرحى في هجمات برية وضربات جوية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأكدت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» أن 5 على الأقل، من عناصر «القاعدة» قتلوا وجرح آخرون في مواجهات عنيفة في منطقة «باتيس» مع عناصر اللجان الشعبية الذين يساندون الجيش، بينما قتل آخرون في غارتين جويتين، يعتقد أنهما نفذتا بطائرتين أميركيتين من دون طيار، حيث قتل عدد من المسلحين المتشددين في غارة على منطقة الدرجاج، الواقعة شرق مدينة جعار التي تعد المعقل الرئيسي لجماعة «أنصار الشريعة». كما قتل وجرح عدد آخر في غارة جوية أخرى على مديرية مودية واستهدفت تجمعا لعناصر «القاعدة»، وكان عدد من مقاتلي «القاعدة» قتلوا في وقت متأخر من مساء أول من أمس بالقرب من مدينة الكود أثناء محاولتهم التسلل إلى المنطقة وتنفيذ عمليات انتحارية ضد النقاط والمواقع العسكرية.

وذكرت المصادر أن عناصر «القاعدة» قاموا بقصف مدفعي مكثف على منطقة باتيس بعد مقتل عدد من زملائهم وأن القصف استهدف منازل المواطنين وبينها منزل وكيل محافظة أبين.

في هذه الأثناء، قالت سلطات عسكرية يمنية إنها وضعت خطة جديدة لمراقبة عناصر تنظيم «القاعدة»، وقال اللواء علي سعيد عبيد الناطق باسم اللجنة العسكرية الخاصة بإعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن، إن اللجنة وضعت خطة جديدة لمراقبة تحركات عناصر تنظيم القاعدة، في محافظات: حضرموت وشبوة ومأرب والجوف والبيضاء، وهي المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية للبلاد والتي ينشط فيها التنظيم بشكل واسع إلى جانب تمركزه في محافظة أبين قرب مدينة عدن.

وذكر المسؤول العسكري البارز أن الخطة وضعت بالتنسيق بين قوات الجيش والسلطات المحلية في تلك المحافظات، مؤكدا أن تحركات اللجنة العسكرية جاءت بعد تعليمات واضحة من الرئيس عبد ربه منصور هادي للقيام برصد تحركات المجاميع الإرهابية في جنوب البلاد، وأن الخطة تركز، بشكل خاص، على «الخلايا النائمة» لـ«القاعدة» ومراقبتها وملاحقة عناصرها.

في هذه الأثناء، يشهد الحزام الأمني حول العاصمة صنعاء، إجراءات أمنية مشددة، وتستهدف الإجراءات الداخلين إلى العاصمة، حيث يجري التدقيق في هوياتهم الشخصية والقيام بالتفتيش الدقيق للسيارات، في وقت نشرت قوائم بأسماء وصور عدد غير قليل من المطلوبين على ذمة الإرهاب.

وجاءت هذه الإجراءات بعد أيام على اتخاذ إجراءات أمنية مشددة حول السفارات العربية والأجنبية والمصالح الحيوية اليمنية والغربية، خشية تعرضها لهجمات إرهابية، خاصة بعد أن تعرضت بعض السفارات العربية لتهديدات باستهدافها.

على صعيد آخر، وصل إلى صنعاء أمس مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي الأسبق، تلبية لدعوة من الرئيس عبد ربه منصور هادي ومحمد سالم باسندوة رئيس حكومة الوفاق الوطني، وجاءت زيارة محمد إلى اليمن لمناقشة عرض تقدمت به الحكومة اليمنية إليه للعمل كمستشار اقتصادي لديها. وقد أعلن مهاتير محمد، في مؤتمر صحافي بعد مباحثات مع هادي، أن يدرس العرض وسوف يرد عليه في الوقت المناسب، مؤكدا أنه سيساعد اليمن لتجاوز محنته الراهنة. وقال «إن أحداث تنمية حقيقية يتطلب من الحكومة التركيز على مسألة تحقيق الأمن». ونصح مهاتير محمد «كافة القوى اليمنية بالعمل على تحقيق الأمن والاستقرار لجذب الاستثمارات الأجنبية». كما أكد أنه لن يبخل بتقديم خلاصة تجربته لمساعدة اليمن «وبناء الإنسان قبل الأوطان»، على حد تعبيره.

وتعليقا على الطرح بأن عمر حكومة الوفاق الوطني قصير (انتقالية لعامين) وأن قيامها بخطوة كاستقدام مهاتير محمد للعمل مستشارا لديها، لا يتناسب ومهمة الحكومة وعمرها المحدد. وقال مصدر رفيع في مجلس الوزراء اليمني لـ«الشرق الأوسط» إن المسألة تتعلق بوضع اللبنات الصحيحة لإنعاش الاقتصاد وبناء البلاد، بغض النظر عن عمر الحكومة أن كان قصيرا أو طويلا.