السعودية تودع أقدم وزير للداخلية في العالم

برز كشخصية عالمية لحرصه على أمن واستقرار العالم العربي

TT

برز اسم الأمير نايف بن عبد العزيز في المحافل الدولية على أنه الشخصية الأمنية الأولى عالميا، فهو عميد وزراء داخلية العالم بإنجازات أشاد بها كافة المجتمع الدولي في تطبيق واستقرار أمن السعودية، طوال فترة توليه الوزارة منذ 38 عاما، حتى أصبح محل اهتمام جميع وسائل الإعلام الغربية منذ النجاحات التي حققها في حربه على تنظيم القاعدة.

فلا يذكر في أي مناسبة يحضرها الأمير نايف أو يذكر فيه اسمه إلا ويذكر الأمن والاستقرار الذي تعيشه البلاد، وما حققه من إنجازات في جميع الأجهزة الحكومية المرتبطة بوزارة الداخلية والتي لقبت بالوزارة الساهرة، كإنشاء جهاز الأمن العام، وإنشاء الكليات والمعاهد المخصصة في الأمن مع التدريب على أحدث وسائل التقنية الحديثة في محاربة الجريمة.

ولم يغفل الأمير نايف جانب البحوث العلمية التي تصب في مصلحة الأمن والأمان، وكان من أبرزها إنشاء كلية الأمير نايف للعلوم الأمنية والتي تعتبر مرجعا أمنيا لجميع الدول العربية، إضافة إلى حرصه على دعم الكراسي البحثية بالتعاون مع الجامعات السعودية والعالمية، ككرسي الأمير نايف للوحدة الأمنية، وكرسي الأمير نايف بن عبد العزيز للقيم الأخلاقية، وكرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لتنمية الشباب.

وشهدت وزارة الداخلية خلال العقود الماضية تغييرات في تشكيلاتها ومسميات قطاعاتها واعتبرت الفترة التي تولى فيها الأمير نايف بن عبد العزيز، منصب وزارة الداخلية العصر الذهبي للوزارة، حيث أقرت أنظمة تختص بالادعاء والتحقيق وحقوق الإنسان والأمن الفكري، ودخلت الوزارة في تحد كبير تمثل في مواجهة أكبر الاختبارات الأمنية من خلال ملاحقة الإرهابيين والقضاء على توجهاتهم وأفكارهم. وقبل ذلك إحباط الكثير من العمليات الإرهابية التي كانت هذه الفئة تخطط لتنفيذها. كما نجحت الوزارة في مواجهتها، والقضاء عليها.

ودخل الأمير نايف الحياة السياسية منذ 61 عاما، تقلد خلالها الكثير من المناصب، والتي كان آخرها منصب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، في 27 مارس (آذار) 2009. والأمير نايف هو الابن الثالث والعشرون من أبناء الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، من الذكور.

وارتبط اسم الأمير نايف بوزارة الداخلية في عام 1975، وكان حينها نائبا للوزير خلال فترة الـ5 سنوات التي سبقت توليه هذه الحقيبة.

وكانت السعودية تواجه ملفات أمنية كثيرة إلى جانب تنظيم القاعدة، كتحديات أمام وزارة الداخلية كالحالة اليمنية والعراقية، فلقد استطاع الأمير نايف أن يصنع ويحافظ على استقرار بلده من التسلل والتهريب وفق أحدث الإمكانيات البشرية والتقنية على طول حدود السعودية بين البلدين.

ويعرف الأمير نايف حرصه على تعليم أفراد وزارته من ضباط وأفراد منذ توليه لوزارة الداخلية من خلال برامج مكثفة طوال فترة عملهم بما هو جديد في الحفاظ على الأمن ومكافحة الجريمة، الأمر الذي انعكس على أفراد الوزارة، وجعلت منها أحد الأجهزة التي يفخر بها السعوديون.

