غضب بسبب تعرض ناشطات للضرب والتحرش في ميدان التحرير

البرادعي أعرب عن أسفه.. وبعض المشاركات اتهمن «الثورة المضادة»

مظاهرة نسائية مصرية ضد التحرش في ميدان التحرير أمس (إ.ب.أ)
TT

أبدى الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤسس حزب الدستور بمصر أسفه الشديد أمس لواقعة ضرب مجهولين لنساء كن في مسيرة ضد «التحرش الجنسي» يوم الجمعة الماضي بميدان التحرير. وقال البرادعي في تغريدة له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، موجها حديثه لنساء مصر: «أعتذر باسم كل مصري يعرف معنى الدين والقيم والأخلاق» عما حدث. ومن جانبهن اتهمن بعض المشاركات «الثورة المضادة» بالتضييق على المرأة لإبعادها عن التظاهر بالميدان.

ولأول مرة منذ ثورة 25 يناير التي وحدت المصريين، وظهر فيها ألوف الفتيات جنبا إلى جنب مع ألوف الشبان، عادت المرأة المصرية إلى التحذير من ظاهرة التحرش مجددا الأسبوع الماضي، لكن تعرض بعض منهن للاعتداء عليهن حين نظمن مسيرة في التحرير، رمز الثورة المصرية، أعادت إلى الأذهان المخاوف من شيوع كراهية نزول المرأة إلى الشارع، وليس مجرد تعرضها للتحرش.

وقال شهود عيان إن مجهولين تعمدوا التحرش بالمشاركات في مسيرة كانت تندد أصلا بالتحرش الذي تعرضت له بعض الفتيات في مظاهرة بالتحرير أيضا قبل أسبوع، تحت عنوان «بنات مصر خط أحمر».

وأوضحت نهال سعد زغلول، إحدى المشاركات بالمسيرة، لـ«الشرق الأوسط» أن الحادثة بدأت بتحرش شاب بفتاه مشاركة في المسيرة، وهو ما دفعها إلى لطمه على وجهه، وفجأة تدافع المئات من الشباب الذين قاموا بضرب المشاركات والتحرش بهن بأسلوب وصفته بـ«المفجع».

وأثارت الحادثة غضبا شعبيا. وقالت منى الجزار، عضو لجنة المرأة بالحزب المصري الديمقراطي، وإحدى المشاركات في المسيرة، إن «ما حدث لنا شيء مؤسف ومحبط، وهو بالتأكيد شيء منظم وممنهج من قبل الثورة المضادة، وهدفه إقصاء النساء الثوريات عن المشاركة في التظاهرات وتشويه صورة الثوار بميدان التحرير».

وتابعت: «نعتقد أن هذا العمل منظم بدليل أن مثل هذه الأمور لم تكن تحدث العام الماضي أثناء ثورة يناير»، مضيفة أن من قاموا بالهجوم بدا عليهم أنهم «بلطجية وليسوا بثوار»، وبعضهم زعم أنه يحمي المسيرة ثم قام بالتحرش بالمشاركات.

ولم تشهد المظاهرات التي اندلعت مطلع العام الماضي واستمرت في ميدان التحرير على مدار 18 يوما حالات تحرش أو اعتداء على النساء المشاركات في الاحتجاجات التي أسقطت حكم الرئيس السابق حسني مبارك.

وأبدى البرادعي أسفه الشديد للواقعة، وقال على «تويتر»: «أعتذر باسم كل مصري يعرف معنى الدين والقيم والأخلاق».