القصف السوري يطال قرى لبنانية

الحمود: عملية القصير جاءت ثأرا لمقتل ضابط

TT

عادت القرى الحدودية في شمال لبنان إلى دائرة الاستهداف مجددا، بعد سقوط ثلاث قذائف «آر بي جي» منتصف ليل أمس في بلدة الدبابية الشرقية في عكار، نتيجة اشتباكات داخل الحدود السورية، وسقوط قذيفة هاون داخل الأراضي اللبنانية، وتعرض قرية البقيعة لعمليات قنص من الجانب السوري.

وفي حين ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن «قذيفة هاون مصدرها الداخل السوري سقطت في أرض زراعية على خط البترول في البقيعة في وادي خالد»، أكد مصدر ميداني لـ«الشرق الأوسط» أن قذيفة الهاون «سقطت في قرية الدبابية في الساعة العاشرة من صباح أمس، من غير أن تسفر عن وقوع إصابات»، مشيرا إلى أن «البقيعة تعرضت مساء أول من أمس لعمليات قنص، أدت إلى نزوح أهالي المنطقة إلى عمق الأراضي اللبنانية». وقال المصدر إن قذائف الـ«آر بي جي»: «أصابت منازل على الجانب اللبناني، كما وصلت شظايا إحداها إلى جامع بني صخر، واقتصرت الإصابات على الماديات»، مشيرا إلى أن «سقوط القذائف على الجانب اللبناني جاء أثناء اشتباكات بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي في مدينة القصير، بدأت مساء الجمعة الماضي، واستمرت حتى صباح أمس»، لافتا إلى أن «القوات النظامية السورية تطلق طلقات تحذيرية باتجاه الجانب اللبناني كلما اشتبكت مع الجيش الحر، وتحرق الحدود مع وادي خالد بقذائف المدفعية».

وأضاف المصدر أن «القرى الحدودية التابعة لريف حمص تعرضت أمس إلى قصف عنيف وعشوائي، طال تلكلخ، والزارا، وقلعة الحصن، والقصير، مما أدى إلى نزوح جماعي من الجانب السوري باتجاه الحدود اللبنانية والعمق السوري»، لافتا إلى دخول «مائة نازح سوري إلى الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى دخول مائتي جريح منذ يوم الجمعة إلى الأراضي اللبنانية عبر طرق وعرة بين القصير السورية وأكروم اللبنانية، وتوزعوا على مستشفيات شمال لبنان».

في هذا الإطار، أكد الناطق الرسمي باسم الجيش السوري الحر المقدم المظلي خالد الحمود أن العملية العسكرية التي تتعرض لها القصير «جاءت ثأرا لوفاة النقيب في القوات الخاصة جميل كركص، الذي قتل يوم الجمعة الماضي في المنطقة»، مشيرا إلى أن «كركص قتله ضابط آخر كان معه في النقطة العسكرية بعد أن اختلفا على تقاسم غنائم وجدت في جيب مدني قتل على حاجز البلدية، قبل أن تتعرض نقطتهما العسكرية لهجوم من قبل الجيش السوري الحر أدى إلى أسر عناصر الحاجز العسكري». وقال الحمود في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن كركص «حاز تهنئة من القوات السورية بعد ارتكابه أول مجزرة جماعية في درعا مع انطلاقة الثورة السورية»، مشيرا إلى أن الضابط المذكور «قتل عبد الرزاق أبازيد وزوجته وأفراد عائلته، وطمرهم في حفرة واحدة، وحاز تهنئة من العماد فهد جاسم الفريج رئيس هيئة الأركان بترقيته إلى رتبة نقيب، وذلك بعد أن تقدمتُ ببلاغ إلى العماد أبلغه فيه بالمجزرة التي ارتكبها، وتعرضت لمحاولة اغتيال إثر هذا البلاغ».

ويُعتبر كركص، بحسب الحمود «البطل من وجهة نظر النظام، والمتفاني في خدمته، كونه جزارا، حاول إركاع المناطق التي انتُدب للخدمة فيها فور وصوله إليها، كما أنه شارك في عملية الإفراج عن قائد الفوج 43 في القوات الخاصة نايف المشهداني بعد اعتقاله»، لافتا إلى أن العملية العسكرية التي شهدتها القصير «تأتي ثأرا للنقيب المقتول، خصوصا أن الجيش الحر أسر جنوده على حاجز البلدية، واستولوا على الذخائر التي بحوزتهم».