مصر: بؤر انتخابية ساخنة تحسم جولة الإعادة

شفيق يراهن على صعيد البلاد.. ومرسي ينظر إلى الوجه البحري

TT

يدخل المرشحان الرئاسيان الدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين، والفريق أحمد شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك، اليوم (السبت) حلبة السباق الرئاسي من جديد بعد أن نجحا في إبعاد منافسيهم الأحد عشر، في الجولة الأولى. وبعد أن ضمن كل من شفيق ومرسي محافظات منحتهما أصواتها في الجولة الأولى، يراهن كلا المرشحين على كسب ثقة محافظات لم يستطع أي منهما الفوز بها.

وتجري الانتخابات الرئاسية في 27 محافظة مصرية. وحصد مرشح الإخوان في جولتها الأولى المركز الأول في ثلاث عشرة محافظة والمركز الثاني في محافظتين، بينما جاء في ترتيب متأخر في باقي المحافظات، وحصد شفيق المركز الأول في أربع محافظات ذات كثافة سكانية عالية وجاء في المركز الثاني في خمس محافظات، وفي باقي المحافظات جاء في مراكز من الثالث إلى الخامس.

ويرى مراقبون أن المنافسة الحقيقية بين شفيق الذي يستند إلى القاعدة التنظيمية للحزب الوطني المنحل، وبين مرسي مرشح جماعة الإخوان التي تتميز بقدرات تنظيمية عالية، ستتركز في المحافظات التي لم يستطع أي منهما الفوز فيها في الجولة الأولى، وذهبت لمنافسين آخرين، وأن فوز أحدهما بهذه الأصوات قد يرجح كفته على الآخر.

وجاءت أغلب الأصوات التي حصل عليها مرسي من محافظات الصعيد، في مقابل كتلة تصويتية للفريق أحمد شفيق في محافظات الوجه البحري التي منحت شفيق أكثر من نصف مجموع ما حصده من الأصوات.

وفشل كل من مرسي وشفيق في الفوز بمحافظات مصرية ذات كتل تصويتية عالية أبرزها محافظتا الإسكندرية وكفر الشيخ، حيث حصد حمدين صباحي الذي حل ثالثا على أصوات المحافظتين. ويرجح محمد ممدوح (32 عاما)، الذي يعيش بمحافظة الإسكندرية الساحلية، أن تذهب أصوات محافظته التي تشكل عمادا رئيسيا للتيار الديني إلى مرشح جماعة الإخوان.

وتسعى جماعة الإخوان المسلمين إلى تدعيم موقفها في ثلاث محافظات، هي المنوفية والغربية والشرقية بعد أن حصد فيها شفيق أكثر من مليون ونصف المليون صوت من إجمالي خمسة ملايين ونصف المليون صوت التي أهلته لجولة الإعادة، بينما يسعى شفيق إلى مطاردة مرسي في صعيد مصر، حيث جاء مرسي في المركز الأول في أغلب محافظاته، وهو ما أرجعه مراقبون إلى غلبة الاستقطاب الديني بمحافظات الصعيد، بينما لم ينجح شفيق في الوجود بالمركز الأول إلا في محافظة واحدة من محافظات الجنوب. وبعيدا عن الأقاليم التي يتنافس عليها مرشحا جولة الإعادة، يتوقع مراقبون أن يبدأ مرسي وشفيق في احتساب أصوات منافسيهم السابقين ضمن قوتهم التصويتية في الجولة الثانية، حيث يمكن لمرسي احتساب أصوات المرشحين الخاسرين عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد سليم العوا (نحو 5 ملايين صوت) ضمن كتلته التصويتية، بينما يحتسب شفيق الأصوات التي حصل عليها المرشح الخاسر أيضا عمرو موسى (مليوني صوت) ضمن حصته المقبلة من الأصوات، كما يتوقع حصوله على جانب من الأصوات التي ذهبت للمرشح حمدين صباحي.