قصف مدفعي وجوي على قرى ريف اللاذقية وحمص

ناشطو العاصمة يوسعون عملياتهم في إطار ما سموه «غليان دمشق»

TT

قال ناشطون سوريون إن قوات الأمن السورية وسعت أمس من عملياتها العسكرية لتطال وفي الوقت نفسه قرى ريف اللاذقية، وحمص، وريف حلب، ودرعا وحماه، مستخدمة القصف المدفعي والجوي، مما أدى، وبحسب الهيئة العامة للثورة، لسقوط ما يزيد على 20 قتيلا في أنحاء سوريا.

وتحدثت مصادر في الجيش السوري الحر عن «قصف مدفعي ومروحي تتعرض له قرى ريف اللاذقية يشمل جبل الأكراد والحفة ومدينة اللاذقية»، لافتة إلى انتشار عدد كبير من الحواجز في هذه المناطق. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن القصف العشوائي والعنيف الذي تشنه قوات الأمن دليل على نية النظام في القيام بعمل واسع في المنطقة، معربة عن تخوفها من «اقتراف مجازر مماثلة لمجزرة القبير في الحفة حيث الوضع صعب جدا»، وأضافت: «قمنا أمس بتأمين مرور عدد كبير من الجرحى من الحفة إلى تركيا لكننا تعرضنا لكمين في قرية بيت الشكومة في محيط الحفة مما أدى بعدها لاشتباكات عنيفة بيننا وبين جيش الأسد».

بدوره، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وصول تعزيزات عسكرية جديدة إلى منطقة الحفة بريف اللاذقية حيث شوهدت قافلة عسكرية تضم آليات ثقيلة وجرافات وشاحنات على طريق اللاذقية - منطقة الحفة التي دارت فيها اشتباكات عنيفة خلال الـ48 الماضي «تكبدت القوات النظامية السورية خسائر فادحة فيها».

وقال عمار الحسن عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية في اللاذقية إن قوات الجيش النظامي تقوم بقصف المدن السورية بطريقة مكثفة وعشوائية بسبب انشقاق عدد كبير من الجنود منذ 3 أيام، لافتا إلى أن الجيش يستخدم الطائرات والدبابات وقذائف الهاون في القصف، مما أدى لسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى.

ووصف الحسن الوضع الميداني بـ«السيئ للغاية بسبب قيام الجيش بقصف البيوت على وتهديمها فوق سكانها، مما أدى لانتشار الجرحى في الطرق». كما تحدث الحسن عن أن الجيش قام بقصف المستشفيات، «مما أدى لحدوث نقص حاد في المواد الطبية وتدهور الحالة الصحية للمصابين».

في الوقت ذاته، قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش النظامي اقتحم حي كازو في حماه وشن حملة اعتقالات، كما سقط قتلى وجرحى في قصف للجيش النظامي على الحفة بريف اللاذقية. وقال ناشطون إن شخصا قتل وجرح عشرات في قصف على دير جمال بريف حلب.

وقالت الهيئة العامة للثورة إن قوات الجيش النظامي قصفت دير جمال وحيان ومنغ وإعزاز في ريف حلب، مما أدى لسقوط جرحى. وأفادت الهيئة بأن الجيش اقتحم أيضا بلدة الأبزمو، وأضرم النيران في الأراضي الزراعية. كما قصف الجيش بلدات نصيب وأم المياذن وإزرع في درعا. وقال ناشطون إن شخصين قتلا وجرح العشرات في قصف للجيش استهدف مدينة تلبيسة وعدة أحياء في حمص. وتعرضت مناطق بجسر الشغور في إدلب، وبحسب لجان التنسيق المحلية، إلى قصف عنيف من الطيران المروحي والرشاشات الثقيلة.

وفي سياق متصل، كثفت المعارضة السورية من عملياتها ضد قوات النظام السوري ضمن ما سمته «غليان دمشق». وقال ناشطون سوريون إن مجموعة من شباب دمشق قاموا بتنفيذ عملية بشكل متزامن عبر قطع 30 طريقا بالإطارات والمواد المشتعلة وذلك بمشاركة تنسيقيات اتحاد شباب الثورة، كما قطع الشباب طريق دمشق بيروت المتحلق الجنوبي.

وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان عن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة الثائرة والقوات النظامية السورية في بلدات طفس والحراك وأم المياذن في درعا.

وفي دمشق وريفها، أفاد المرصد عن مقتل مواطن في مدينة عربين متأثرا بجراح أصيب بها قبل أيام، لافتا إلى أن مواطنا آخر قضى في مدينة دوما إثر إصابته بإطلاق رصاص. وفي مدينة دمشق، قال ناشطون إن مواطنا قتل إثر إصابته بإطلاق رصاص فجر يوم الخميس في حي القابون الذي شهد إطلاق رصاص واشتباكات بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس.

في المقابل، قالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن طفلا قتل وأصيب أربعة أطفال آخرين بجروح بنيران مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت سيارة سياحية تقل سبعة أشخاص من عائلة واحدة بمنطقة الحفة بريف اللاذقية.

وأضافت «سانا» أنه «وفي إطار استهدافها للكفاءات الوطنية، اغتالت إحدى المجموعات الإرهابية المسلحة قاضي الفرد العسكري بدرعا وسائقه وأصابت ابنته بجروح»، وأضافت: «أما في درعا فتمكنت الجهات المختصة من إحباط محاولة إرهابي انتحاري تفجير سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات في موقف المحطة المكتظ بالمارة والسكان بمدينة الصنمين». كما تحدثت الوكالة عينها عن «إحباط الجهات المختصة محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من لبنان إلى سوريا بالقرب من قرية إدلين بريف تلكلخ».