اليمن: «القاعدة» تنسحب دون قتال من آخر معاقلها المهمة في الجنوب

مصادر رسمية لـ «الشرق الأوسط»: غالبية القوى الجنوبية مع الحوار .. والبيض لن يشارك

TT

أفادت مصادر محلية يمنية أن مقاتلي أنصار الشريعة المرتبطين بتنظيم القاعدة يستعدون لمغادرة آخر معاقلهم المهمة في جنوب البلاد في مدينة عزان بعد وساطة قبلية ناجحة. في حين أفادت مصادر رسمية يمنية أن محادثات تجري بين ممثلين عن الدول الراعية للمبادرة الخليجية في اليمن وممثلين عن قوى سياسية يمنية جنوبية لتوحيد رؤية هذه القوى تجاه المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المزمع وأن غالبية هذه القوى رحبت بالحوار ما عدا فصيل علي سالم البيض الذي قالت: إنه مرتبط بأجندة إيرانية.

وأفادت مصادر محلية في محافظة شبوة أن وساطة قبلية نجحت في إقناع مقاتلي تنظيم أنصار الشريعة المرتبط بتنظيم القاعدة بالخروج من مدينة عزان في المحافظة. وقال محمد باقطني من المجلس المحلي في مديرية ميفعة في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «إن وساطة قبلية من وجهاء ومشايخ وأعيان المنطقة نجحت في إقناع عناصر (القاعدة) بالانسحاب من مدينة عزان التي تعتبر آخر أهم معاقلهم في جنوب البلاد» وذكر باقطني «تمت موافقة المقاتلين على الانسحاب حتى يجنبوا عزان ما حل بجعار وزنجبار ولودر». وأضاف باقطني «جزء من الوساطة خرج مغرب اليوم (أمس) من عزان بعد إنجاز الاتفاق والجزء الآخر لا يزال في المدينة للإشراف على تنفيذ الاتفاق الذي من المقرر أن يتم خلال الساعات القليلة القادمة أو صباح الغد (اليوم)» وأضاف باقطني «التزم الجيش بوقف إطلاق النار لإتاحة الفرصة للوساطة لتؤتي ثمارها، وإقناع أنصار الشريعة بالانسحاب من عزان» وتعتبر مدينة عزان معقلا رئيسيا لـ«القاعدة» التي تلقت ضربات موجعة في محافظة أبين واضطرت للانسحاب من بلداتها تحت ضغط الجيش واللجان الشعبية المساندة له. ونقلت وسائل إعلام يمنية أن وساطة يقوم بها بعض الشخصيات الاجتماعية بينهم أمين عام المجلس المحلي في مديرية ميفعة «يسلم باجنوب». وكانت مصادر رسمية قد أعلنت عن إنشاء قيادة عملياتية متقدمة في شبوة، من شأنها توجيه ضربات قوات الجيش إلى المحافظة التي ينشط فيها تنظيم القاعدة، والتي تشن حملة واسعة لإعادة السيطرة على المناطق التي خرجت عن نطاق الحكومة حسب مصادر إعلامية يمنية.

إلى ذلك أكدت مصادر رسمية يمنية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في لندن أن «مواقف بعض القوى الجنوبية لا تزال غير واضحة إزاء موضوع المشاركة في الحوار من عدمها بناء على أهدافها المختلفة رغم أن غالبية هذه القوى مع المشاركة». وأضافت المصادر أن «أمين عام الحراك الجنوبي العميد عبد الله الناخبي قد أعلن موافقته على المشاركة في الحوار الوطني» وأضافت: «معظم مكونات الحراك الجنوبي تميل إلى المشاركة في الحوار بما في ذلك قيادات الخارج ممثلة في علي ناصر محمد وحيد أبو بكر العطاس». وأكدت المصادر أن «علي سالم البيض الذي يتزعم فصيلا في الحراك يطالب بالانفصال لن يشارك في الحوار الوطني». غير أن المصادر ذكرت أن رعاة المبادرة الخليجية «قد أبلغوا كل الأطراف أن المشاركة في الحوار الوطني ستكون على أساس الحفاظ على وحدة اليمن وسيادته، وأن أي طرح غير ذلك لن يلقى دعما من الإقليم والمجتمع الدولي».

وفي السياق ذاته قال نائب رئيس لجنة الاتصال الرئاسية الدكتور ياسين سعيد نعمان إن الحوار الوطني المزمع انعقاده الفترة القادمة «هو حوار يضع الجميع أمام مسؤولية بناء اليمن ومستقبله». وأضاف نعمان حسب تصريحات أوردها موقع المصدر «أون لاين» الإخباري «الحوار ليس عملا عبثيا أو رغبة مؤقتة أو مجرد خروج بالوطن من مأزق، بل يضع الجميع أمام المسؤولية الكاملة لبناء اليمن ومستقبله الذي ينشده كل مواطن». وأوضح أن الشروط التي طرحها البعض خلال الفترة الحالية، يجب أن تحل قبل بدء الحوار، مضيفا «علينا الاتفاق أن الحوار هو الوسيلة المثلى والطريق الأنسب للخروج من الوضع الحالي، وعلى الجميع أن يتحاوروا وبعد ذلك يطرح كل طرف ما يريد على طاولة الحوار الشامل».