وقف بث إعلانات مصرية تحذر من التعامل مع الأجانب بعد أن أثارت جدلا

البعض قال إنها تذكر بالحديث عن الأجندات الخارجية

TT

مثلما أثارت قضية التمويل الأجنبي غير المشروع لعدد من منظمات المجتمع المدني في مصر جدلا لا يزال مستمرا حتى اليوم، أثار تحذير قنوات التلفزيون المصري الرسمي المواطنين من التحدث إلى الأجانب بشكل عفوي وتلقائي عن مشكلات مصر جدلا وانتقادا بين نشطاء ومدونين ورواد لمواقع التواصل الاجتماعي، وحتى صحف أجنبية مثل «الإندبندنت» البريطانية، التي ذكرت بالخطاب الذي ظهر في بداية الثورة عن الأجندات الخارجية.

ورغم إيقاف بث الإعلانات اعتبارا من يوم أمس، خشية أن يساء فهمها وتعتبر تحريضا على الأجانب، بحسب رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة علي عبد الرحمن، فإن الإعلانات أثارت جدلا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء.

ويعكس أحد الإعلانات ظهور شاب أجنبي يدخل إلى مقهى يعلق على جدرانه لافتة كتب عليها شعار الثورة «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، ثم يتوجه إلى شاب وفتاتين مصريين، وبعد أن يستقبله الشباب بود يتحدثون معه عن أمور يواجهونها ويتحدث حولها الشارع المصري، مثل «التآمر على الجيش وأزمة الوقود وغلاء الأسعار». ويبدو في الإعلان الشخص الأجنبي وهو يصغي باهتمام لكلمات المصريين مرددا بتعجب كلمة «حقا؟ (Really)»، ثم يقوم بإرسال هذه المعلومات أثناء جلوسه معهم عبر هاتفه الجوال، إلى جهة مجهولة، بينما يأتي التعليق المصاحب للإعلان محذرا من أن هذه المعلومات المهمة قد حصل عليها مجانا، فيما ينتهي الإعلان بعبارة «كل كلمة بثمن.. الكلمة تنقذ وطن».

وبث إعلان آخر حول أحد الشباب المصري في عمر الثلاثين، يجلس على شبكة الإنترنت يبحث عن وظيفة، ويقوم بإرسال سيرته الذاتية عبر مواقع التوظيف، ليحذر الإعلان من أن مواقع التوظيف هذه قد يكون هدفها جمع المعلومات من المصريين لاستغلالها ضد بلدهم من دون أن يدركوا ذلك، وينتهي الإعلان بترديد العبارة نفسها «كل كلمة بثمن.. الكلمة تنقذ وطن».

وأثار الإعلانان موجة من التعليقات الساخرة وأيضا الاستياء في أوساط الشباب، حيث اعتبر بعضهم أن هذا الإعلان يهدف إلى تشويه الثورة، واعتبر آخرون أن طريقة تنفيذ الإعلانات تنم عن سذاجة صانعيه، بينما انتقدت مجموعات أخرى فكرة الإعلانات بالتحذير من الحديث للأجانب كونها تبث في دولة تعتمد على السياحة الأجنبية كمصدر دخل أساسي، ويوجد بها مئات من الإعلاميين الأجانب.

وكالعادة لم تسلم تلك الإعلانات وما تضمنته من رسائل السخرية، حيث اندفعت التعليقات الساخرة واللاذعة على «تويتر» و«فيس بوك». وقال أحد رواد «يوتيوب»: «وكأن العالم لا يعرف أن لدينا أزمة اقتصادية»، وقال آخر «هل أزمة البنزين والفقر أسرار حربية؟».

وانتقد كثيرون الإعلام المصري على الطريقة التي ظهر بها الإعلان، مطالبين بتطهيره، وقال أحد أعضاء «فيس بوك»: «ما هذا الإعلام الفاشي؟.. ولا وزير إعلام هتلر»، فيما تسابق آخرون لاستدعاء ذكرياتهم حول الأعمال الفنية الشهيرة التي تدور في فلك الجاسوسية وعالم المخابرات.

وأثار الموضوع وسائل إعلام غربية أيضا، حيث انتقدت صحيفة «الإندبندنت» الإعلان، وقالت إن حالة الكره والعداء للأجانب تزايدت بشكل كبير في مصر خلال العام الماضي، وأن هذه الإعلانات ولدت حالة من الذهول لدى المصريين والأجانب على حد سواء.

يشار إلى أن قضية التمويل الأجنبي لعدد من منظمات المجتمع المدني، والتي تضم 19 أميركيا بين المتهمين الـ43 فيها، ما زالت تنظر أمام المحاكم بمصر رغم السماح للمتهمين الأجانب بمغادرة البلاد.