الوسيط الأفريقي يجتمع مع وفد الطوارق لبحث أزمة شمال مالي

«حركة تحرير أزواد» تنفي وقوع معارك مع متشددي «أنصار الدين»

TT

التقى وفد من «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» (طوارق) التي باتت تسيطر مع مجموعات أخرى على شمال مالي، منذ انقلاب مارس (آذار) الماضي، الوسيط الأفريقي، رئيس بوركينافاسو بليز كومباوري الذي يسعى إلى وقف الصراع بين الانفصاليين في الشمال والحكومة المركزية في باماكو. وعقد هذا اللقاء في واغادوغو لبحث مهمة الوساطة التي يقوم بها وسيط «المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا» (الإيكواس)، بين الانفصاليين في شمال مالي والحكومة المركزية في باماكو.

وجاء هذا اللقاء فيما نفت «حركة تحرير أزواد» ما تردد عن وقوع معارك بين عناصرها ومسلحين من حركة «أنصار الدين» المتشددة في شمال مالي. وقالت الحركة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني الرسمي أمس، إنها «تدين تلك الأخبار التي تبث بشأن اندلاع معارك بين الحركة وجماعة أنصار الدين في كيدال (شمال مالي)، فهي لا أساس لها من الصحة، بل بالعكس، هناك تقارب في وجهات النظر بين الطرفين فيما يتعلق بالعمل معا في أزواد، وهناك نقاشات بين عناصر من الجماعة ومكتب الحركة في كيدال». وكانت وكالة الصحافة الفرنسية تحدثت أول من أمس نقلا عن شهود في شمال مالي، أن معارك وقعت بين مسلحي «أزواد» وتنظيم «أنصار الدين» بسبب إصرار الأخير على تطبيق الشريعة الإسلامية «بحذافيرها»، على سكان مدن الشمال التي أقام فيها أزواد دولتهم، عقب الانقلاب العسكري الذي أطاح برئيس مالي أمادو توماني توري في 22 مارس الماضي. وهذه المدن هي: كيدال وغاو وتمبكتو التي ينطق سكانها بالعربية على عكس بقية مناطق البلاد. ويملك سكانها صلات قوية مع الجارة الكبيرة الجزائر، قائمة على التجارة أساسا بين قبائل الطوارق. وأصبحت منذ بضع سنوات مرتعا للجماعات الموالية لتنظيم القاعدة.

وقال بيان «حركة تحرير أزواد»، الموقع باسم بكاي آغ أحمد، رئيس مكتب الإعلام في التنظيم، إن «محاولات عديدة استهدفت النيل من أزواد وأهله واستقلاله من قبل أعدائه ولكنها فشلت. ولم يكتف الذين يقفون وراءها ولم يتركوا سبيلا إلا وسلكوه من أجل بث الإشاعات والأخبار المربكة والمحبطة، والهادفة لبث البلبلة بين أبناء الشعب الأزوادي في الداخل والخارج وإفشال أي مساع لوحدة الصف الوطني بين كل الفئات والمجموعات الأزوادية».

وأوضح بكاي أحمد إن «أطرافا في النيجر وبوركينا فاسو وباماكو تقوم ببث الإشاعات والأخبار الكاذبة، وإرسالها إلى وكالات الأنباء. وما تم تناقله هو أخبار عارية عن الصحة»، مشيرا إلى أن «حركة تحرير أزواد وأنصار الدين يعقدان اجتماعات في كيدال وتين بوكتو للوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف». وعقد «أزواد» بقيادة أمين عام الحركة بلال آغ الشريف، و«أنصار الدين» بزعامة إياد آغ غالي، حلفا قبل أسبوعين غلب عليه الطابع الديني، ولكن سرعان ما ظهر شرخ بين مسلحي «أزواد»، عندما لوحظ أفراد من «الأنصار» مع قياديين من تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» ينسقون لفرض تطبيق مشدد للشريعة على سكان البلدات الصحراوية.