لبنان يودع رسميا وشعبيا غسان تويني

رئيس الجمهورية منحه وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر

نعش «فارس الصحافة والدبلوماسية والسياسة» محمولا على اكتاف أحبابه أول من أمس أمام مبنى جريدته «النهار» (إ.ب.أ)
TT

ودع لبنان الرسمي والشعبي، أمس، فارس السياسية والدبلوماسية والصحافة اللبنانية غسان تويني، في مأتم مهيب، أقيم في كنيسة القديس جاورجيوس وسط بيروت، حيث منحه رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر.

وكان للراحل محطة وداعية، أمام مبنى «النهار»، حيث كانت في استقباله عائلته، وشخصيات سياسية وإعلامية، قبل أن ينطلق الموكب نحو مجلس النواب حيث توقف هناك، ثم إلى كنيسة مار جاورجيوس في وسط بيروت على وقع قرع الأجراس، وسجي النعش في الكنيسة على وقع التراتيل والصلوات.

حضر مراسم الجنازة ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب عبد اللطيف الزين، وممثلة الرئيس الفرنسي الوزيرة ياسمينا بنغويغي، وحشد من السياسيين اللبنانيين والعرب، وممثلون عن البعثات الدبلوماسية في لبنان.

وألقى الرئيس ميقاتي كلمة خاطب فيها الراحل الكبير، حيث قال: «يعز علي أن أقف في وداعك، أنت الذي ملأت الدنيا وشغلت الناس، ملأتها في كل حقل عملت فيه، في الإعلام، في التربية، في السياسة والدبلوماسية، شغلتهما في حمل لواء حرية الكلمة وقيم التسامح والغفران، ومبادئ الحوار والقبول بالآخر في كل موقع شغلته».

وأضاف: «قيل الكثير في غيابك، وسيقال أكثر، ولكن حتما لن تفيك أي كلمة حقك. أنت الذي حملت قضايا لبنان والعرب في كل المحافل الدولية».

وأعلن ميقاتي أنه «تقديرا لعطاءاتك ووفاء من لبنان تجاهك، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان منحك وسام الأرز الوطني من رتبة الوشاح الأكبر، وكلفني أن أضعه على نعشك في يوم وداعك». وأضاف: «باسم فخامته وباسم الحكومة اللبنانية، أتقدم بالتعازي من عائلتك الصغيرة ومن آل تويني الكرام وأسرة (النهار) وأسرة الإعلام والإعلاميين في لبنان والعالم العربي بأحر التعازي.. ولكم الصبر».

من جهتها، ألقت حفيدة الفقيد، نايلة تويني، كلمة قالت فيها: «الآن أقول وبكل شجاعة إن غسان تويني يستطيع أن يغمد القلم والقلب واليدين، وأن ينام قرير الجسد والعينين، بعد أن ضاعف الوزنات وأكمل الجهاد الحسن، وسلم الأمانة وعاد وانضم إلى الحبر الأصيل».

وتوجهت إلى الراحل بالقول: «لن أرثيك يا جدي، لن أرثيك يا غسان تويني، ولن أبكيك، وليس عندي سبب واحد لأرثيك وأبكيك. يكفيني ويكفيك اعتزازا وعزاء.. أنك تكسر في موتك أسطورة سيزيف الإغريقي الذي حكمت عليه الآلهة بالقصاص الأبدي لأنه أغضبها. أما أنت يا غسان تويني فأنت (سيزيفنا) اللبناني الفلسطيني السوري، بل العربي، تنتصب بالعنفوان والكبرياء وتنتصب خصوصا بالحبر في الجبل الإلهي».

من جهته، أشار نقيب الصحافة، محمد البعلبكي، إلى أنه «راعني من غسان تويني تشبثه المستمر المتعاظم بالحرية سبيلا إلى نور المعرفة وإلى التمرد الخلاق، بكل ما يفتح مثل هذا التمرد من آفاق التغيير والتطوير طلبا للأجمل والأعلى والأمثل»، معتبرا أن «المتمرد بامتياز، المتمرد على كل واقع، لا سيما واقع الجهل والتخلف وعفن الضمائر، وأكاد أقول المتمرد حتى على الموت».

وفي ختام الجنازة، تقبلت العائلة التعازي، ثم ووري الجثمان الثرى في مدافن مار متر.