حملة «مبطلون».. اختيار ثالث للمصريين في صناديق الانتخاب

تستهدف الانتقاص من شرعية «مرسي» و«شفيق»

TT

بعد ستة عشر شهرا من الثورة وجدت هدير سامي، موظفة بشركة اتصالات، نفسها أمام خيارين ترى أنهما لا يعبران عن ثورة 25 يناير التي شاركت فيها منذ اليوم الأول. فالمرشحان الفريق أحمد شفيق والدكتور محمد مرسي لا يعبران عن توجهاتها الثورية، ورغم أنها لن تصوت لأحدهما فإن هدير قررت التعبير عن ذلك في الصندوق الانتخابي بكتابة جملة «يسقط يسقط حكم العسكر»، للتعبير عن موقفها الثوري، وهو ما فعله آلاف غيرها من المشاركين في حملة «مبطلون» لتوعية المواطنين بضرورة الذهاب لصناديق الاقتراع وإبطال أصواتهم بدلا من مقاطعة الانتخابات أو التصويت لمرشح غير مقتنعين به.

ويتنافس الفريق شفيق والدكتور مرسي على كرسي الرئاسة في مصر في جولة الإعادة وهو ما أحبط مئات الآلاف من الناخبين خاصة من المنتمين للثورة ليقرر الكثيرون مقاطعة الانتخابات كلها، لكن هدير (24 عاما) التي شاركت في كل الاستحقاقات الانتخابية السابقة قالت: «لن أقاطع حتى لا يستغل صوتي وحتى يدرك الرئيس القادم أن هناك ناخبين يشاركون سياسيا ولكنهم غير راضين عنه»، قائلة إن هذا هو «الاختيار الثالث».

وشارك النشطاء في حملة «مبطلون» في المسيرات والمظاهرات الأخيرة بشارات بيضاء مكتوب عليها مبطلون حول معاصمهم لتوعية المواطنين بضرورة عدم التصويت للمرشحين وإبطال الأصوات.

وقالت هدير، بينما كانت تخرج من لجنتها الانتخابية في حي عابدين القريب من ميدان التحرير: «المرشحان لا يعبران عن الثورة». وأضافت وهي تشير لميدان التحرير: «هذا الميدان يشهد أنهما ضد الثورة أحدهما قتل الثوار والثاني باع الثورة».

ووزعت حملة مبطلون منشورا توضح فيه كيفية إبطال التصويت وذلك عن طريق اختيار المرشحين معا أو كتابة جملة «الثورة مستمرة.. المجد للشهداء» أو «الشخبطة» على الورقة.

ويعتبر الدكتور محمد غنيم عضو المكتب التنفيذي لحركة مبطلون أن الإبطال مشاركة إيجابية وليس سلبية وقال غنيم لـ«الشرق الأوسط»: «الإبطال هو التصويت الأبيض بمعنى أن الناخب يتوجه لمقر الانتخابات ويبطل صوته».

ويعتقد غنيم أن ارتفاع نسبة المشاركة السياسية للمصريين أحد مكتسبات الثورة وبالتالي فإن الحملة تدعو لضرورة المشاركة، موضحا أن الأصوات الباطلة ستكون جزءا من النتيجة النهائية حيث ستشمل النتيجة عدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح وعدد الأصوات الباطلة. وقال غنيم: «هدفنا هو الخروج بنسبة كبيرة للأصوات الباطلة تنتقص من الشرعية للرئيس الجديد، وتشكل رسالة للرئيس القادم بأن هناك نسبة كبير من المعارضين له وللمرشح الآخر».