وحرص الأمير نايف على إنشاء كليات ومعاهد أمينة لتكون مرجعا للبحوث الأمينة في المجتمع السعودي بصفة خاصة والمجتمع العربي، ومن أبرزها كلية الأمير نايف للعلوم الأمنية بهدف إقامة كيان علمي راسخ للعمل العربي الأمني المشترك، والذي تمثل فيما بعد في إنشاء جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، والتي برزت إلى حيز الوجود صرحا شامخا يقدم بكفاءة رسالة علمية أمنية متخصصة لرجل الأمن العربي ويلبي احتياجات المؤسسات والأجهزة الأمنية بوزارات الداخلية في الدول العربية، وأجهزة العدالة الجنائية والرعاية الاجتماعية بمنهج علمي متميز، ما يجعلها في مصاف المؤسسات الجامعية العريقة بل تتفرد بهذا الميدان الوثيق الصلة بأمن المجتمع العربي واستقراره وازدهاره الأمني وركيزته أيضا نحو تحقيق النهضة الشاملة والرخاء والمستقبل المشرق للأجيال القادمة.

ومن الكراسي البحثية التي تعمل بخبرات وإشراف أكاديميين في جامعات سعودية وعربية كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لتنمية الشباب، ويهدف إلى طرح برامج ذات طابع غير تقليدي وتتماشى مع الاتجاهات العالمية، والمحلية المعاصرة لمواجهة مشاكل وقضايا الشباب، وإيجاد الحلول الإبداعية لها بلغة مشتركة بين الكبار والشباب أنفسهم، وتقوم هذه الحلول جزئيا على آراء الشباب أنفسهم، وذلك عن طريق تعزيز قيم ومبادئ المجتمع السعودي التي تستمد منها كافة الحلول لمواجهة مشاكل وقضايا الشباب، والنمو الطبيعي للشباب من النواحي النفسية والبدنية والعقلية، وتصميم مناشط وفعاليات الكرسي بأسلوب شمولي يتكون من كافة الأطراف المؤثرة على قضايا ومشاكل الشباب كالأسرة، والمدرسة، والمجتمع، وجيل الكبار، والمنظمات الشبابية.

ومن صفاته أنه مسؤول يستمع بتمعن، وبابه مفتوح وخاصة لأفراد وزارته، إضافة إلى مباشرته وقربه من وسائل الإعلام، فتعتبر وزارة الداخلية أنجح الوزارات في التعامل مع وسائل الإعلام، فلا تجد مدينة أو محافظة إلا وفيها متحدث أمني لكافة القطاعات الأمنية، إضافة إلى إنشاء جهات إعلامي لإيصال المعلومة والتوعية لكافة المواطنين والمقيمين وخاصة في جهاز الدفاع المدني وحرس الحدود في الساحل البحري والبري.

ومنذ توليه وزيرا للداخلية حرص على توفير الأمن للحجاج والمعتمرين طوال العام، وهو ما جعله رئيسا للجنة الحج العليا، لتعمل الجهات الحكومية ذات العلاقة تحت مظلته، وكما هو معروف لدى جميع المواطنين أن الأمير نايف لا يكتفي بالتقارير الدورية التي ترفع له، من الأجهزة المعنية، وإنما يحرص على الإشراف مباشرة والتواجد للتأكد من سير التحضيرات لموسم الحج، وهي عادة سنوية حتى وقت أدائه للحج، أو تعرضه للمرض في السنوات الأربع الأخيرة من وفاته.

فكان يقوم بجولات مطولة على كافة أصعدة المشاعر المقدسة، والاستماع للمختصين، ومن قيادات الأجهزة الأمنية، وكان يقول دائما لكافة العاملين كلمته المشهورة: «خدمة الحجاج شرف لنا ولكل سعودي».

ويعتبر الأمير نايف بن عبد العزيز أقدم وزراء الداخلية العرب، وهو ما خوله لتولي الرئاسة الفخرية لمجلس وزراء الداخلية العرب الواقع في تونس.

