مقتل مصريين في سوريا خلال محاولتهما التسلل داخل أراضيها

عمرو: الشأن السوري خطير ويأخذ منحى جديدا

TT

في وقت أكد فيه محمد عمرو وزير الخارجية المصري أن الشأن السوري خطير ويأخذ منحى جديدا وهناك تزايد للعنف والقتل بطريقة غير مقبولة، تلقت السفارة المصرية في دمشق إخطارا من الخارجية السورية بمقتل اثنين من المواطنين المصريين جراء إطلاق النار عليهما أثناء محاولتهما التسلل إلى داخل الأراضي السورية عن طريق الأردن، وأعرب عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عن خالص عزاء الوزارة لأسرتي الفقيدين، وأن السفارة تنهي إجراءات تسلم ودفن جثماني المواطنين.

وأعاد رشدي التذكير بعشرات النداءات التي أطلقتها وزارة الخارجية وسفارتا مصر في دمشق وعمان لتحذير المواطنين المصريين من مخاطر محاولات دخول الأراضي السورية عبر كل من الأردن وتركيا بصورة غير مشروعة بغرض التسلل لاحقا إلى لبنان، وهي النداءات التي ناشدت فيها وزارة الخارجية المواطنين المصريين تجنيب أنفسهم ويلات تلك الرحلة التي تحف بها المخاطر من كل جانب، خاصة على ضوء الأوضاع الملتهبة في سوريا وحالة الاستنفار الأمني على الحدود السورية. وأضاف رشدي أنه على الرغم من تلك النداءات والمناشدات فقد شهدت الأشهر الماضية استمرار تدفق المواطنين المصريين، بأعداد كبيرة ومتزايدة، في محاولة الدخول إلى سوريا بطرق غير مشروعة، حيث ألقى الأمن السوري القبض على المئات منهم وتدخلت السفارة المصرية في دمشق للإفراج عنهم وترحيلهم إلى القاهرة، كما تعرض بعضهم للإصابة أثناء اعتقاله؛ بل ولقي أحدهم حتفه متجمدا من البرد أثناء محاولة عبور الحدود السورية إلى لبنان في الشتاء الماضي.

من جانبه، قال محمد عمرو، وزير الخارجية المصري خلال لقاء مع المحررين الدبلوماسيين أمس، إن أحد ممثلي الأمم المتحدة ذكر بالفعل أن هناك تقريبا حربا أهلية في سوريا، وسواء سميناها حربا أهلية أو غير ذلك، فإن هناك أناسا مدنيين يتم قتلهم، وهو أمر غير مقبول ومرفوض.

وأضاف عمرو: «هناك أفكار وتطورات حيث يفكر كوفي أنان في عمل مجموعة جديدة تضم الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن ودول الجوار، كما أن وزير خارجية روسيا يفكر في مجموعة اتصال تضم أيضا بعض دول الجوار والدول العربية وأعضاء مجلس الأمن الدائمين»، مشيرا إلى أن مصر على اتصال مستمر مع روسيا وكوفي أنان.. «ونحن نحاول التعرف على أبعاد هذه الأفكار، لأن مصر يجب أن تكون حاضرة في أي تجمع بالنسبة لسوريا كما أن مصر لديها اتصالات مع كل أطياف المعارضة السورية دون استثناء». وقال وزير الخارجية إنه التقى بكل أطياف ورموز المعارضة السورية، مشيرا إلى أن مصر أوضحت للجميع أنها يجب أن تكون موجودة عند بحث هذا الموضوع وهناك متابعة مصرية لصيقة، لافتا إلى أن الأوضاع تتدهور بشكل يومي في سوريا، قائلا: «إن مصر شاركت في اجتماع أصدقاء سوريا باسطنبول حيث تحدثنا عن أهمية توحيد المعارضة السورية، وطلبنا أن تعقد الجامعة العربية ملتقى للمعارضة السورية بعدما لم يتم عقد الملتقى الأول، وكان الجميع متفقين مع الموقف المصري على أهمية تجميع المعارضة السورية على أهداف واحدة، وهذا شرط ضروري للوصول إلى حل جاد على صعيد الأزمة التي تتدهور».

وحول إمكانية حدوث تدخل مصري ثنائي مع الرئيس السوري بشار الأسد لإيجاد مخرج للأزمة أو تسهيل مهمة كوفي أنان، قال عمرو: «إن مصر لديها موقف مهم جدا بالنسبة لسوريا في الوصول إلى حل نظرا لعلاقاتها مع كل أطياف المعارضة». وأضاف أنه لو استدعى الأمر فإن هناك قنوات يمكن أن نتحدث فيها مع السلطة في سوريا إذا كانت هناك فائدة من استخدام تلك القنوات، مشيرا إلى أن مصر تحاول الآن التحرك في إطار عربي وهو ما اتفقت عليه الدول العربية في 22 ينايرالماضي.