العمل على تشكيل هيئة قيادية سياسية مدنية عسكرية من الداخل

تضم 28 مدنيا مستقلا و28 ضابطا عسكريا منشقا

TT

أعلنت مصادر في المعارضة السورية أمس عن وجود مباحثات في سوريا من أجل تشكيل هيئة قيادية سياسية مدنية عسكرية تعمل من الداخل. وقال المعارض السوري المستقل فهد المصري المقيم في باريس، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «هناك مشاورات تجرى منذ أسابيع في الداخل السوري لتشكيل هيئة قيادية سياسية مدنية - عسكرية من الداخل من أجل وضع حد لكل التشرذمات والانقسامات ولوضع المجتمع الدولي أمام استحقاق التغيير للمساعدة على إسقاط النظام».

وأضاف أن «بناء هذه الهيئة سيقطع الطريق أمام كل تردد دولي بشأن التدخل لحماية الشعب السوري والإطاحة بنظام بشار الأسد سواء إن كانت حجتهم الخوف من انعدام وجود البديل، فهذه الهيئة هي البديل في المرحلة الانتقالية مدنيا وعسكريا، أو كانت الحجة بعدم التدخل هي عدم وجود رؤية واحدة للمعارضة، فرؤية الهيئة ستكون الرؤية الوطنية الحقيقية للشعب السوري، ولا مجال حينها للتردد أمام وحدة الداخل الثورية والسياسية والعسكرية، وهذه الهيئة ستكون قابلة للتوسع بضم أعضاء جدد من الداخل وفقا للمستجدات على الأرض وبموجب رؤية وطنية واضحة وشاملة لتحقيق التغيير المطلوب وتحقيق المصالحة الوطنية وصيانة الوحدة الوطنية ومحاسبة كل من أساء وأجرم في حق الشعب والشروع في عملية البناء الديمقراطي».

وأكد المصري أنه «تم طرح ومناقشة الموضوع منذ ثلاثة أسابيع مع القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ومع قادة المجالس العسكرية المحلية ومع رئيس المجلس العسكري الأعلى، كما تمت مناقشته مع العديد من قوى الثورة السورية المدنية في عدد من المحافظات، ويتم حاليا تفعيل المشروع ومناقشته من كل الجوانب لتسهم كل القوى الحقيقية للثورة في الداخل من مدنيين وعسكريين في إنضاج المشروع». وأضاف أن «المشروع سيرى النور قريبا في الوقت الذي سيقرره قادة سوريا الحقيقيون من الداخل». وأوضح المصري أن المشروع حظي بقبول واهتمام العديد من قيادات الثورة السورية في الداخل وأيضا بدعم واهتمام قيادات عسكرية منشقة. وأضاف أن «فكرة المشروع تقوم على أن يتم تشكيل هذه الهيئة من الداخل وتضم 28 مدنيا مستقلا و28 ضابطا عسكريا منشقا»، شارحا أن ذلك لأنه «في سوريا 14 محافظة، وارتأينا أن يكون هناك عضوان مدنيان مستقلان عن كل محافظة، وأن تختار قوى الثورة العاملة على الأرض في كل محافظة اثنين كممثلين عنها في هذه الهيئة، وبالنتيجة يكون لدينا 28 مدنيا مستقلا سيعبرون تماما عن مطالب الثورة والشارع السوري المنتفض، ولن يكون هناك أي مجال حينها للانتقاص من مطالب الشعب السوري، والرؤية هي أن يكونوا مستقلين لأن الثورة السورية لم تكن ثورة أحزاب بل ثورة شعب يقودها الشباب، والثورة سبقت كل الأحزاب وتشكيلاتها في الداخل والخارج بأشواط طويلة، وبالتالي تحاول تلك القوى السياسية سواء كانت تقليدية أو حديثة اللحاق بركب الثورة». كما أوضح الناشط السوري أن الهيئة «تضم 28 شخصية عسكرية من القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل، ومن قيادات المجالس العسكرية المحلية في المحافظات السورية، وعددا من الضباط الكبار الموجودين حاليا في تركيا الذين سيعودون في الأيام القليلة القادمة إلى الداخل إلى الميدان للدفاع عن الشعب»، وأن هذه الهيئة «يمكنها أن تختار بين 6 إلى 8 شخصيات نصفهم من المدنيين والنصف الآخر من العسكريين ليكونوا رسلا للهيئة في اللقاء مع الدول والحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية، وتوصيل رسالة الداخل كما هي دون اجتهادات شخصية، والحصول بشكل مباشر على كل أنواع الدعم للثورة من دون الحاجة إلى وسطاء، ولضمان وصول كل أشكال المساعدات للداخل».

وأكد المصري أنه على الجميع أن يعرفوا أن «من سيقود سوريا الآن وفي المرحلة الانتقالية هم هؤلاء القادة من الداخل من مدنيين وعسكريين موجودين على الأرض، لأنهم هم من يواجهون الدبابة والمدفع وكل أشكال الإجرام، وهم من يستحق إدارة سفينة النجاة والخلاص الوطني». وأضاف أن «من لديه طموحات سياسية كأفراد أو هيئات وأحزاب موجودة في الداخل أو الخارج فعليه أن يستعد للمعركة الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع والانتخاب المباشر الحر والنزيه، فالشعب هو من سيختار، وهو من سيعين قيادته الوطنية بناء على برامج سياسية وطنية ديمقراطية حقيقية لا تميز بين مواطن وآخر، وتعترف بحقوق وواجبات الجميع دون أي استثناء، فلا مكان بعد اليوم للانتهازية والشخصانية، فالدم السوري غال جدا، ودماء الأطفال وكل الشهداء خط أحمر وليست سلعة للمزايدة السياسية والمراهنات».