25 قتيلا في جنوب اليمن.. والعائدون إلى أبين يواجهون الألغام وغياب الخدمات

تجدد الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة بين مقاتلي «القاعدة» والجيش المدعوم بلجان شعبية في جبل العرقوب

TT

قتل 25 شخصا في جنوب اليمن جراء الألغام والعنف المستمر، في حين يواجه المواطنون العائدون إلى منازلهم في محافظة أبين بعد طرد «القاعدة» من معظم مدنها، غياب الأمن والخدمات الأساسية وخطر الألغام التي خلفها المتطرفون.

وقتل جنديان يمنيان وثمانية من مسلحي تنظيم القاعدة في اشتباكات في مدينة شقرة الساحلية، وهي آخر معقل لـ«القاعدة» في أبين، بينما لقي تسعة مدنيين حتفهم في انفجار ألغام في زنجبار عاصمة المحافظة نفسها، حسبما أفادت مصادر محلية لوكالة الصحافة الفرنسية أمس.

وقال مصدر محلي في شقرة إن اشتباكات بالأسلحة الرشاشة تجددت ليل الأربعاء - الخميس بين مقاتلي «القاعدة» والجيش المدعوم بلجان شعبية في جبل العرقوب المطل على شقرة، مما أسفر عن مقتل جنديين وثمانية من مسلحي «القاعدة». وجرح 11 جنديا.

وفي شقرة أيضا، أفاد مصدر عسكري بأن 6 مدنيين بينهم نساء وأطفال قتلوا عن طريق الخطأ في غارة شنها الطيران اليمني. وقد أكد هذه الحصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية أحد أقرباء الضحايا، مشيرا إلى أن الغارة أصابت منازل في وسط شقرة.

وفي مدينة زنجبار الذي يسيطر عليها الجيش بعد انسحاب أعضاء «القاعدة» منها أدى انفجار لغم أرضي يوم الأربعاء الماضي إلى مقتل 7 مدنيين في وسط المدينة، وفقا لمسؤول محلي يدعى محسن صالح.

وأكد المصدر نفسه أن لغما آخر انفجر أمس في منطقة الكود جنوب المدينة، مما أدى إلى مصرع مدنيين، مشيرا إلى أن الألغام التي زرعها تنظيم القاعدة لاستهداف قوات الجيش لم تنزع بعد رغم سيطرة الأخير على المدينة.

من جهته، قال أحد السكان الموجودين حاليا في زنجبار ويدعى السالمي عوض صالح باوزير «لا يمكن أن نعود إلى منازلنا في ظل هذا الدمار والخراب في مدينتنا، فضلا عن انقطاع والماء والكهرباء».

وأضاف «أنا حاليا بجوار منزلي المدمر القريب من مبنى البنك المركزي ومؤسسة التأمينات والمعاشات والمياه وهذه المباني كلها تمت تسويتها بالأرض».

وأشار إلى أنه يسمع بين الحين والآخر دوي انفجار ألغام مزروعة في الأرض وبجوار المباني الحكومية، مطالبا السلطات بتوفير احتجاجات السكان ليتمكنوا من العودة إلى منازلهم.

إلى ذلك، عثر سكان محليون على 4 جثث لأشخاص مجهولي الهوية في منزل كانت تستخدمه «القاعدة» قبل انسحابها، وهو منزل نائب مدير أمن زنجبار طبقا لضابط ميداني.

وأكد الضابط أن «الأشخاص الأربعة تم ذبحهم بخنجر وبطريقة وحشية ثم تم وضعهم في حفرة داخل سور منزل».

وذكر سكان محليون في مدينة جعار المجاورة أنهم تمكنوا من إطلاق سراح قرابة 20 شخصا كانوا في معتقل سري لتنظيم القاعدة في المدينة.

وأوضح السكان أن المطلق سراحهم بينهم أئمة مساجد وتم اعتقالهم بسبب مواقفهم المعارضة لنشاط التنظيم ونبذهم للإرهاب.

من جانبه، قال غسان شيخ، الأمين العام للسلطة المحلية في مدينة زنجبار، أمس «وصلت على المدينة مع أسرتي وفوجئت بهذا الدمار الكلي لزنجبار نتيجة الحرب».

وأضاف أن «مئات من السكان دخلوا لتفقد منازلهم وجاءوا وهي مدمرة وأخرى متضررة، لكنهم لن يستطيعوا العيش فيها حاليا بسبب عدم وجود خدمات وانتشار كبير للألغام الأرضية في الأحياء».

وتابع أن «الجيش لم يحرك اليوم ساكنا إزاء الألغام المنتشرة في معظم أحياء المدينة واكتفى بنزع الألغام من الشوارع الرئيسية التي تستخدمها قواته ومعداته». وقدر أن 90 في المائة من شوارع المدينة ملغمة.

ودعا غسان شيخ الحكومة اليمنية إلى «سرعة التحرك لمعالجة نكبة زنجبار وإعادة بنائها بعد مغادرة (القاعدة) لها».

وقال نائف الجبالي، أحد أعيان زنجبار، إن «معظم السكان الذين عادوا إلى زنجبار الأربعاء الماضي وصباح أمس (الخميس) غادروها مرة أخرى بسبب عدم وجود الخدمات الأساسية ووجود خوف شديد نتيجة وجود متفجرات من مخلفات الحرب».

وأعلن الجيش اليمني الثلاثاء الماضي استعادة السيطرة على زنجبار عاصمة محافظة أبين الجنوبية وعلى مدينة جعار المجاورة بعد شهر من إطلاق حملة كبيرة لتحرير المحافظة من تنظيم القاعدة. ويشكل انسحاب مسلحي «القاعدة» من المدينتين وضواحيهما تحت وطأة المعارك إنجازا كبيرا للإدارة اليمنية الجديدة برئاسة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

وكانت «القاعدة» استفادت من ضعف سيطرة الدولة والاحتجاجات ضد نظام الرئيس اليمني السابق لفرض سيطرتها على مناطق واسعة من جنوب اليمن.

وشنت القوات اليمنية حملة شاملة في 12 مايو (أيار) الماضي بهدف استعادة بلدات ومدن أبين التي وقعت في أيدي «القاعدة» خلال العام الماضي.

ومنذ بدء الحملة، قتل 540 شخصا طبقا لإحصاءات وكالة «فرانس برس» المستمدة من مصادر مختلفة. ومن هؤلاء 402 من مقاتلي «القاعدة» و78 جنديا و26 مسلحا تابعين للجيش و34 مدنيا.