تونس: الباجي قائد السبسي يؤسس حزب «حركة نداء تونس»

وسط احتجاجات التونسيين الذين رفعوا ضده شعار «ارحل»

السبسي خلال إعلانه إنشاء حزبه الجديد أمس (رويترز)
TT

وسط إجراءات أمنية مشددة أعلن أمس الباجي قائد السبسي الوزير الأول السابق (87 سنة) رسميا عن تأسيس حزب «حركة نداء تونس» بقصر المؤتمرات بالعاصمة الذي سيتولى رئاسته بنفسه، وهو أحدث حزب سياسي تونسي في خارطة سياسية مرخص فيها لأكثر من 130 حزبا. فبعد قرابة ستة أشهر من إصدار أول بيان عن المبادرة، وحضر أكثر من 1200 شخصية سياسية الإعلان عن بعث الحزب الذي يسعى حسب تصريحات قيادييه إلى خلق توازن على الساحة السياسية وتجميع القوى السياسية المشتتة وتمكين الأغلبية الصامتة من هيكل سياسي يدعم حركة المعارضة التونسية. واحتج عشرات التونسيين ضد عقد الاجتماع ورفعوا شعار «ارحل» في وجه الباجي قائد السبسي وأنصاره إلا أن قوات الأمن حالت دونهم والوصول إلى مقر الاجتماعات وفرقت بوسائل سلمية.

وقال قائد السبسي في خطاب ألقاه أمام جمع من أنصاره والمساندين للمبادرة من الشخصيات الوطنية، إن الغاية من وراء بعث حزب سياسي تكمن في توفير الأرضية السياسية لطريق ثالث بعيدا عن الائتلاف الثلاثي الحاكم بقيادة حركة النهضة والأحزاب اليسارية التي لم تنجح في انتخابات المجلس التأسيسي الأخيرة. وقال إن غايته «التجميع وليس التفريق» والتأسيس لأرضية وحدة وطنية بعد فشل الأحزاب السياسية التقليدية في خلق مشهد سياسي جديد بعد الثورة. وشهد الاجتماع الأول للحزب مشاركة محمد جغام وزير الداخلية السابق، وكمال مرجان وزير الخارجية السابق ومجموعة كبيرة من الوجوه السياسية التي كانت في السابق قد أسست أحزابا سياسية مستقلة وآثرت الانضمام إلى المبادرة والحزب السياسي الجديد عوض مواصلة التجربة السياسية بنفسها.

وقدمت المبادرة الباجي قائد السبسي على أساس أنه قطب سياسي في مواجهة الائتلاف الثلاثي الحاكم بعد فشل المعارضة اليسارية في إيقاف «زحف» التيارات الإسلامية على المشهد السياسي التونسي لبعد الثورة. ويسعى حزب «حركة نداء تونس» خلال الفترة القادمة إلى مغازلة المسار الديمقراطي الاجتماعي الذي يقوده حركة التجديد بزعامة أحمد إبراهيم وكذلك الحزب الجمهوري الائتلاف السياسي الذي يقوده الحزب الديمقراطي التقدمي بزعامة أحمد نجيب الشابي. وتعاني مبادرة الباجي قائد السبسي من ارتباط صورتها بالتجمع الدستوري الديمقراطي المنحل (حزب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي) وكذلك بما يطلق عليه «اليسار الانتهازي». وقلل سياسيون تونسيون من أهمية الحزب السياسي الجديد ولئن تحاشى الباجي قائد السبسي الانتقاد المباشر لحركة النهضة التي تقود البلاد منذ فوزها في انتخابات المجلس التأسيسي التي أجريت يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) من السنة الماضية. وفي هذا السياق قال عامر العريض (القيادي في حركة النهضة) إنه لا يتوقع من مبادرة الباجي قائد السبسي سواء في جانبها السياسي أو الحزبي الشيء الكبير. وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة لن يكون لها أي صدى على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراءها قبل نهاية شهر يونيو (حزيران) القادم. بل إن المحطة الانتخابية القادمة ستكشف عن الحجم الحقيقي لكل القوى السياسية بما فيها حزب «حركة نداء تونس» الذي أعلن بيانه الأول منذ يوم 26 يناير (كانون الثاني) من السنة الجارية.