كلينتون: الأسد يجب أن يرحل.. وعلى المجتمع الدولي الاتحاد وراء «خطة قابلة للتنفيذ»

تلتقي أنان اليوم بعد جلسة مغلقة لمجلس الأمن * الخارجية التركية: اجتماع «لتنسيق المعارضة السورية» مع ممثلي 16 دولة منتصف يونيو

TT

بينما أعلنت وزارة الخارجية التركية أن 16 بلدا بينها الولايات المتحدة ودول عربية وأجنبية اجتمعت في إسطنبول مساء الأربعاء قررت إنشاء «مجموعة تنسيق» للمعارضة السورية، حثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الرئيس السوري بشار الأسد على تسليم السلطة ومغادرة بلاده، ووصفت المذبحة التي وقعت قرب حماه أول من أمس بأنها فعل ينم عن انعدام الضمير.

وخلال تصريحاتها في مؤتمر صحافي بإسطنبول، أبدت كلينتون استعدادا للعمل مع كل أعضاء مجلس الأمن الدولي؛ بما فيهم روسيا، بشأن مؤتمر حول مستقبل سوريا السياسي. لكنها ذكرت أن هذا المؤتمر ينبغي أن ينطلق من مبدأ أن يفسح الأسد المجال أمام حكومة ديمقراطية.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي في إسطنبول عقب اجتماعها مع وزراء خارجية دول عربية وغربية لبحث مكافحة الإرهاب: «يجب أن ينقل الأسد السلطة ويرحل عن سوريا»، وأضافت: «العنف الذي يرعاه النظام والذي شهدناه مجددا في حماه (أول من) أمس ينم عن انعدام الضمير. الأسد ضاعف من وحشيته وازدواجيته، وسوريا لن ولا يمكن أن يسودها الهدوء أو الاستقرار ولا الديمقراطية بالطبع إلى أن يرحل الأسد».

وحثت كلينتون المجتمع الدولي على الاتحاد وراء «خطة قابلة للتنفيذ»، وقالت إن واشنطن تريد التعاون مع أي دولة ما دام يوجد اتفاق على أن الأسد يجب أن يتخلى عن الحكم. وأضافت: «لدينا استعداد للعمل مع أي دولة، بما في ذلك أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.. وسنفعل ما دام هذا التجمع سيبدأ من منطلق أن على الأسد ونظامه أن يفسحا الطريق أمام سوريا جديدة ديمقراطية».

وقالت كلينتون إنها سترسل مستشارها الخاص بشأن سوريا إلى موسكو غدا ليبحث مع الحكومة الروسية الحاجة إلى الانتقال السياسي في سوريا. وأشارت إلى أن خطة مبعوث السلام الدولي كوفي أنان، التي كان محورها وقفا لإطلاق النار لم يصمد قط، يجب أن تمنح فرصة أخيرة، قائلة إن «الدول الأخرى (ويحتمل أنها تقصد روسيا والصين) لن تؤيد اتخاذ إجراءات أقوى ما لم يكن فشلها محققا».

وأضافت: «نعتقد أنه من المهم بالنسبة لنا أن نعطي أنان وخطته آخر قدر بإمكاننا من الدعم، لأننا ولكي نضع الآخرين في حالة ذهنية لاتخاذ إجراء في مجلس الأمن، يجب أن يكون هناك إدراك نهائي بأنه لم يعد هناك جدوى».

إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية التركية أن 16 بلدا بينها الولايات المتحدة ودول عربية وأجنبية اجتمعت في إسطنبول مساء الأربعاء قررت إنشاء «مجموعة تنسيق» للمعارضة السورية. وقالت الخارجية في بيان إن المشاركين «اتفقوا على عقد اجتماع لمجموعة تنسيق لدعم المعارضة السورية» وتنسيق جهودها. وستعقد المجموعة أول اجتماع لها بإسطنبول في 15 و16 يونيو (حزيران) الحالي مع «مجمل المعارضة السورية وممثلين للدول الـ16».

ولم يذكر البيان ما إذا كان المشاركون يفكرون في تقديم دعم عسكري ومادي للمعارضة السورية المجتمعة، خصوصا المجلس الوطني السوري. وحضر الاجتماع في إسطنبول، الذي لم يعلن عنه مسبقا، وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظراؤها؛ البريطاني ويليام هيغ، والفرنسي لوران فابيوس، والألماني غيدو فسترفيلي، والممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وقال البيان إن المشاركين رحبوا باقتراح فرنسي باستضافة اجتماع جديد لدول مجموعة أصدقاء سوريا في باريس مطلع يوليو (تموز) المقبل.

ويلتقي مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في واشنطن اليوم الجمعة عقب الجلسة المغلقة لمجلس الأمن، وذلك لمناقشة تطورات الوضع السوري والخطوات القادمة التي يمكن القيام بها لاحتواء الأزمة في سوريا.

وأشار دبلوماسيون بالأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن حالة من الإحباط تسود أجواء الأمم المتحدة ومجلس الأمن لسوء وتفاقم الأزمة السورية وعدم الالتزام بتطبيق خطة أنان. وتبدي بعض الدول من المجموعة العربية مخاوفها من اتساع نطاق الأزمة لتمتد إلى كل من لبنان والعراق والأردن، بما يهدد السلم والأمن الدولي. وأشارت المصادر إلى استبعاد استصدار قرار باللجوء إلى الفصل السابع خلال الأيام القليلة المقبلة انتظارا للقاءات رؤساء دول مجموعة العشرين في المكسيك يومي 18 و19 من الشهر الجاري، حيث من المتوقع أن يجتمع الرئيس باراك أوباما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاتفاق على طريقة معالجة الأزمة السورية واستمالة روسيا للاستجابة للمجتمع الدولي.

وأوضحت المصادر أن الوضع الروسي ما زال متماسكا ضد إصدار أي قرارات لإرغام النظام السوري على الوفاء بالتزاماته، رغم بعض المرونة التي بدت خلال الأيام الماضية مع عدم اشتراط روسيا بقاء الأسد في السلطة. وأشارت المصادر إلى اقتراحات قدمها أنان بإنشاء مجموعة اتصال تضم مجموعة من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن لوضع جدول زمني محدد لتطبيق الخطة. ويفرض الجدول الزمني التزامات محددة على كل من الحكومة السورية ومجموعات المعارضة بحيث يمهد لفرض عقوبات على الطرف الذي لا يلتزم بالجدول الزمني وبتنفيذ التزاماته وفقا لهذا الجدول. وهو المقترح الذي تسانده كل من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا فيما ترفضه روسيا.

وأشارت مصادر إلى خلافات روسية أميركية حول تفاصيل تنفيذ خطة أنان، حيث يرفض المندوب الروسي تحميل كافة المسؤولية على عاتق الحكومة السورية، كما يرفض تدخل مجلس الأمن في مراقبة تطبيق الحكومة السورية لبنود الخطة وفرض عقوبات في حال عدم الالتزام بها.. ويقول المندوب الروسي إن تلك الخطوات هي تمهيد مبرر لتدخل مجلس الأمن للقيام بتغيير النظام في سوريا.