القائمة العراقية تثير أزمة مع «عصائب أهل الحق».. وائتلاف دولة القانون ينفي صلته بها

قيادي في ائتلاف المالكي لـ «الشرق الأوسط»: لا نملك ميليشيات ولن ندعمها

TT

نفى قيادي في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أي صلة للائتلاف أو حزب الدعوة بجماعة «عصائب أهل الحق» التي كانت تنتمي إلى التيار الصدري وبالذات الجناح العسكري منه «جيش المهدي».

وقال رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية عدنان السراج المقرب من المالكي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» ردا على الاتهامات التي وجهتها القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي للعصائب بأنها تقوم الآن في العراق ما تقوم به في سوريا «شبيحة الأسد»، على ضوء ما تردد عن مشاركة أعضاء في حزب الدعوة في احتفال للجماعة الاثنين الماضي، أن «ما يؤسف له أن كلا من القائمة العراقية والتيار الصدري بدأوا ينهجون نهجا تسقيطيا حيال شركائهم حيث إن البيان الذي أصدرته (العراقية) بخصوص احتفالية العصائب يشبه البيان الذي أصدره القيادي في التيار الصدري أمير الكناني»، مشيرا إلى أن «عصائب أهل الحق كانت جزءا من التيار الصدري وقد انشقت عن التيار لأنها رفضت حل جيش المهدي بينما نحن في حزب الدعوة وائتلاف دولة القانون نكاد نكون الطرف السياسي الوحيد الذي لا يملك ميليشيات ولا يدعم قيامها بأي شكل من الأشكال».

وأوضح السراج أن «المشكلة التي نواجهها الآن أن أي خصومة بين طرفين مثل الخصومة الموجودة الآن بين العصائب والتيار الصدري تلقي تبعاتها على دولة القانون بينما تقوم (العراقية) بتكملة الباقي من خلال كيل المزيد من الاتهامات التي لا أصل لها». وحول حضور قيادات من الدعوة ودولة القانون للاحتفالية الخاصة بالعصائب وهو ما أثار حفيظة القائمة العراقية وقبلها التيار الصدري، قال السراج إن «الحضور لم يكن رسميا وإن من حضر كان القيادي بالدعوة ودولة القانون كمال الساعدي وهو حضور شخصي وإنه هو وحده مسؤول عن حضوره». وبشأن ما إذا كانت العصائب جزءا من العملية السياسية، قال السراج إن «العصائب وبعد الانسحاب الأميركي أعلنوا أنهم ألقوا السلاح وأنهم يرومون الدخول بالعملية السياسية وأننا من هذه الزاوية نشجعهم ولكننا لا نتبناهم ولا نحتاج مثل هذا الأمر»، معتبرا أن «المالكي هو القائد العام للقوات المسلحة وبيده كل الجيش والشرطة فما الذي يفيده تبني هذا الطرف الميليشياوي أو ذاك بينما هو من وقف ضد الميليشيات التي يملكها معظم الشركاء السياسيين». وعبر السراج عن أسفه لما سماه «أسلوب التسقيط السياسي الذي بدأت بعض الجهات السياسية اتباعه كجزء من إدامة عملية الصراع وهو ما بات ينعكس سلبا على الخدمات العامة في البلاد».

وكان المتحدث باسم القائمة العراقية حيدر الملا قال في بيان له أمس إن «عصائب أهل الحق تلعب الدور نفسه في العراق الذي يلعبه شبيحة الأسد (الرئيس السوري)». واعتبر الملا أن «مشاركة ممثلين عن حزب رئيس الحكومة نوري المالكي باستعراض عصائب أهل الحق رسالة واضحة للعملية السياسية وأبناء الشارع العراقي بأنهم مستعدون لاستخدام كافة الوسائل اللامشروعة من أجل المحافظة على المكاسب السلطوية». وتابع الملا أن «عدم إيمان المالكي وحزبه بالعملية الديمقراطية جعلهم يعطون شرعية للميليشيات والسلاح من أجل إخافة الآخرين والمحافظة على مكاسب السلطة».

وشدد الملا على أن «هناك مسؤولية أخلاقية وقانونية ودستورية تقع على عاتق القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني، بأن تعطي رسالة للجميع بأننا يد بيد، ولا سلاح باليد وأن ما يقوم به حزب الدعوة، من احتضان للميليشيات هو تهديد لأمن وسلامة المجتمع، ويجب أن يتعرض القائمون عليه للمساءلة القانونية».

وكانت عصائب أهل الحق أقامت الاثنين الماضي في بغداد احتفالا بافتتاح ممثلية لها في جانب الكرخ بمدينة الكاظمية، سرعان ما تحول إلى ما يشبه استعراضا عسكريا مصغرا عبرت خلاله زعامة العصائب عن موقفها من الأزمة السياسية الحالية. وتعتبر جماعة عصائب أهل الحق التي يقودها قيس الخزعلي، إحدى الجماعات المنشقة عن التيار الصدري، وقد نسبت إليها الحكومة خلال السنوات الماضية الكثير من الاغتيالات كما أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن الكثير من العمليات المسلحة في محافظات الوسط والجنوب ضد القوات الأميركية.