مصريون يرفضون محاولات طهران استغلال ثورة يناير لإعادة العلاقات معها

حافظ سلامة للرئيس الإيراني: إذا كنت ترغب في تكريم أسر شهداء مصر فتوقف عن دعم الأسد

TT

دعت إيران أسرا من ذوي شهداء ثورة 25 يناير المصرية لزيارتها وتكريمها، في وقت يعتبر فيه ملف الشهداء من الملفات الملتهبة في مصر. وقالت مصادر مصرية مطلعة، إن سفر أسر الشهداء تم بناء على دعوة من الرئيس محمود أحمدي نجاد، وإن وفدا إيرانيا استقبل الأسر في طهران أول من أمس لتكريمها. وقال الشيخ حافظ سلامة، من رموز الثورة المصرية، موجها خطابا للرئيس الإيراني: «إذا كنت ترغب في تكريم أسر شهداء مصر فتوقف عن دعم (الرئيس السوري) بشار الأسد».

ويقول المراقبون إن دعوة إيران لبعض من أسر شهداء الثورة المصرية، تأتي ضمن محاولات محمومة منها لتطبيع العلاقات المقطوعة مع مصر منذ 33 سنة، وإنه لوحظ بعد الثورة المصرية مواصلة إيران مساعيها لاستقطاب المصريين والضغط لعودة خطوط التواصل الرسمي بين القاهرة وطهران. وتم قطع العلاقات بين البلدين عام 1979 بسبب تعارض التوجهات الاستراتيجية في المنطقة.

ويبلغ عدد شهداء ثورة 25 يناير أكثر من 800 شهيد. وأثارت زيارة 35 أسرة من أسر شهداء الثورة حالة من الجدل منذ أن دعاهم مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، حيث رفضت بعض أسر الشهداء ممن تمت دعوتهم زيارة طهران، قائلين إن هناك شكوكا حول تدخل إيراني في الشأن المصري، إضافة لتحركات مريبة لإقامة إيران «حسينيات» لنشر المذهب الشيعي في مصر، بالإضافة إلى احتجاجهم على الدعم الإيراني لنظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه ثورة شعبية ضد حكمه منذ أكثر من عام.

وعلق الشيخ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس إبان العدوان الإسرائيلي على مصر عام 1956، وأحد رموز ثورة 25 يناير، خلال كلمته عقب خطبة يوم الجمعة الماضي بمسجد العباسية، قائلا إن «الثوار نجحوا في إفشال المؤامرة التي اعتزم القائم بالأعمال الإيراني في القاهرة تنفيذها، والمتمثلة في إغراء أسر الشهداء بحجة تكريمهم في طهران»، لافتا إلى أنه نجح في إقناع غالبية أسر الشهداء بعدم السفر. وقال سلامة، موجها حديثه إلى الرئيس الإيراني نجاد: «إذا كنت ترغب في تكريم أسر الشهداء داخل مصر فتوقف عن دعم بشار الأسد الذي يذبح شعبه وأنتم تناصرونه».

ومنذ تنحي مبارك في فبراير (شباط) العام الماضي دعت إيران العديد من الوفود الشعبية المصرية، كان آخرها وفد أساتذة الجامعات المصرية، وذلك في مسعى لتبادل الحوار على الصعيد السياسي والثقافي، وهو الأمر الذي دفع أحد نواب البرلمان المصري لتقديم طلب إحاطة حول آخر زيارة قام بها الوفد المصري.

وقال فتحي المراغي، المحلل السياسي والمتخصص في الشأن الإيراني، الذي زار إيران مؤخرا، لـ«الشرق الأوسط»، إن «لغة خطاب المسؤولين الإيرانيين في الوقت الراهن تظهر الطموح الإيراني في عودة العلاقات مع مصر»، مشيرا إلى أن وجود هذا الطموح لا يعني موافقة أو مسايرة الجانب المصري له، بل ربما يواجه برفض كامل إذا ما صعدت إيران من حجم تعارضها مع دول الخليج، وبخاصة الإمارات.

وأضاف المراغي: «ما زال النظام الإيراني يشعر بثقل الكيان المصري في المحيط العربي، ويدرك أن نموذج الثورة المصرية سيساعد النظام الإيراني في إعادة تسويقه في الداخل أمام مواطنيه، الذين يعانون من سوء الأوضاع الاقتصادية، وإعادة تسويقه أيضا في منطقة دول الخليج العربي، في حالة عودة العلاقات المصرية مع إيران».