مراسلات شخصية تعرقل تثبيت السفير الأميركي

كشفت عن عروض معلومات قدمها ماكغورك عندما كان يعمل في بغداد لصحافية تزوج منها لاحقا

بريت ماكغورك
TT

أثار اختيار البيت الأبيض للسفير الأميركي لدى العراق اعتراضا واسعا داخل مجلس الشيوخ بعد ورود أخبار عن مراسلات ذات مضامين جنسية عبر البريد الإلكتروني عام 2008 بينه وبين صحافية خلال عملهما سويا في بغداد. وتم استدعاء بريت ماكغورك، الذي وقع عليه اختيار الرئيس أوباما لرئاسة البعثة الدبلوماسية الأميركية لدى العراق، لجلسة استماع في مجلس الشيوخ يوم الأربعاء أمام لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس لم يعبر الأعضاء خلالها عن قلق حقيقي بشأن تصديق المجلس على تعيين ماكغورك.

وتركز الانتباه على رسائل البريد الإلكتروني المليئة بالتلميحات الجنسية بين ماكغورك والصحافية بـ«وول ستريت جورنال»، جينا تشون، والتي تحدثت عنها قناة «إيه بي سي نيوز» يوم الجمعة بعد عدة أيام من تداولها على الإنترنت. وتزوج ماكغورك من جينا في النهاية. وأجل جيمس إنهوف، عضو مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري عن ولاية أوكلاهوما عضو لجنة القوات المسلحة بالمجلس، اجتماعا مقررا مع ماكغورك بسبب التقارير الواردة بشأن تلك الرسائل. وقال المتحدث باسم إنهوف، غارد يانغ: «دائما ما يفضل السيناتور إنهوف مقابلة المرشحين لمنصب السفير بنفسه قبل منحهم دعمه وتأييده. فيما يخص هذا المرشح، سمع السيناتور إنهوف عن بعض الأمور المثيرة للقلق ولن يلتقي بماكغورك إلى أن يتم توضيح تلك الأمور».

ويعود تاريخ تلك الرسائل إلى وقت عمل ماكغورك لدى مجلس الأمن القومي في العراق خلال إدارة الرئيس السابق جورج بوش. وكان ماكغورك يداعب تشون في عدة رسائل بشأن إعطائها معلومات. ووصف الصحافيين في إحدى الرسائل بـ«الطيور الجارحة»، ثم أشار إلى احتمال كشفه عن معلومات لتشون. وكتب بحسب تقرير «إيه بي سي نيوز»: «يمكن أن تكوني الطير المختار». وفي رسالة أخرى كانت تشون تداعبه بقولها إنها ستختبئ داخل حقيبته مع «جهاز تسجيل متطور».

وأوضحت صحيفة «وول ستريت جورنال» في بيان: «نحن ننظر في الأمر». وأضافت أن تشون، طلبت إجازة في مارس (آذار) «عندما لاحت بوادر تولي خطيبها آنذاك منصب السفير الأميركي في العراق. وتمت الموافقة على طلبها ومن المقرر أن تبدأ إجازتها في وقت لاحق من الصيف الحالي».

ولم تنجح محاولات الاتصال بماكغورك وشون للتعليق على الأمر. ورغم أن الرسائل كانت غزلية، فإنها لم تتضمن أي دليل دامغ على تحدث ماكغورك مع تشون عن أي تفاصيل حساسة. مع ذلك يأتي نشر هذه الرسائل في وقت يعنى فيه أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بمنع انتشار المعلومات الحساسة. وقال أوباما يوم الجمعة إن إدارته لا تتسامح مطلقا مع أي تسريب وإنها تتابع التقارير الإخبارية الأخيرة التي تكشف عن تفاصيل خاصة بالأمن القومي ومن بينها الهجمات الأميركية التي تتم من دون طيار والفيروس الذي تم استخدامه في الهجوم على البرنامج النووي الإيراني. وتساءل المنتقدون عما إذا كان البيت الأبيض قد سرب معلومات بغرض تسليط الضوء على إخلاص إدارة أوباما للأمن قبيل الانتخابات.

ودعمت وزارة الخارجية يوم الجمعة ماكغورك وأشار المساعدون الديمقراطيون إلى أن مجلس الشيوخ سوف يصدق على تعيينه سفيرا في النهاية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، فيكتوريا نولاند، إن البيت الأبيض دعم ماكغورك قبل ترشيحه ولا يزال مسؤولو وزارة الخارجية يواصلون «العمل مع الكونغرس» لمعالجة أي مخاوف بشأنه. وأخبرت الصحافيين «نرى أنه مؤهل للمنصب بشكل فريد. لقد تم عمل كل ما هو ضروري قبل ترشيحه، ونحث مجلس الشيوخ على قبوله».

وقد عبر عضو مجلس الشيوخ، جون ماكين، في السابق عن قلقه من طريقة إدارة ماكغورك للسياسة الخارجية في العراق بما في ذلك إخفاق الإدارة الأميركية والمفاوضين العراقيين في التوصل إلى اتفاق يقضي بتواجد محدود للقوات الأميركية في العراق. والجدير بالذكر أن القوات الأميركية المقاتلة انسحبت من العراق العام الماضي بعد فشل تلك المفاوضات.

* خدمة: «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»