ويعتبر الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، وبفضل جهوده البارزة عرف مجلس وزراء الداخلية العرب أنه من أنجح المجالس الوزارية العربية، كما تم إقرار مشروع الاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات، والمؤثرات العقلية، وتم إقرار الاستراتيجية الأمنية العربية في الدورة الثانية لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقدة في بغداد في ربيع الأول 1404هـ، وكذلك إقرار خطة عربية أمنية وقائية في الدورة الثالثة للمجلس المنعقد في تونس خلال الفترة من 9 ـ 11 ربيع الأول 1405هـ، كما تم في الدورة الرابعة للمجلس إقرار الخطة الأمنية العربية، وفي الدورة العاشرة التي عقدت في شهر رجب 1413هـ، واتخذ المجلس عدة قرارات هامة منها إقرار التقرير الخاص بتنفيذ الخطة المرحلية للاستراتيجية العربية لمكافحة المخدرات، وإعداد خطة مرحلية ثانية للسنوات الخمس التالية، لعرضها على المجلس في الدورة التالية وتتوالى الجهود.

ففي الدورة الحادية عشرة أكد الأمير نايف على أهمية تحقيق مستوى أفضل للتعاون العربي في مجال الأمن، وهو ما يساهم في خلق مناخ يساعد الحكومات، والشعوب العربية على بلوغ طموحاتها في التطور الذي أصبح شرطا حتميا في العالم يتسم بالصراعات والتكتلات، وهذا مكنه من اللقاء بجميع القادة العرب خلال هذه المدة، وإنشاء علاقات خاصة معهم.

وعمل الأمير نايف على إنجاز الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الموقعة من قبل وزراء الداخلية، والعدل العرب، وبذل الجهود ليجعل وزراء الداخلية أكثر التصاقا بالمواطن وتحسس مشاكله، والعمل على حلها.

قام الأمير نايف بن عبد العزيز بعمل برنامج لتأهيل الموقوفين بقضايا إرهابية ينقسم إلى فرعين، الأول مناصحة للموقوفين تحت التحقيق قبل أن يحاكموا، والثاني يعنى برعاية الموقوفين بعد قضاء المحكومية في مساكن خاصة، إذ تتاح فرص الزيارة وقضاء يوم كامل مع الموقوف، ويشمل البرنامج التأهيل النفسي والعملي لإعادة دمج الموقوفين في المجتمع.

وقد أشاد بهذا البرنامج مجلس الأمن الدولي في عام 2007، حيث ثمن الجهود السعودية في تأهيل ومناصحة الموقوفين ودعا إلى تعميمها عالميا والاستفادة منها.

كما أن وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس اطلع على جهود لجنة المناصحة وأشاد بما شاهده من جهود. كما أشادت كثير من المنظمات بهذه الجهود التي نجحت في إعادة الكثير من المغرر بهم إلى دائرة الصواب.

وحصل الأمير نايف بن عبد العزيز، على الكثير من الأوسمة والنياشين والتكريمات، كان أبرزها، وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى الذي يعتبر أعلى وسام في السعودية، والكثير من الأوسمة العالمية كوشاح من درجة السحاب من جمهورية الصين، والدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة شنغ تشن في الصين، والدكتوراه الفخرية في القانون من كوريا الجنوبية، والدكتوراه الفخرية من جامعة أم القرى في السياسة الشرعية، والدكتوراه الفخرية من جامعة الرباط في السودان، والدكتوراه الفخرية من الجامعة اللبنانية، ووسام جوقة الشرف من فرنسا، ووسام الكوكب من الأردن، ووسام المحرر الأكبر من فنزويلا، ووسام الأمن القومي من كوريا الجنوبية، ووسام الأرز من لبنان، وجائزة التميز للأعمال الإنسانية لعام 2009 من الكونغرس الطبي الدولي في بودابست، وذلك تقديرا للدور الإنساني الذي يقوم به بالإشراف العام على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية بالسعودية التي قدمت العون للدول المتضررة، وجائزة المانح المتميز للأونروا، من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، كأول شخصية عالمية تحصل على هذه الجائزة، وذلك تقديرا منها لجهوده وإسهاماته الكبيرة في العمل الإنساني من خلال ما تقدمه اللجان والحملات الإغاثية السعودية بإشرافه.