قرية معرزاف.. مركز للقرى المعارضة في ريف حماه

عدد كبير من أبنائها عسكريون انشقوا عن النظام

TT

يقول أحد المعارضين السوريين إنه منذ بداية الثورة السورية قرر أهالي قرية معرزاف في ريف حماه الانضمام إلى الحراك الشعبي ضد نظام الرئيس بشار الأسد. هؤلاء، كانوا يعرفون أنهم سيدفعون ثمنا باهظا بسبب مواجهتهم للنظام السوري، إلا أن أحدا لم يتخيل أن النظام سيقدم عبر جيشه وشبيحته والمجموعات الموالية له على إبادة عائلات بأكملها داخل مزرعة البقير التابعة للقرية والتنكيل بجثث أطفالها ونسائها خلال مجزرة نفذتها مجموعات موالية لنظام الحكم راح ضحيتها ما يقارب الـ100 شخص بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.

ويشير المعارض الذي ينتمي إلى المنطقة إلى «تشابه في مجزرة البقير بظروفها مع تلك التي حصلت في منطقة الحولة منذ أيام قليلة، حيث قصفت مدفعية الجيش النظامي القرية، لتتوغل بعدها مجموعات الشبيحة داخل البيوت وتجهز على النساء والأطفال والعجائز بأبشع الأساليب وأكثرها دموية».

وتعد قرية معرزاف مركزا للبلدات والقرى التي ثارت ضد نظام الأسد في ريف مدينة حماه السورية. وحسب الناشطين فإن سكان القرية الذين لا يتجاوز عددهم 4500 نسمة «كانوا ينسقون مع بقية بلدات الريف الحموي المجاورة، كحلفايا والتريمسة وخطاب والشيحة وكفر الطون وطيبة الإمام وكفرزيتا واللطامنة، من أجل تنظيم المظاهرات المعارضة للنظام السوري ومنع الشبيحة والأمن من اقتحامها عبر قطع الطرق وعرقلة حركة هذه القوى التابعة للنظام».. إلا أن الأمر الذي زاد من غضب النظام السوري وسخطه على هذه القرية - وفقا للناشطين - هو انشقاق ضباط كبار من الجيش السوري يتحدرون من معرزاف، وانضمامهم إلى الجيش السوري الحر، ومن أبرزهم الرائد المظلي ماهر الرحمون النعيمي والمقدم عبد الرزاق الرحمون النعيمي، وهما من أوائل الضباط الذين انشقوا عن جيش النظام وانضموا للثورة، حتى أصبحا رمزين لهذه القرية الصغيرة.

ويؤكد الناشطون أن قوات النظام السوري قامت، ردا على ذلك، باقتحام القرية في 7 أبريل (نيسان) الماضي. ويقول محمد، أحد أعضاء تنسيقية ريف حماه للثورة السورية، عن هذا الاقتحام: «تم ارتكاب مجزرة، حيث قتل خمسة أشخاص من عائلة علوان التي شاركت بقوة في المظاهرات، كما قامت مخابرات النظام باعتقال العديد من أبناء القرية؛ معظمهم من عائلتي النعيمي والرحمون. إضافة إلى تهديم وحرق الكثير من المنازل وبيوت الناشطين وأقرباء الضباط والجنود المنشقين».

وعن المجزرة التي حصلت أمس في مزرعة البقير، يقول الناشط المعارض: «ما حدث يبين أن النظام السوري يمارس القمع، ليس بهدف إيقاف الثورة، وإنما لإبادة الشعب الذي قام بها»، ويضيف «نتخوف من ردود فعل طائفية، منطقة ريف حماه تتكون من قرى ذات خلفيات طائفية متنوعة، النظام يدفع باتجاه حرب أهلية بواسطة ريفي حمص وحماه، هذا ما سنحاول منعه في المرحلة المقبلة».

يذكر أن قرية معرزاف تقع باتجاه الغرب من مدينة حماه وتبعد عنها مسافة 20 كيلومترا، وجنوبا عن مدينة محردة مسافة كيلومترين. وتسمية القرية قديمة جدا، وفيها شواهد أثرية وكهوف يعود تاريخها للعصر البيزنطي وآبار رومانية كانت تستعمل كخزانات لجمع مياه الأمطار لتستخدم في فصل الصيف قديما. كذلك ذكرها أسامة بن منقذ بأحد مؤلفاته أثناء رحلة صيد مرورا بها إلى شيزر التاريخية. ويعمل أغلب سكانها بالزراعة وتربية المواشي حيث تبلغ مساحتها 33 ألف دونم، وتتميز هذه القرية بموقعها الجغرافي المرتفع على هضبة جبلية.

ومعظم أهالي القرية يتحدرون بانتمائهم لقبيلة النعيم الحسينية وأفخاذها الذين يتوزعون على عشائر الأبوحيار والتوبلس والعويشات والبركاويين، والذين تربطهم علاقات متينة فيما بينهم والقرى المجاورة وعشائر النعيم المنتشرة في باقي مناطق سوريا والمنطقة العربية.