عبد حمود.. الرجل الأكثر غموضا في النظام العراقي السابق

صورة أرشيفية لعبد حمود خلال محاكمته في الأول من يوليو (تموز) 2004 ببغداد (إ.ب.أ)
TT

عبد حمود لم يكن هذا هو اسمه لكنه عرف به على مدى أكثر من عقدين من الزمن شغل خلالهما واحدا من أهم المناصب في النظام العراقي السابق.. السكرتير الشخصي للرئيس صدام حسين وهو المنصب الذي شغله قبله حامد يوسف حمادي الذي أصبح فيما بعد وزيرا للثقافة. اسمه الحقيقي «عبد الحميد محمود الخطاب التكريتي». المخيلة الشعبية العراقية اختزلته إلى «عبد حمود» فاستسلم راضيا لقدره الذي قاده فيما بعد من أعلى المناصب إلى حبل المشنقة.

لم يكن مثل سواه من أبناء قرى تكريت الفلاحية جنديا محترفا، لكنه بعد نجاح انقلاب (ثورة) 17 يوليو (تموز) عام 1968 ووصول حزب البعث والثنائي التكريتي أحمد حسن البكر وصدام حسين إلى قمة السلطة، فإن الكثير من شبان عشيرة البوناصر حظوا بدخول دورات عسكرية حملوا خلالها رتبا عسكرية بسيطة أول الأمر قبل أن يتقدموا بالرتب بسرعة غير مسبوقة. هو واحد من هذا الثلاثي الذي حاز رتبا عسكرية ومسؤوليات لا تخطر على بال.. علي حسن المجيد (أعدم عام 2010) وحسين كامل (قتل عام 1996) وعبد حمود (أعدم أمس).

عبد حمود ينتمي إلى الفرع الآخر من عشيرة صدام - فخذ البوخطاب وهم أبعد قليلا من أبناء عمه علي الكيماوي وحسين كامل (زوج رغد الابنة الكبرى لصدام حسين).. لكنه ولأسباب تتعلق بالخلافات داخل الأسرة أصبح عبد حمود من أكثر المسؤولين قربا من صدام حسين. والأسباب التي ساعدته على ذلك أنه لم يكن طرفا في خلافات عائلية ولم يحتك بابني صدام.

حافظ عبد حمود على وضعه الرسمي داخل السلطة مع ميل للدراسة. فبالإضافة إلى تقدمه بالرتب العسكرية حتى وصوله إلى رتبة فريق أول في المؤسسة العسكرية العراقية فإنه نال شهادة الدكتوراه في العلوم العسكرية وأصبح اسمه الرسمي بين المسؤولين «السيد الفريق».

حمل عبد حمود التسلسل رقم 4 ضمن قائمة الـ55 مسؤولا من كبار مسؤولي النظام السابق وقد تم اعتقاله من قبل القوات الأميركية في التاسع عشر من شهور يونيو (حزيران) عام 2003. أودع السجن وحوكم وصدر حكم بإدانته بارتكاب جرائم إبادة جماعية. كانت آخر مهمة له في السجن أنه أطال لحيته بشكل لفت الأنظار إليه.