أفغانستان: انتحاري يرتدي البرقع يقتل 4 جنود فرنسيين

هولاند يؤكد بدء الانسحاب الفرنسي من أفغانستان الشهر المقبل

TT

أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، أن انسحاب القوات الفرنسية المقاتلة من أفغانستان سيبدأ في يوليو (تموز) المقبل، وسينتهي في نهاية 2012، وذلك بعد الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة أربعة جنود في ولاية كابيسا (شمال شرق).

وفي إعلان مقتضب في تول، حيث سيشارك في إحياء ذكرى مقتل مدنيين بيد النازيين في التاسع من يونيو (حزيران) 1944، أعلن الرئيس الفرنسي أيضا أن «حفلا تكريميا وطنيا» سيقام للجنود القتلى الأربعة أمس، الذين يرتفع بمقتلهم إلى 87 عدد العسكريين الفرنسيين الذين قضوا في أفغانستان منذ 2001.

وكان مهاجم انتحاري يرتدي البرقع فجّر نفسه بالقرب من دورية فرنسية في أفغانستان، أمس، فقتل أربعة جنود فرنسيين وأصاب خمسة، في واحدة من أدمى الهجمات ضد القوات الفرنسية خلال شهور، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه حركة طالبان لتصعيد هجومها في الربيع.

ووقع الهجوم في إقليم كابيسا الجبلي بشرق البلاد، الذي تجوبه عادة دوريات لقوات فرنسية تعمل تحت قيادة قوات حلف شمال الأطلسي. وقال صديق صديقي، المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية لـ«رويترز»: «كان حادثا مشؤوما. كانت هناك دورية لقوات التحالف في متجر صغير وتعرضت لهجوم من انتحاري يرتدي برقعا».

وأكد مكتب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس أن الجنود الذين تعرضوا للهجوم فرنسيون. وجاء في بيان صادر عن مكتبه أن المصابين الخمسة بينهم ثلاثة في حالة خطيرة، وأن هولاند سيرسل وزير الدفاع جان إيف لو دريان إلى أفغانستان اليوم. وبلغ عدد الجنود الفرنسيين الذين قتلوا في أفغانستان منذ التدخل العسكري بقيادة الولايات المتحدة الذي بدأ في 2001 وحتى حادث أمس 83 جنديا لتأتي بذلك فرنسا في المركز الرابع بين الدول التي فقدت أكبر عدد من قواتها بالبلاد، بعد الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا.

وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الحادث الذي وقع في منطقة نجراب بإقليم كابيسا، قائلة في رسالة عبر البريد الإلكتروني إن مهاجما انتحاريا استهدف الجنود الأجانب.

وتزايد العنف في شتى أنحاء أفغانستان في الأسابيع الأخيرة، وتوعدت حركة طالبان باستهداف الحكومة الأفغانية وقوات الأمن وكذلك 130 ألف جندي أجنبي في البلاد. ومن المقرر أن تنسحب القوات القتالية الأجنبية من أفغانستان بنهاية عام 2014.

وتعتزم فرنسا سحب معظم قواتها البالغ قوامها 3400 جندي بنهاية هذا العام قبل عامين من الموعد المتفق عليه مع حلف الأطلسي. وعانت القوات الفرنسية من هجمات كبيرة بينها هجمات شنها جنود أفغان مارقون، مما أثار مطالب بإعادة القوات الفرنسية إلى الوطن مبكرا.

وفي الشهر الماضي، دافع هولاند، أثناء زيارة إلى الإقليم المضطرب، عن قرار الانسحاب المبكر قائلا إن مهمة قتال الإرهابيين تكاد تكون تمت، وإن فرنسا ستركز على التعاون في المجال المدني.

وأثار قرار فرنسا مخاوف من أن احتمال حذو أعضاء آخرين مشاركين في قوة المساعدة الأمنية «إيساف» التي تعمل تحت قيادة حلف شمال الأطلسي حذوها والإسراع في خطط انسحابها وتسليم المهام الأمنية للقوات الأفغانية حديثة العهد. وكابيسا أحد الأقاليم المقرر تسليم المهام الأمنية بها إلى القوات الأفغانية في المرحلة الثالثة، التي تجري الآن قبل 2014.