قادة الخط الأول في «العراقية» يوحدون موقفهم في الموصل حيال سحب الثقة من المالكي

الصدر يطلب تدخل الأمم المتحدة لحل الأزمة

TT

أعلن زعيم القائمة العراقية إياد علاوي أن «قائمته والتيار الصدري والتحالف الكردستاني ماضون في حجب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي» وذلك خلال كلمة ألقاها في الاجتماع الذي عقده قادة الخط الأول من ائتلاف العراقية أمس في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى. وفي وقت حذر فيه رئيس البرلمان أسامة النجيفي في كلمة مماثلة من محاولات زرع الفتنة بين العراقيين فقد أكد علاوي أن «القائمة العراقية ليست ضد شخص المالكي وإنما ضد نهجه في إدارة الدولة».

وأضاف علاوي أن «القائمة العراقية تنازلت عن استحقاقها الانتخابي نتيجة تلاعب الأميركيين وإيران بنتائج الانتخابات الماضية»، لافتا إلى أن قائمته «لا تسعى إلى الحصول على المناصب أو المواقع السياسية بقدر سعيها لتوفير الحياة الكريمة لجماهيرها». وحذر علاوي «الدول العربية والإقليمية ودول العالم من التدخل بالشأن العراقي، لأنه أمر يخص العراقيين فقط».

من جهته حذر رئيس البرلمان أسامة النجيفي في كلمة مماثلة له خلال الاجتماع قائلا من أن «هناك محاولات أجنبية تحاول زرع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي»، مبينا أن «مشروعنا الوطني يهدف إلى حل المشاكل والخلافات من دون أي تدخل خارجي». وأضاف النجيفي أن «تسع سنوات مرت من صرف أموال العراق وعندما نحاسب يقولون بأننا لا نريد الخير للعراقيين»، مؤكدا حرصه «على أموال الشعب فهي أمانة في أعناقنا». وقال النجيفي «اليوم نرى أن ولاء الجيش لشخص واحد ولحزب واحد»، متسائلا بالقول «لماذا أسسنا الجيش العراقي؟ هل من أجل أن يتبع شخصا واحدا أو حزبا واحدا، أو من أجل حماية الشعب للشعب وولائه الوطن؟».

ويأتي الاجتماع الذي استضافه النجيفي، رئيس تجمع «عراقيون»، المنضوي تحت ائتلاف العراقية في معقله مدينة الموصل استكمالا للحوارات التي جرت بين خصوم المالكي الذين يعدون منذ شهرين تقريبا للآليات الخاصة بسحب الثقة منه في وقت لا يزال رئيس الجمهورية جلال طالباني يتريث في إرسال الطلب الخاص بسحب الثقة مع تواقيع النواب المؤيدين لذلك إلى رئيس البرلمان لكي يحدد الجلسة الخاصة التي يجري فيها التصويت على سحب الثقة. وفي هذا السياق أعلن عضو البرلمان العراقي عن القائمة العراقية حامد المطلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «اجتماع الموصل كان ناجحا بكل المقاييس» مشيرا إلى أنه «أسقط كل الرهانات الخاصة بإمكانية حدوث شرخ داخل القائمة العراقية من خلال ما عبر عنه عدد من أعضائها ممن كانت لهم منذ البداية آراء مختلفة ولم يكونوا مع احترامنا لكل وجهات النظر ضمن الحسابات الخاصة بالقائمة في توجهها لسحب الثقة». وأوضح المطلك أن «العراقية متماسكة وموقفها راسخ برغم المؤامرات وأن اجتماع الموصل مهد الأرضية المناسبة للاجتماعات اللاحقة التي من المقرر أن تعقد في أربيل بين العراقية وكل من التحالف الكردستاني والتيار الصدري»، معتبرا أن «لا تراجع عن قضية سحب الثقة وأن كل ما يقال عن تزوير أو تراجع لا يعدو أن يكون جزءا من الهجوم المقابل وأن النصاب الخاص بسحب الثقة قد اكتمل تماما وبأكثر من العدد المقرر لذلك». إلى ذلك، طالب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الأمم المتحدة بالتدخل لمعالجة الأزمة السياسية التي يمر فيها العراق منذ أشهر. وكان وفد من التيار الصدري يضم كلا من مصطفى اليعقوبي وحيدر الجابري ورئيس كتلة الأحرار الصدرية في البرلمان العراقي بهاء الأعرجي قد التقى قبل يومين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر وبحث معه تطورات الأزمة العراقية. وقال مصدر مقرب من الصدر في تصريحات إن «الصدر بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة عبر ممثلها في العراق مارتن كوبلر يطالبها بأن تضطلع بدورها في الأزمة الحالية التي يمر بها العراق خصوصا في مجال انعدام الشراكة والتفرد بإدارة الدولة والتعدي على الحريات وإجراءات المعتقلات». وأشار الصدر في رسالته إلى «انعدام العدالة والتدخل في مؤسسات الدولة العراقية». ويعد الصدر الآن من أقوى خصوم المالكي من بين القادة الشيعة في وقت كان من أبرز حلفائه عندما رجح كفته في الفوز بمنصب رئيس الوزراء عام 2006.