حماس تحبط مخططا لتخريب المصالحة.. وهنية يتهم أشخاصا في رام الله

عبر استهداف أعضاء لجنة الانتخابات المركزية في غزة

TT

قال إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة، إن حكومته أحبطت مخططا لاستهداف أعضاء لجنة الانتخابات المركزية أثناء زيارتهم الأخيرة إلى القطاع، ما كان يعني تخريب المصالحة. وأضاف هنية خلال خطبة صلاة الجمعة أمس: «تمكنت وزارة الداخلية من اعتقال شخص قام بتهديد أعضاء اللجنة، وبرغم أنه استخدم أرقام جوالات لمرة واحدة، فقد اعتقلته الوزارة خلال ساعات». وأوضح أن هذا الشخص «لا ينتمي لا لحماس ولا لأي فصيل، وأنه تلقى تعليمات من شخص موجود في رام الله... واعترف على من كلفه وعلى من أعطاه رقم الهاتف».

وكان أعضاء ورئيس لجنة الانتخابات المركزية، قد تلقوا تهديدات في الطريق إلى قطاع غزة نهاية مايو (أيار) الماضي، وحاول أشخاص تفجير عبوة ناسفة مزروعة في مقر اللجنة وفي أعضائها.

وقال هنية «لقد تلقت لجنة الانتخابات تهديدات إذا ما وصلت غزة بالمساس بشخوصها وأعطينا التعليمات للمؤسسات الأمنية بضرورة البحث والتقصي عن الشخص الذي يقف وراء التهديد، وتعهدنا بتوفر كل الحماية لأعضاء اللجنة خلال وجودها في غزة». وأضاف: «فعلا كان هناك عبوة ناسفة زرعت (أمام) بيت إحدى الشخصيات المستقلة، المقابلة للجنة الانتخابات حيث كان سيجري التفجير حين وصول أعضاء اللجنة».

وتواصل لجنة الانتخابات في غزة استقطاب وتدريب كوادر بشرية لبدء عملية تحديث سجل الناخبين في الثاني من يوليو (تموز) القادم، وهي العملية التي تستغرق 6 أسابيع بحسب لجنة الانتخابات، ويمكن بعدها إصدار مرسوم بتحديد موعد للانتخابات العامة في الأراضي الفلسطينية.

وكان عمل اللجنة في غزة، هو شرط حركة فتح لبدء مشاورات تشكيل الحكومة الجارية الآن، واستجابت حماس لذلك بعد أن منعت اللجنة في أوقات سابقة من العمل. ومن المفترض أن تضيف اللجنة في غزة أسماء نحو 250 ألفا يحق لهم التصويت في الانتخابات القادمة.

وأكدت فتح أنها مطمئنة لسير عمل اللجنة في القطاع، وماضية في طريقها نحو المصالحة بعد الاجتماع الأخير الذي عقد في القاهرة وناقش مسألة تشكيل الحكومة.

غير أن هنية قال: إن المصالحة تحتاج إلى إرادة أعمق من أجل أن تتحقق بشكل تام وكامل. لكي يقود تشكيل الحكومة القادمة إلى مصالحة كاملة، إذ ستدير هذه الحكومة شؤون الضفة وغزة معا، على أن يبقى الموظفون في أماكنهم ورجال الأمن أيضا دون أي تعديلات أو تغييرات أو دمج أو إعادة هيكلة أي مؤسسة أو جهاز أمني.

ويرى هنية أن ذلك حتى يتم يحتاج إلى تحرير الإرادة والقرار السياسي، في اتهام مباشر لفتح. بينما تقول فتح التي تتهم حماس أيضا بالعمل لصالح أجندة خارجية، إن ذلك سيأتي بعد الانتخابات.

وطلب هنية من فتح إبداء المرونة والإرادة مثلما فعلت حماس، قائلا: إن «حركة حماس قدمت تنازلات ومرونة عالية كانت سبب حدوث هذا الاختراق في المصالحة»، مضيفا: «نحن حين قبلنا بلجنة الانتخابات كان ذلك التزاما منا بتحقيق المصالحة». وانتقد هنية مجددا استمرار مواصلة الاعتقالات في الضفة، متهما أطرافا لم يسمها بمحاولة تخريب المصالحة. وقال: «ما زلنا نتابع الاعتقالات بالضفة الغربية ضد قيادات حماس، ما يعني أن هناك عراقيل ومعيقات يضعها بعض الأشخاص الذين لا يريدون المصالحة واستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام».