الاجتماع بين إيران والوكالة الذرية لم يسفر عن أي تقدم

رئيس وفد الوكالة معربا عن خيبة أمله: طهران أضافت قضايا بدلا من حل المطروح

علي أصغر سلطانية مندوب ايران في هيئة الطاقة الذرية (يمين) خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤولين في الهيئة بعد مباحثات سلطانية مع الهيئة الدولية في مقرها بفيينا أمس (رويترز)
TT

بعد اجتماع استمر لأكثر من 10 ساعات، فشلت إيران والوكالة الدولية في توقيع اتفاق إطاري يمكنهما من استئناف العمل في قضايا تصفها الوكالة بـ«العالقة»؛ في مقدمتها الاتهامات التي تطال النشاط النووي الإيراني بأبعاد عسكرية.

هذا، وكان اجتماع هو الثالث من نوعه ضم الطرفين يوم أمس بمقر الوكالة الدولية في فيينا قد انفض بإعلان يقر أن الطرفين درسا نسخة أولية من اتفاق، وأنهما سيواصلان دراساتها وتنقيحها والتفاوض حولها ومن ثم يوقعانها.

وفيما عبر هيرمان ناكيرتس، رئيس وفد الوكالة نائب المدير العام رئس قسم الضمانات، عن خيبة أمله في عدم توقيع اتفاق، مرجعا ذلك لإصرار إيران على تكرار النقاش حول قضايا سبق أن قدمتها وتم بحثها من قبل، مضيفة قضايا أخرى جديدة بدعوى أنها مشاغل تثير قلقها ومخاوف تتطلب مزيدا من البحث والتفاوض.

من جانبه لم ينكر رئيس الوفد الإيراني السفير علي أصغر سلطانية إصرار الوفد الإيراني وتمسكه بأهمية بحث كل القضايا، وما وصفه بالاهتمامات الإيرانية بمزيد من التأني والدقة والمهنية، مضيفا أن توقيع اتفاق إطاري للعمل بموجبه كمنهج لتعاون مستقبلي بين إيران والوكالة؛ بخصوص قضايا شدد أنها «خارج نطاق اتفاقات الضمان الموقعة بينهما»، ليس بالأمر الهين أو المستعجل، بل هو أمر يتطلب المزيد من الكثافة والدراسة.

وأضاف سلطانية أنهما قد اتفقا على ضرورة مواصلة الحوار والتفاوض، وأنهما سيحددان الموعد والموقع فيما بعد، مختتما أن القضايا التي تشغل إيران يجب أن تؤخذ في الحسبان، وأن التأني والتروي والاقتناع بالاتفاق الإطاري سيسهل من سريان مجريات العمل بين الطرفين عندما يبدأ عملهما المشترك دون أن تعترضه معوقات واختلافات في وجهات النظر.

إلى ذلك، كانت أطراف غربية عدة تتهم إيران بأنشطة نووية ذات أبعاد عسكرية قد شككت مرارا في رغبة إيران في توقيع اتفاق جديد مع الوكالة، وبموجبه يتسنى للوكالة التحري والتفتيش بعد توقف دام لسنوات بسبب مماطلات إيرانية، وعدم رغبة في منح الوكالة تصاريح بطلعات أوسع، في مقدمتها امتناع طهران السماح للوكالة بزيارة مجمع بارشين العسكري؛ حيث تشير معلومات حصلت عليها الوكالة أن إيران ومنذ سنوات بدأت في إجراء تجارب ودراسات لتطوير أسلحة نووية داخل المجمع، إضافة إلى صور أقمار صناعية حديثة كشفت عن عمليات تطهير وإزالة لمبان بالمجمع.

من جانبها ظلت إيران تنفي عسكرة أنشطتها النووية، مكررة القول باستعدادها لمواصلة التعاون مع الوكالة، بما في ذلك استعدادها لتوقيع اتفاق إطاري لمزيد من التعاون المستقبلي. وكان مدير عام الوكالة قد حصل إبان زيارة فجائية قام بها إلى طهران الشهر الماضي على وعد جاء على لسان كبير المفاوضين الإيرانيين رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي أن إيران ستوقع سريعا على الاتفاق.

تبع ذلك بعد أيام فقط اتهامات إيرانية للوكالة ولمفتشيها جاءت على لسان المندوب الإيراني لدى الوكالة السفير سلطانية، بالتجسس والانشغال بقضايا عسكرية خارج نطاق عمل الوكالة.