معتصمون يواصلون إضرابهم عن الطعام لليوم الثالث أمام مقر الحكومة

ناشدوا «العسكري» تحقيق مطالبهم

TT

أمام سور مقر مجلس الوزراء بشارع القصر العيني بمحيط البرلمان المصري بالعاصمة القاهرة تتراص مجموعة من الخيام أعدت على عجل، لإيواء نشطاء سياسيين أغلبهم من النساء يواصلون لليوم الثالث إضرابهم عن الطعام، في محاولة للضغط على المجلس العسكري لتطبيق قانون العزل السياسي على الفريق أحمد شفيق وإعادة محاكمات رموز النظام السابق. «إيمان أحمد»، ربة منزل، والتي شاركت في الإضراب من بدايته تقول «البلد بتضيع، نحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى ولو على حساب حياتنا».. ملامح الإرهاق بادية على إيمان نتيجة لعدم تناولها الطعام، إلا أنها تفتخر بأسرتها الصغيرة المكونة من ولد وزوج مريض بالقلب، يشجعانها على مواصلة الإضراب، بل إن ابنها الموظف بإحدى الشركات يلازمها أحيانا. تقول إيمان إن موقفها هذا لا يأتي من فراغ، فأسرتها الصغيرة شاركت في الثورة وتحلم بتحقيق أهدافها، وهو ما يتضح في إصرارها «هنفضل مضربين حتى يتم تطبيق قانون العزل على الفريق أحمد شفيق، وإعادة محاكمة رموز النظام السابق والنظر في الأحكام الهزلية التي ظهرت بحقهم، وإن لم تتم الاستجابة سنمتنع عن الشراب في محاولة للتصعيد». شرارة الإضراب بدأت حين أعلنت الناشطة السياسية نوارة نجم، ابنة الشاعر أحمد فؤاد نجم، عن اعتصامها وإضرابها عن الطعام أمام مقر مجلس الشعب الثلاثاء الماضي، وهو الأمر الذي قوبل بالتضامن من عشرات النشطاء والمتظاهرين الذين اعتصموا في ميدان التحرير احتجاجا على الأحكام الصادرة في محاكمة القرن، والتي برأت مساعدي وزير الداخلية الأسبق، ونجلي مبارك، ورجل الأعمال الهارب حسين سالم. يأمل المعتصمون والمضربون في تطبيق قانون العزل السياسي على الفريق شفيق قبل بدء المرحلة الثانية من التصويت في انتخابات الرئاسة داخل مصر والتي ستبدأ يومي 16 و17 من الشهر الحالي. لذلك حولوا سور مجلس الوزراء الذي نصبت أمامه الخيام، إلى معرض يكتظ بمئات من الصور التي تجسد الأحداث التي شهدها شارع القصر العيني ومجلس الشعب، وشارع محمد محمود، من بينها واقعة مجلس الوزراء التي استخدم فيها الجيش القوة لفض الاعتصام واعتقال العشرات قبل أشهر، فيما علقت قائمة كبيرة بأسماء المضربين عن الطعام في القاهرة، توضح أنهم وصلوا حتي كتابة هذا التقرير إلى 39 مضربا، وكلما انضم أحد يدرج اسمه في القائمة، وهو ما علق عليه أحد المضربين قائلا «يوجد 18 مضربا عن الطعام في محافظة المنصورة و6 مضربين في العريش». وأسفل لافته علقت على سور مجلس الوزراء كتب عليها «اعتصام وإضراب عن الطعام حتى تطبيق قانون العزل» تنتصب خيمة السيدة أحمد، ذات اللون الأخضر الزاهي والتي تتسع لأربعة أشخاص، على أرضية الخيمة بالداخل افترشت السيدة أحمد سجادة الصلاة وضعت عليها سبحة وعلى جوانبها الأغراض الشخصية، كلما شعرت بتعب دخلت إلى خيمتها لترتاح وتؤدي الصلاة.. الإرهاق الذي طغى على ملامح ربة المنزل لم يفقدها الأمل في استعادة أهداف الثورة، فحين سألتها ردت بعفوية قائلة: «عندنا أمل كبير في ربنا، هنعمل إيه تاني أكتر من كده، نحن نطالب أعضاء مجلس الشعب بالاعتصام وهو ما سيشكل ضغطا أكبر على المجلس العسكري.

، هنعمل اللي علينا وهنكمل ولو موتنا اللي عملناه هيلهم اللي بعدينا عشان يكملوا المشوار».