ناشطون: الحفة تحولت إلى مدينة أشباح

نزوح معظم سكانها إلى تركيا

TT

يصف معارضون سوريون منطقة الحفة القريبة من محافظة اللاذقية بأنها تحولت إلى مدينة أشباح، حيث نزح جميع سكانها بعد دخول الجيش السوري النظامي إليها، معززا بمجموعات من «الشبيحة»، ينتمون إلى القرى الموالية للنظام. وجاء هرب الأهالي وفقا للناشطين خوفا من ارتكاب مجازر بحقهم، كما حصل في الحولة والقبير.

وبعدما دخل الجيش الموالي للنظام مدينة الحفة منذ أيام بعد «انسحاب تكتيكي من قبل عناصر الجيش الحر لتأمين سلامة وحماية السكان، زار وفد من المراقبين الدوليين مدينة الحفة أمس». وكانت السلطات السورية أعلنت «تطهيرها من المجموعات الإرهابية»، بعد إعلان الجيش السوري الحر انسحابه منه إثر قصف عنيف في الأيام الماضية.

وأعلنت المتحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين، سوسن غوشة، أن «وفدا من المراقبين زار الحفة التي يحاولون دخولها منذ السابع من الشهر الحالي، فيما ذكر تلفزيون الإخبارية السوري أن وفد المراقبين الدوليين زار منطقة الحفة وعاين آثار التخريب والدمار الذي افتعله الإرهابيون في مختلف المؤسسات العامة والأملاك الخاصة».

وكانت الحفة تعرضت لأكثر من أسبوع لقصف شديد من قبل دبابات النظام السوري التي تحاصرها من الجهات كلها، إضافة إلى مشاركة سلاح الجو عبر حوامات تقوم بتمشيط المناطق الحرجية. ونشرت صفحات الناشطين المعارضين على «فيس بوك» عددا من أشرطة الفيديو التي أظهرت آثار القصف العنيف، الذي تعرضت له مبان سكنية داخل المدينة. ويقول معارضون سوريون إن أحدا لم يكن يتوقع أن يتحرك ريف مدينة اللاذقية ضد النظام السوري، وينضم إلى الثورة المندلعة ضده. فهذا الريف (وفقا لناشطين) ذو غالبية مؤيدة لحكم الرئيس بشار الأسد بحكم الطابع الطائفي لسكان المنطقة، حيث تنتمي معظم القرى المحيطة بمدينة اللاذقية إلى الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد.

في منتصف الطريق الذي يصل بين مركز مدينة اللاذقية ومصيف صلنفة، وعلى قمة صخرية، تقع الحفة على بعد 35 كلم عن مدينة اللاذقية. تطل على أودية عميقة تجتاحها أنهار عدة وتغطيها أشجار مختلفة الأنواع، وتتاخم قرى جبل صهيون وهي بابنا، الجنغيل، الزنقوفة، سلمى، دورين والمريج.

ويؤكد محمد أن «الجيش الحر كبّد القوات النظامية خسائر فادحة خلال المعارك التي دارت على أطراف المدينة، لكنه اضطر للانسحاب خوفا على حياة المدنيين». وعن حالة المدينة بعد دخول الجيش النظامي إليها، يقول: «تحولت الحفة لمدينة أشباح لا سكان فيها، حيث أمن الجيش الحر الطرق لجميع الأهالي كي يتمكنوا من الفرار قبل دخول كتائب الأسد وارتكابها المجازر».

ويضيف: «البعض ذهب إلى اللاذقية وآخرون إلى قرى محيطة، غير أن الغالبية نزحت إلى تركيا».