المعارضون السوريون يرهبون الأسد بلعب أطفال بلاستيكية

تبدو كأنها بنادق آلية من طراز «إم بي – 5»

معارضون سوريون يرفعون شعارات تندد بالمجازر في القامشلي أمس (أوغاريت)
TT

إذا كان الخداع عنصرا لا تخلو منه كافة الحروب، فإنه لا يكون في كثير من الأحيان بهذه الدرجة من الوضوح التي ظهرت في مقطع الفيديو الذي أعلن خلاله مقاتلو المعارضة السورية عن تشكيل لواء من القوات الخاصة ينضم إلى المعركة ضد الرئيس بشار الأسد.

ويحمل مقطع الفيديو، الذي يوجد على موقع «يوتيوب»، مجموعة من الرسائل الموجهة من المقاتلين السوريين في عصر الإنترنت، ويظهر فيه 11 رجلا يرتدون ملابس سوداء، ويخفي كل منهم وجهه وراء قناع أو قطعة من القماش، ويحملون ما تبدو كأنها بنادق آلية من طراز «إم بي – 5»، وهو السلاح الذي تستخدمه فرق مكافحة الإرهاب في كثير من الأحيان.

وقرأ أحد الرجال بيانا يعلن الحرب «في سبيل الله» ضد «النظام الإجرامي» للأسد، في الوقت الذي كانت فيه رايات الجيش السوري الحر، وهو الجهة غير المنظمة التي تضم المقاتلين السوريين، معلقة في الغرفة.

وكان كل شيء يلوح بالتهديد والوعيد والتصميم والعزيمة على إنهاء تلك الأزمة، ولكن لم يكن هناك سوى مشكلة واحدة، وهي أن الأسلحة لم تكن أسلحة على الإطلاق، ولكنها كانت عبارة عن لعب أطفال بلاستيكية.

ووفقا لتحليل من قبل أمين أحد المتاحف البريطانية للأسلحة، فإن جميع الرجال الموجودين في الفيديو كانوا يحملون نسخا صينية من لعب الأطفال «تي دي - 2007» وهي نسخ طبق الأصل من المدافع الآلية «إم بي - 5»، ويتم تسويقها على أنها لعب مناسبة للأطفال فوق سن خمس سنوات. وقام الرجال بتثبيت ماسورة – ربما عبارة عن وتد تم طلاؤه أو أنبوب – لتبدو كأنها ماسورة البندقية.

وقال جوناثان فيرغسون، وهو أمين متحف «الأسلحة والدروع الملكية» في ليذز، إن الحجم الغريب لمواسير البنادق هو الذي كشف تلك الخدعة، وأضاف عبر رسالة بالبريد الإلكتروني يوم الخميس: «لو لم يقوموا بذلك، فإننا على الأرجح لم نكن لنلاحظ أنهم ليسوا مسلحين ببنادق حقيقية».

ولم يتم التعرف على الشخص الذي قام بنشر هذا الفيديو، والذي ربما يكون أحد المتعاطفين مع المعارضة السورية، كجزء من التداول اليومي لمقاطع الفيديو التي تظهر معاناة أو أنشطة المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد. وتم الكشف عن تلك الخدعة بمجرد أن شاهد فيرغسون هذا الفيديو يوم الأربعاء، وأدرك أن كل رجل كان يحمل سلاحه بيده اليسرى بطريقة تخفي نقطة التقاء الماسورة غير الحقيقية بالسلاح اللعبة، ثم لاحظ أجزاء أخرى كانت غير متسقة وغير متناسبة مع بعضها البعض، وما أن بحث على شبكة الإنترنت حتى عرف الحقيقة.

وقال فيرغسون: «لدي شعور بأننا نبحث في الحياة الواقعية عما يعادل هذا المشهد المأخوذ من الفيلم الكوميدي (أربعة أسود)»، في إشارة إلى الفيلم البريطاني الذي تم إنتاجه عام 2010. والذي كان ينتقد ثقافة الجهاد.

وقد عبر فيرغسون عن ذلك بطريقة لطيفة، حتى بعدما كشف حقيقة تلك الأسلحة الوهمية، حيث قال: «ما حدث هو شيء مضحك بكل المقاييس»، رغم إشارته بأنه قد حدث في «سياق مروع» نتيجة للحرب المريرة التي تمر بها سوريا.

وأشار فيرغسون إلى أن هذه لم تكن هي المناسبة الوحيدة التي يتم فيها استخدام الأسلحة غير الحقيقية لكسب الرأي العام.

وخلال الأسبوع الجاري، نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية صورا للشبيحة الموالين للرئيس الأسد والمتهمين بقتل مدنيين سوريين بشكل منهجي. ووصفت الصحيفة الشبيحة بأنهم «متعاطون لمادة الستيرويد» ويغطي الوشم أجسادهم ويستخدمون أسلحة من طراز «إيه كيه - 47»، كما يستخدمون المناجل.

وأظهرت الصور اثنين من عناصر الشبيحة وهما يحملان مسدسا شبه آلي، وبعد ذلك كشفت صحيفة «البوابة» الأردنية أن هذا السلاح كان نسخة غير حقيقية من مسدس إسرائيلي الصنع يسمى «نسر الصحراء».

* خدمة «نيويورك تايمز»