بغداد: عشرات القتلى والجرحى خلال إحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم

استهداف الزوار بسيارتين مفخختين رغم الإجراءات الأمنية المشددة

عراقيون في موقع انفجار سيارة مفخخة في بغداد أمس (رويترز)
TT

بينما أحيا مئات آلاف الشيعة أمس في بغداد ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم، وسط إجراءات أمنية مشددة، انفجرت سيارتان مفخختان استهدفتا الزوار قتل فيهما 19 شخصا على الأقل وأصيب العشرات بجروح، حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية.

وبعدما سارت مراسم إحياء الذكرى بهدوء في الصباح، انفجرت سيارة مفخخة عند نحو الساعة 12.15 في منطقة الشعلة في شمال بغداد، مستهدفة زوارا كانوا في طريق عودتهم إلى مدنهم. وأعلن مصدر في وزارة الداخلية لوكالة الصحافة الفرنسية أن «14 شخصا قتلوا في الهجوم بينما أصيب 32 بجروح»، فيما أكد مصدر طبي رسمي أن أربعة مستشفيات تلقت «9 قتلى و47 جريحا». وبعد نحو ساعتين من الهجوم الأول، انفجرت سيارة مفخخة ثانية في ساحة قريبة من الكاظمية، مما أدى إلى مقتل 18 شخصا وإصابة 32 بجروح وفقا للمصدر الأمني، بينما ذكر المصدر الطبي أن 10 أشخاص قتلوا وأصيب 95 بجروح.

واكتظت شوارع الكاظمية بالمشاركين الذين اتشحوا بالسواد وبينهم أطفال ونساء أتوا من مناطق مختلفة في العراق سيرا على الأقدام، فيما كانت أنابيب ترش الماء وتبعث هواء فوق رؤوسهم وسط طقس حار جدا. وبينما كانت تزداد أعداد الحشود، واصلت عشرات الخيام المنتشرة على الأرصفة تقديم مختلف أنواع الأطعمة والمشروبات للزوار. وانتشرت رايات خضراء وأخرى سوداء في كل مكان، فيما ارتفعت أصوات الأناشيد الدينية عبر مكبرات الصوت متحدثة عن حياة الإمام الكاظم.

وجرت المراسم وسط إجراءات أمنية مشددة شملت نشر فرق لمكافحة الإرهاب بين المشاركين، فيما كانت مجموعة من المروحيات تحلق في سماء المدينة، بعد ثلاثة أيام من موجة تفجيرات قتل فيها 72 شخصا وأصيب العشرات بجروح، واستهدف معظمها الزوار الشيعة، وقد تبناها تنظيم «القاعدة». وكانت الذكرى نفسها شهدت أحداث عنف خلال الأعوام الماضية، بينها مقتل نحو ألف شخص جراء تدافع على جسر الأئمة المؤدي إلى الكاظمية في 31 أغسطس (آب) 2005، وهو اليوم الأكثر دموية منذ اجتياح العراق عام 2003. وفي عام 2010، خلال أيام إحياء الذكرى نفسها، قتل ما لا يقل عن 70 شخصا وأصيب المئات من الزوار في هجمات استهدفتهم.