الأمير خالد بن سلطان: التدريبات المشتركة لرفع قدراتنا القتالية.. ولا تستهدف أحدا

التقى الرئيس التركي وحضر تدريبات «نسر الأناضول 2»

الرئيس التركي خلال لقائه نائب وزير الدفاع السعودي في أنقرة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

التقى الرئيس التركي عبد الله غل، أمس في القصر الجمهوري بالعاصمة التركية أنقرة، الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، نائب وزير الدفاع السعودي، وذلك في إطار زيارته الرسمية لتركيا.

وخلال اللقاء، أكد الرئيس التركي عمق العلاقة التي تربط بلاده بالمملكة العربية السعودية، فيما نقل له نائب وزير الدفاع السعودي تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع. وتناول اللقاء، الذي حضره وزير الدفاع التركي عصمت يلماز، عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.

من جهة أخرى، أكد الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، نائب وزير الدفاع السعودي، أن الاستراتيجية التي تنتهجها القوات المسلحة السعودية تستمد من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، القائد الأعلى لكافة القوات المسلحة، وولي عهده، ووزير الدفاع.

وقال نائب وزير الدفاع، خلال لقائه الصحافيين على هامش حضوره تدريبات «نسر الأناضول 2» التي تجرى في تركيا وتشارك فيها القوات الجوية السعودية «وزارة الدفاع تعمل كقطاع متكامل من خلال لجان تخصصية في كل قوة، ولجان متعددة الجوانب سواء فنية أو قانونية أو مالية، وهناك استراتيجية لأي وزارة دفاع أو قوات مسلحة، طبعا الاستراتيجية هذه نستمدها دائما من التوجيه السياسي والحكيم من قادتنا، قائدنا الأعلى للقوات المسلحة وولي عهده، واستمرارية توجيهات الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع لكل القوات بالتخطيط السليم، وبأخذ أفضل إمكانيات الأسلحة الموجودة في العالم، وهذا جزء من العمل الدؤوب السنوي، ولهذا فالاستراتيجية عمل متكامل من لجان فنية كثيرة».

ونفى الأمير خالد بن سلطان أن تكون التدريبات مستهدفة لأي جهة، منوها بمستوى القوات المسلحة السعودية، التي تمثلها هنا القوات الجوية السعودية. وزاد «نحمد الله أنها على مستوى عال جدا، وتشترك في أكثر التدريبات العالمية، سواء في أميركا أو أوروبا أو أفريقيا»، عادا تدريب «نسر الأناضول» المشترك من أقوى أنواع التدريبات، وتشترك فيه دول عدة وحلف الناتو، وتشارك القوات الجوية السعودية ليس فقط بالطائرات، ولكن باستعداد متكامل، سواء من طائرات أو إسناد متكامل، للاعتماد على نفسها في أي مكان في العالم.

وفي رده على سؤال عما إذا كانت التدريبات موجهة ضد جهة محددة، رد نائب وزير الدفاع بقوله «ليس هناك عدو محدد، والعدو يعتمد على الاضطرابات الموجودة في المنطقة ككل، وأي دولة في العالم يحق لها أن تتسلح وتجري تدريبات مشتركة مع أصدقائها، وليس أعظم من الصداقة الموجودة الآن ما بين المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا، والتي من خلالها نأمل في رفع القدرات الدفاعية لكلتا الدولتين لنحمي بها أمننا ووطننا من كل سوء».

وحول مجريات التدريب قال الأمير خالد بن سلطان إن «كل تدريب في الأصل يتكون من فريقين، فريق أحمر وفريق أزرق، وتعتمد التدريبات على سيناريوهات معدة وعلى مساحة المنطقة التدريبية الموجودة، ومن خلالها يوضع التدريب، لكنها لا تتم لحدث معين دائما، فالتدريبات هي لرفع القدرات».

وفي رده على سؤال حول تقييمه للطاقة العسكرية السعودية في الوقت الراهن مقارنة مع السنوات الماضية، أوضح نائب وزير الدفاع السعودي «نحمد الله على توجيهات القيادة العليا الدائمة بالرفع من مستوى قدرات القوات المسلحة، ورفع القدرات ليس فقط بزيادة التسليح، ولكن برفع مستوى التدريب، وزيادة التكثيف بكيفية العمل المشترك مع دول أخرى وصديقة، ولهذا نعمل دائما على رفع المستويات والكفاءات».

وكان نائب وزير الدفاع السعودي ألقى كلمة في قاعدة كونيا، معربا للمشاركين من طيارين ومهندسين عن سعادته بحضوره التدريب، وقال «فخر كبير أن أكون بينكم اليوم لأشارك معنويا وقلبيا معكم في هذا التدريب الذي يعود بالنفع على قواتنا الجوية وقواتنا المسلحة بشكل عام»، مبينا أن هذه الزيارات تعد استمرارية لاهتمامات القيادة السعودية. وقال «إذا كانت هذه المشاركات مستمرة فنحن نفخر بأنها تكون في جميع أنحاء العالم ومع جميع الدول، لكن بالأخص نهتم بعمل التدريبات المشتركة مع أشقائنا في جمهورية تركيا، فهي من الأهمية بأن تستمر أكثر من تدريب أو تدريبين في المستقبل القريب، ويكون ذلك في الوقت نفسه في المملكة العربية السعودية وفي جمهورية تركيا».

وأكد أن حالة عدم الاستقرار الموجودة في منطقة في الشرق الأوسط حتمت أهمية هذه التمارين، وشدد على القول «علينا أن نكون دائما حريصين وجاهزين، والجاهزية لا تكون إلا بالتدريبات الواقعية والتدريبات العملية». وأضاف أن القوات الجوية السعودية تشارك في أميركا وأوروبا وأفريقيا، آملا أن تعود مثل هذه التمارين بالمنفعة على القوات الجوية بشكل خاص والقوات المسلحة السعودية بشكل عام.

وبين في كلمته أن الاستمرار في التدريبات الجوية «ليست فقط لإشراك الطائرات، بل هي منظومة متكاملة سواء منظومات القتال أو منظومات الإنذار المبكر أو التزود بالوقود والإسناد الجوي، وهذه كلها تكون مطلبا أساسيا لعمل التدريب الذي نأمل أن يقودنا إلى الجاهزية القتالية، ومن هذا المنطلق لا بد أن نعرف اهتمام قيادتنا العليا بإعطاء القوات المسلحة أفضل أنواع الأسلحة المتطورة، ولكن لا يكفي وجود سلاح متطور من دون التوصل إلى أفضل طريقة لاستخدام لهذه الأسلحة وكيفية التعامل المشترك ما بينها، وهذا لا يأتي إلا بالتدريب والتدريب المشترك سواء بين القوات الأربع أو مع القوات الصديقة والشقيقة».