«الأطلسي» يقدم اعتذاره بعد مقتل مدنيين أفغان

الصين تعد بتقديم «مساعدة من دون مقابل» إلى أفغانستان

صورة وزعت أمس لأميركية من المارينز أثناء حضورها واحدا من الفصول الدراسية التي يقدمها الجيش الأميركي في إقليم هلنمد جنوب أفغانستان (أ.ف.ب)
TT

قدم حلف شمال الأطلسي في أفغانستان اعتذاره بعد مقتل مدنيين في ضربة جوية خلال الأسبوع الحالي، في حين وعد الرئيس الصيني هو جينتاو بتقديم «مساعدة من دون مقابل» إلى أفغانستان.

وقال الناطق باسم حلف الأطلسي الجنرال كارستن جاكوبسن، إن الجنرال الأميركي جون ألن توجه إلى ولاية لوغار «للقاء القادة المحليين والسكان من أجل تقديم الاعتذارات والتعازي إلى عائلات الضحايا». وتعد هذه المرة الأولى التي يقر فيها حلف شمال الأطلسي علنا بأن هذه الضربة الجوية على منزل في لوغار التي وقعت في وقت مبكر الأربعاء الماضي أوقعت ضحايا مدنيين. وبحسب مسؤولين أفغان فإن الهجوم أوقع 18 مدنيا بينهم نساء وأطفال.

ووصف الرئيس الأفغاني حميد كرزاي هذا القصف بأنه «غير مبرر». وقال الرئيس الأفغاني في بيان، إن «هجمات حلف شمال الأطلسي تتسبب بخسائر بشرية ومادية للمدنيين وليست مبررة في أي ظرف كان أو مقبولة»، منددا «بالقوة بالحادث». وأقرت «إيساف»، قوة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، بأنها قامت «بضربة محددة» في منطقة باراكي باراك (لوغار) بعدما هاجم متمردون قوات أفغانية وقوات من التحالف «بأسلحة خفيفة وقنبلة».

في غضون ذلك، وعد الرئيس الصيني هو جينتاو بتقديم «مساعدة من دون مقابل» إلى أفغانستان، بينما تسعى الصين للعب دور متزايد في هذا البلد الذي تستعد قوات حلف شمال الأطلسي لمغادرته في 2014. وقال الرئيس الصيني في لقاء مع نظيره الأفغاني حميد كرزاي، إن الصين «ستواصل تقديم مساعدة صادقة ومن دون مقابل إلى الجانب الأفغاني» في الوقت الذي تواجه فيه كابل «مرحلة انتقالية حرجة». وأكد البلدان في بيان إن الصين أعلنت أنها ستقدم مساعدة قيمتها 150 مليون يوان (24 مليون دولار) إلى الدولة الفقيرة التي تشهد حروبا منذ فترة طويلة. وأوضح البلدان في بيانهما أنهما اتفقا على تعزيز العلاقات بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.

وتستعد أفغانستان لانسحاب مبرمج للجزء الأكبر من 130 ألف جندي تابعين للحلف الأطلسي بحلول 2014. وشكل مستقبل هذا البلد أحد المواضيع الرئيسية التي تطرقت إليها الصين هذا الأسبوع في قمة شنغهاي للتعاون التي شاركت فيها الصين وروسيا وأربع دول في آسيا الوسطى.

وحصلت الصين التي تتقاسم حدودا صغيرة غربا مع أفغانستان، على امتيازات مهمة في قطاعي النفط والنحاس في هذا البلد الذي تحوي أراضيه معادن تقدر قيمتها بألف مليار دولار. ويفترض أن يتصاعد الصراع على النفوذ في أفغانستان التي تحتل موقعا مركزيا في هذه المنطقة غير المستقرة، مع اقتراب 2014. وتحاول دول من بينها الهند وإيران وباكستان الحصول على مواقع فيها. ومنحت منظمة شنغهاي الطامحة إلى موازنة النفوذ الأميركي، وضع مراقب لأفغانستان الخميس في ختام قمة استمرت يومين.

وأكدت أفغانستان من جهتها مجددا دعمها للسيادة الصينية على منطقة شينجيانغ (شمال غربي الصين) المسلمة والناطقة بالتركية والتي تشهد حركة تمرد تنسبها بكين إلى «متطرفين انفصاليين». وقال البيان المشترك إن «الجانبين رفضا بقوة أي شكل من أشكال الإرهاب والتطرف والنزعة إلى الانفصال والجريمة المنظمة».