إيران تؤكد استمرار المحادثات مع الوکالة الدولية رغم فشل اجتماع فيينا

قيادي في المعارضة: النظام يربط «الملف النووي» بالوضع في سوريا

TT

أكدت إيران أمس استمرار المحادثات بينها وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد فشل التوصل إلى اتفاق إطاري يسمح لمفتشي الوكالة بالعمل في إيران. فيما أكدت المعارضة الإيرانية أن النظام في طهران يسعى لكسب المزيد من الوقت، وأنه يربط الملف النووي بقضايا أخرى إقليمية.

وردا على إعلان الوکالة بعدم التوصل إلى نتيجة خلال المحادثات مع إيران، قال سلطانية في تصريحات لوکالة مهر للأنباء نشرت أمس «على کل حال، الموضوع معقد وذو جوانب فنية وحقوقية.. يجب، ومن خلال التحلي بالصبر، إعداد إطار يكون عمليا وسهل التنفيذ بالنسبة للمفتشين والخبراء الإيرانيين».

وتابع: «لقد طرح الجانبان خلال هذا الاجتماع مقترحات من المقرر أن تتم دراستها، وسيتم بحثها وتبادل الآراء بشأنها خلال الاجتماع القادم الذي سيحدد موعده ومحله لاحقا».

ونقل تقرير نشرته وكالة أنباء فارس أن علي أصغر سلطانية مندوب إيران الدائم لدى الوكالة تحدث في مؤتمر صحافي بعد نهاية الاجتماع وقال: نظرا إلى الضغوط الكبيرة على المفاوضات وحساسية الموضوع ينبغي الإحاطة بجميع الملفات بدقة.

وأضاف سلطانية: قمنا بعرض مجموعة مقترحات وتم الأخذ بعين الاعتبار مطالب وتوقعات إيران بشكل كامل ومع اجتماع استمر 8 ساعات تم بحث جميع القضايا الأساسية ونأمل الانتهاء من الموضوع في الاجتماع المقبل الذي لم يحدد له المكان والزمان حتى الآن.

وأوضح: «نواجه قضية من نوع خاص يتطلب منا رفع كافة نقاط الغموض التي يدعون بها والتي تحتاج إلى التأني والدقة في إطار محدد بما يتناسب مع المعايير التي تنطبق على جميع الدول دون تمييز». وحضر الاجتماع عن إيران مندوبها الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة بينما حضر عن الوكالة المدير العام هيرمان ناكارتس ورافائيل المديران في وكالة الطاقة.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت الجمعة في فيينا أنه لم يتم التوصل في محادثاتها مع إيران إلى أي نتائج.

وقال هيرمان ناكارتس كبير مفتشي الوكالة للصحافيين «لم يحدث أي تقدم.. إن هذا مخيب للآمال» لافتا إلى أن إيران أثارت قضايا تم التطرق لها بالفعل في الجولات الأربع السابقة وأضافت قضايا جديدة.

من جانبه قال محمود الأحوازي رئيس الجبهة الشعبية الديمقراطية في الأحواز العربية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «موضوع الملف النووي الإيراني أصبح مرتبطا بشكل واضح بقضايا كثيرة في المنطقة» مؤكدا أنه «سبق لمسؤولين إيرانيين أن أعلنوا قبل اجتماع بغداد أن الموضوع النووي سيكون مرتبطا في المباحثات مع مواضيع أخرى». وأضاف الأحوازي «موضوع سوريا مهم بالنسبة لإيران، وهناك اليوم ضغط متزايد باتجاه اتخاذ قرار دولي تحت البند السابع في مجلس الأمن، وإيران تتخوف من قرار كهذا، وتريد إطالة أمد اللعبة من أجل كسب مزيد من الوقت لصالح مشروعها النووي، ولصالح النظام السوري». وأضاف الأحوازي «من الواضح أن السكوت الغربي إزاء تدخلات نظام الملالي في كل من البحرين ولبنان وسوريا واليمن، وعدم وجود ضغط حقيقي لتحجيم النفوذ الإيراني مرتبط بسير الأمور في الملفات الإقليمية المختلفة».

وتتخوف القوى الدولية من أن تكون طهران تسعى من وراء برنامجها النووي إلى امتلاك أسلحة نووية في الوقت الذي تنفي طهران هذه المخاوف، وتقول إن برنامجها النووي لأغراض سلمية، وإن الغرب يريد أن يحرمها من حقوقها المشروعة في الحصول على الطاقة النووية لأغراض مدنية.