اتهام أوباما بتسريب أسرار «الإرهاب» لخدمة حملته الانتخابية

يريد زيادة أسهمه في الانتخابات * انتقادات واسعة في الكونغرس

TT

انتقد قادة جمهوريون وديمقراطيون في لجنة الاستخبارات في الكونغرس الرئيس باراك أوباما بسبب تسرب كثير من المعلومات السرية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، عن عمليات سرية قام بها البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه).

وقالت ديان فاينشتاين (ديمقراطية من ولاية كاليفورنيا) رئيسة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي، إنها تحتاج إلى وقت للتفكير في مطالب زملائها الجمهوريين بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في التسريبات. وقالت فاينشتاين إنها تفكر في تشكيل «لجنة خاصة» من الكونغرس للتحقيق في هذه التسريبات، لأن تعيين «مدع خاص مستقل» سيستغرق سنوات.

وكانت صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» نشرتا مؤخرا تقارير عن الحرب الإلكترونية الأميركية ضد إيران. وعن استهداف البيت الأبيض للمتهمين بالإرهاب لتقتلهم طائرات «درون». وعن وجود عميل مزدوج للاستخبارات الأميركية وفي نفس الوقت لمنظمة القاعدة، وأنه اخترق «القاعدة» في اليمن.

وأشار السيناتور جون ماكين (جمهوري من ولاية أريزونا) إلى أن بعض هذه التسريبات ربما يكون الهدف من نشرها زيادة فرص نجاح الرئيس باراك أوباما في انتخابات الرئاسة القادمة. وكان ماكين وآخرون، اتهموا أوباما في الشهر الماضي بأنه يكثر من القول إنه اتخذ قرارا شجاعا عندما أمر بقتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة. وأن أوباما يريد استغلال ذلك لزيادة أسهمه في الانتخابات القادمة. وقال ماكين إن قتل بن لادن قام به «جنود أميركيون شجعان، وإن القتل كان عملا وطنيا، وليس حزبيا».

في نفس الوقت، نفى متحدث باسم البيت الأبيض أن البيت الأبيض ساعد على نشر هذه الأسرار، أو أنه فعل ذلك لزيادة أسهم أوباما في الانتخابات القادمة. وقال تومي فيتور، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، إن التلميحات التي تفيد بأن البيت الأبيض سرب معلومات حساسة لأغراض سياسية «شيء لا أساس له من الصحة». وأضاف: «يرى الرئيس ضرورة منع التسريبات الخاصة بالمعلومات السرية أو الحساسة التي تلحق الضرر بعمليات الاستخبارات أو مكافحة الإرهاب».

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت تصريحات من توماس دونيلون، مستشار الرئيس أوباما للأمن الوطني، بأن أوباما يختار شخصيا أسماء الذين تستهدفهم طائرات «درون». وأشارت الصحيفة إلى «تيروريست تيوسداي»، (ثلاثاء الإرهاب)، إشارة إلى اجتماع أسبوعي في البيت الأبيض يناقش القائمة. وأنه في الاجتماع، يدرس أوباما بطاقات، على كل بطاقة اسم الشخص المستهدف وصورته ومعلومات عنه. ويحدد أوباما من حان وقت قتله، ومن لم يحن، ومن لا يستحق القتل.

وقالت الصحيفة إن هذه العملية البالغة السرية في اختيار الأهداف البشرية يقوم بها مائة مسؤول تقريبا في أجهزة مكافحة الإرهاب. يدققون في حياة المستهدفين، ويصدرون القرارات عبر مؤتمرات بالفيديو يديرها البنتاغون. لكن، في النهاية، أوباما هو الذي يقرر. وأن أوباما شخصيا وافق على قتل الإمام الأميركي اليمني المتشدد أنور العولقي، الذي قتل في اليمن العام الماضي. ونسبت الصحيفة إلى ويليام ديلي، الرئيس السابق لموظفي البيت الأبيض، أن قرار أوباما بتوجيه ضربة قاضية إلى العولقي كان «سهلا». لكن ديلي قال إن عددا من المسؤولين أعربوا عن بعض المخاوف بشأن «لائحة التصفية».

وأضاف ديلي: «عندما يقتل الشخص المستهدف رقم 20 حسب أهميته، ويقتل سائقه معه، ترتفع أهمية السابق إلى الرقم 21»، (رغم أن دوره الإرهابي ربما لا يكون بحسب هذه الأهمية). وأضاف: «إلى متى نظل نملأ الوعاء بأرقام؟».

وكشفت الصحيفة عن نقاشات داخلية وسط المسؤولين الأميركيين المشرفين على الاستهداف لمحاربة الإرهاب، وخاصة على احتمالات قتل مدنيين. وأن هناك من يتردد في استهداف مجموعة ربما يكون فيها غير إرهابيين. لكن، في الجانب الآخر، يقول البعض إن «(القاعدة) تنظيم متعصب، وشديد الشكوك، ولا يسمح بالدخلاء».