المعارضة السورية لا تعول على خطة أنان وتنتقد إعطاء النظام السوري مهلة إضافية

نشار يتهم النظام بإشعال الفتنة المذهبية.. والمالح يصفه بـ«سرطان» يجب استئصاله

TT

جددت شخصيات في المعارضة السورية تأكيدها على أن خطة المبعوث الأممي إلى دمشق كوفي أنان لم تنجح في وقف سفك دماء الشعب السوري. وأبدت غداة تحذير أنان أمام مجلس الأمن الدولي من «خروج الأزمة السورية عن السيطرة»، خشيتها من سعي النظام السوري لإشعال فتنة مذهبية من خلال الاستمرار في ارتكاب المجازر.

وكان أنان قد حذر خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي أول من أمس من اندلاع حرب في سوريا إذا فشل الضغط الدولي على نظام الأسد في تحقيق نتائج سريعة، مطالبا القوى الكبرى بإبلاغ الرئيس السوري بشار الأسد بأن عدم احترام خطة النقاط الست سيكون له «نتائج واضحة». وقال أنان إن خطته لم تطبق، ودعا مجلس الأمن إلى أن «يمارس ضغطا على دمشق بطريقة موحدة»، مشددا على أنه «كلما انتظرنا وقتا أطول كان مستقبل سوريا مظلما». وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير نشار لـ«الشرق الأوسط» إن «المعارضة السورية تدرك منذ البدء أن النظام السوري لن يطبق مبادرة أنان التي تنص في بندها الأول على وقف القتل، لأن الالتزام بذلك يعني خروج عشرات آلاف السوريين للتظاهر في الشوارع وهو ما لم يسمح النظام به إطلاقا». وحذر من «استمرار النظام السوري في سياسة القتل خصوصا بعد انضمام مدينتي دمشق وحلب إلى الثورة السورية»، متوقعا أن «يستمر في ارتكاب المجازر كما حصل في الحولة والقبير في محاولة لإشعال الفتنة الطائفية بين السنة والطائفة العلوية الكريمة». وناشد «الطوائف السورية الحذر واليقظة والوعي لإفشال مخطط النظام السوري بتمزيق النسيج السوري».

وانتقد نشار تحذير أنان من أن يكون مستقبل سوريا «مظلما»، معربا عن اعتقاده بأن هناك «مسارين يتسابقان اليوم: المسار الدولي وهو بطيء ويحاول اللحاق بالمسار الداخلي في سوريا، المتسارع بشكل أكبر، والذي يُخشى من تحوله إلى صراع طائفي»، مجددا الإشارة إلى «أننا نحاول نشر الوعي للابتعاد عن مأزق يحاول النظام إيقاعنا فيه».

وأكد نشار في الوقت عينه أنه «لا يمكن لأحد أن يتوقّع ردود الفعل في الداخل، على ضوء المجازر الرهيبة التي يرتكبها نظام الأسد»، مطالبا المجتمع الدولي بأن «يكون سباقا للجم قمع الأسد الدموي لشعبه من خلال إصدار قرار تحت الفصل السابع في مجلس الأمن الدولي وإفشال مخطط الأسد بإثارة الحرب الأهلية».

من ناحيته، وصف المعارض السوري البارز هيثم المالح لـ«الشرق الأوسط»، المبعوث الأممي بأنه «فاشل»، وقال: «أنان كان فاشلا خلال مسيرته، وكان يتكلم أمام مجلس الأمن كما لو أنه في المريخ ولا يعرف ماذا يحصل على الأرض»، مذكرا بأنه كان «أول من حذر من فشل خطة أنان بعد مباركة روسيا ورأى فيها خطوة لقبر الثورة السورية وليس مساعدة الشعب».

وسأل المالح: «هل ينتهي أنان والمجتمع الدولي من التفكير عندما يسقط 15 ألف شهيد سوري جديد ويتدمر قسم من حلب ودمشق»، متهما «سوريا وإيران وحزب الله بأنهم محور الشر وشركاء العصابة الحاكمة في سوريا في قتل الشعب».

ورأى «ألا فرق بين المبادرة العربية وخطة أنان، والاثنان لن تؤديا لنتيجة مع استمرار القتل وقصف المدن وارتكاب المجازر»، مشيرا إلى أن «المجتمع الدولي لا يزال يعطي مهلا للنظام السوري من أجل تصفية الثورة السورية». وفي حين شدد على أن «الثورة صامدة في وجه الوحش الكاسر والشعب مستمر في تصديه وثورته حتى تحقيق أهدافه»، قال المالح: «فشل أنان بمبادرته وأي مبادرة أخرى سيكتب لها الفشل لأن نظام الأسد أشبه بمرض سرطاني لا دواء له إلا الاستئصال».