مشكلة «نهر البارد» بين الفلسطينيين والجيش اللبناني تنتهي

أبو مازن يتدخل شخصيا لحلها

TT

عاد التوتر الأمني إلى شمال لبنان، ولكن هذه المرّة ليس بين جبل محسن وباب التبانة، إنما بين الجيش اللبناني والفلسطينيين المقيمين في مخيم نهر البارد (شمال مدينة طرابلس)، على أثر مقتل شاب فلسطيني على يد الجيش اللبناني أول من أمس، وإصابة عدد آخر بجروح. ورأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن إشكال في مخيم نهر البارد «يجب أن يكون أمثولة وعبرة من التجربة التي حصلت سابقا». وقال في تصريح له: «إن التدابير التي اتخذها الجيش تنبع من حرصه على سكان المخيم وعدم السماح للمخلّين بالتسلل إليه وتعكير صفو العلاقة القائمة بين الجيش والفلسطينيين، وأهمية استمرارها لما فيه مصلحة المخيم وسكانه في الدرجة الأولى». وكان الإشكال بدأ مساء الجمعة، على أثر توقيف الجيش اللبناني شابين فلسطينيين كانا يستقلان دراجة نارية، ورفضا الامتثال لأوامر عناصره عند حاجز داخل المخيم مما أدى إلى قيام المئات من سكان المخيم بقطع طرقاته ورشق عناصر الجيش بالحجارة، عندها أطلق جنود الجيش النار في الهواء لتفريق الأهالي الذين عمدوا إلى قطع الطريق الرئيسي في المخيم بالإطارات المشتعلة، وراحوا يرشقون عناصر الجيش بالحجارة ويحاولون اقتحام المواقع العسكرية، أعقب ذلك خروج أهالي مخيم البداوي في مظاهرة احتجاجية قطعوا خلالها الطريق المؤدي إلى طرابلس. في هذا الوقت، أعلن مصدر في الجيش اللبناني أن «حادثة نهر البارد انتهت ولن تترك أي ذيول لها على علاقة سكان المخيم بالجيش». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمور داخل المخيم مضبوطة وتحت السيطرة، وأن المداهمات التي قام بها الجيش انتهت، وأن هناك تفاهما تاما بين الجيش والفلسطينيين، وأن هذه الحادثة عولجت على أعلى المستويات».

في المقابل، أوضحت مصادر فلسطينية أن «رد فعل الجيش اللبناني كان سريعا وأكبر من حجم المشكلة التي حصلت، الأمر الذي أدى إلى سقوط ضحايا»، وشددت المصادر الفلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، على أن «لا أحد يرغب بتعكير صفو علاقة المخيم وسكانه مع الجيش اللبناني الذي نقدر دوره وسهره على أمن المخيم وأهله»، مؤكدة أن «ما حصل لن يترك ذيولا وجرت معالجته على أعلى المستويات، وبتدخل شخصي ومباشر من الرئيس (الفلسطيني) محمود عباس الذي كثّف اتصالاته مع الدولة اللبنانية والمسؤولين الفلسطينيين الموجودين في لبنان». ولفتت إلى أنه «لا خوف من إعادة تجربة أحداث نهر البارد التي حصلت في عام 2007، لأن من افتعل تلك الحرب هم مجموعات كانت دخيلة على المخيم ودفع الأبرياء ثمنها، وهم لم يخرجوا من تبعاتها بعد، وبالتالي لا نيّة لأحد في استعادة تلك الأحداث أو تكرارها، لا سمح الله». وكان سكان مخيم «نهر البارد» أحرقوا أمس الإطارات في شارعين داخل المخيم بالتزامن مع تشييع أحد الشبان الذي قتل في الحادثة.