عودة «فزاعة الإخوان» تربك المصريين قبل حسم الانتخابات الرئاسية

اتهامات من شفيق بالسعي لتأجير قناة السويس.. ومرسي يستنكر

أنصار مرشح «الإخوان» محمد مرسي في عزبة الهجانة بالقاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

قبل أيام من جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية في مصر، عاد الحديث عن «فزاعة الإخوان» مجددا إلى واجهة المشهد السياسي المصري، بعدما فتح المرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق نيران مدفعيته الثقيلة على الجماعة في لقاءات تلفزيونية ومؤتمرات صحافية، كان آخرها يوم الجمعة حين قال شفيق إن «الإخوان» يخططون لبيع قناة السويس، وغيرها من الاتهامات بحق الجماعة.

وتحولت مثل هذه التهم إلى مواد خصبة لمناقشات ملايين المصريين مؤخرا بين التصديق والتكذيب، على الرغم من نفي مرشح «الإخوان» للرئاسة، الدكتور محمد مرسي، موضوع تأجير أو بيع قناة السويس جملة وتفصيلا.

ويقول خبراء إن «فزاعة الإخوان» هي سلاح شفيق الأخير للرد على حملات الهجوم عليه بسبب انتمائه لنظام الرئيس السابق حسني مبارك، مؤكدين أن اتهامات شفيق لـ«الإخوان» تجد صدى عند الناخب البسيط بسبب الأداء السياسي الإخواني غير المرضي لكثير من المصريين.

ويخوض شفيق ومرسي جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية يومي 16 و17 يونيو (حزيران) الجاري، بعد أن بدأت فعليا في الخارج قبل أسبوع واختتمت أمس (السبت). وتحاول جماعة الإخوان الترويج لمرسي كمرشح للثورة في الانتخابات لضمان التفاف القوى السياسية والمصريين حول مرشحها، كما تصف شفيق بمرشح النظام السابق، بينما يحاول شفيق تذكير المواطنين بمساوئ الجماعة السياسية والتاريخية.

وعبر عقود، استخدم نظام مبارك «فزاعة الإخوان» لتخويف المواطنين من خطر وصول «الإخوان» والإسلاميين للحكم أو حتى الفوز بمقاعد كثيرة في البرلمان، من خلال التركيز على تشددهم الديني وسعيهم لإقامة دولة دينية وتقييد حريات المواطنين، وهو ما يسير عليه شفيق حاليا، وفقا لمراقبين.

وكان شفيق تحدث بشكل جيد ومقبول عن «الإخوان» فور الإعلان عن جولة الإعادة بينه وبين مرسي، لكنه حول الدفة تماما للهجوم الساحق بعد صدور أحكام في قضية قتل متظاهري الثورة التي حكم فيها على مبارك ووزير داخليته بالسجن المؤبد، وبراءة كل مساعدي الوزير من التهم الموجهة إليهم، وهو ما زاد من التفاف بعض المصريين حول مرسي كمرشح للثورة.

وطالبت بعض القوى الثورية بدعم مرسي خوفا من وصول شفيق للحكم باعتباره يمثل النظام السابق، وهو ما يخشاه شفيق، وفقا للمصادر التي قالت أيضا إنه «لهذا بدأ حملة من الهجوم الساحق على (الإخوان)».

وأعرب الدكتور أحمد عبد ربه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، عن اعتقاده أن العودة لـ«فزاعة الإخوان» تعد السلاح الوحيد لشفيق لمواجهة أي التفاف محتمل من المصريين حول مرسي. وقال عبد ربه لـ«الشرق الأوسط»: «الأحكام التي صدرت بحق مبارك وقيادات الداخلية خصمت من رصيد شفيق في الشارع». وتابع عبد ربه: «(الإخوان) عادوا للميادين رفقة الثوار لذا حاول شفيق هدم أي اتحاد بين الطرفين عبر تشويه الجماعة».

وقال مراد محمد علي، المستشار الإعلامي لمرشح «الإخوان»، إن شفيق يستخدم الأسلوب الذي كان يستخدمه النظام السابق لمواجهة «الإخوان»، وأضاف مراد أن «شفيق يعتمد على نشر الأكاذيب والشائعات بخصوص الإخوان»، متابعا: «هذا أسلوب سياسي وأمني في المقام الأول».

وكان مرسي قال ردا على اتهامات شفيق إن ما يتردد حول بيع قناة السويس أمر لا يعقل ولا يمكن أن يتم وهو على كرسي الرئاسة، مشيرا في بيان له إلى أن القناة حفرت بدماء المصريين وليست ملكا لأحد كي يبيعها أو يفرط فيها.

ومن جانبه أوضح الدكتور جمال عبد الجواد، المشرف على دراسات الرأي العام بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الصراع الانتخابي في مصر هو صراع آيديولوجي محتدم بين فزاعة «الإخوان» وفزاعة النظام القديم.

وأضاف عبد الجواد لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الصراع يؤثر بشكل كبير على الناخب المصري ويضعه تحت ضغوط غير اعتيادية، وهو ما سيجعل الكثير من الناخبين يعزف عن الانتخابات بسبب عدم قدرته على اتخاذ قرار»، مشيرا إلى أن «الأداء السياسي لـ(الإخوان) لم يكن إيجابيا ولم يطمئن المصريين، ما يجعل الناخب مستعدا ويتجاوب مع الدعاية التي تستخدم فزاعة (الإخوان)».