وزير العمل يكشف لـ «الشرق الأوسط» تفاصيل اللقاء الأخير مع الأمير نايف

سأله عن برامج توظيف العاطلين وشركات الاستقدام قبل وفاته بـ72 ساعة

الأمير نايف مع الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية
TT

كشف المهندس عادل فقيه، وزير العمل، لـ«الشرق الأوسط»، تفاصيل اللقاء الأخير الذي جمعة بالأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الثلاثاء الماضي، وقال: «انتهزت فرصة وجودي في جنيف، تزامنا مع انعقاد اجتماعات الدورة 101 لمنظمة العمل الدولية التي عقدت الأسبوع الماضي، وألقيت خلالها كلمة باسم دول مجلس التعاون في الجلسة العامة للدورة، وقمت بزيارة الأمير نايف بن عبد العزيز في مقر إقامته، حتى أطمئن عليه وأتحدث إليه».

وأضاف فقيه: «تحدث إلي الأمير نايف فكان يتابع بشكل مفصل كل ما تقوم به الوزارة من برامج لتوطين الوظائف، سألني عن البرامج وأوصى ببذل كل الجهود في إيجاد الوظائف للشباب، حاملا على عاتقه البعد الأمني للبطالة».

واستطرد فقيه: «سألني عن شركات الاستقدام وأخبرته بما تم في هذا الجانب، وأبلغته أنه تم منح 13 ترخيصا مبدئيا، وأن إحدى هذه الشركات بدأت العمل، ودعا الأمير نايف إلى بذل الجهود والتواصل في هذا الموضوع بما يكفل للمواطن حياة مستقرة».

وعرف عن الأمير نايف دعمه لبرامج السعودة والتوظيف، ولعل جائزته للسعودة واحدة من إسهاماته في هذا المجال، وأكد وزير العمل أن «جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للسعودة ما هي إلا واحدة من إسهامات في مجال السعودة، وذلك على امتداد سنوات طويلة وحتى يومنا هذا».

وأضاف فقيه أن الجائزة أصبحت علامة بارزة على طريق الجهود المبذولة للسعودة في هذا الوطن العزيز، فهي حافز مهم لجميع المنشآت لبذل المزيد من الجهد في إتاحة فرص العمل والتوظيف للمواطنين والمواطنات، لافتا النظر إلى أن الجائزة قد تطورت منذ انطلاقتها الأولى حتى أصبحت الآن تغطي مساحة واسعة من الأنشطة الاقتصادية، وذلك بهدف إتاحة الفرصة للجميع للتنافس على الفوز بها، وبالتالي تحقيق الهدف النبيل للجائزة وهو رفع معدلات التوطين والسعودة في اقتصادنا الوطني.

ورفع المهندس عادل فقيه أحر التعازي لخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي كافة، ودعا الله (سبحانه وتعالى) أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه مساكن الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قام به من أعمال صالحات لبلده وللأمة الإسلامية وأن يمنّ على الأسرة المالكة والشعب السعودي بالصبر الجميل والأجر الجزيل.

وكان وزير العمل المهندس عادل فقيه ألقى في آخر حفل تكريم للأمير نايف للفائزين بالجائزة كلمة الأمير نايف نيابة عنه، وقال فيها «إنه لمن دواعي سعادتي وسروري أن ألتقي بكم في هذه المناسبة الكريمة، المناسبة التي نكرم فيها منشآت حققت معدلات متقدمة من السعودة وتوطين الوظائف، فاستحقت نيل جائزة السعودة بكل ما تعنيه هذه الجائزة من تقدير وطني لهذا الجهد المخلص الذي يجسد معاني الانتماء الوطني والشعور بالمسؤولية تجاه هذه الوطن الكريم ومواطنيه الأعزاء».

وأضاف: «لقد انتهجت المملكة بتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز سياسة اقتصادية حكيمة تقوم على الشراكة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص، حيث عملت الدولة على الإنفاق بسخاء على كل المشاريع الأساسية من خلال خطط تنموية طموحة.. وأتاحت للقطاع الخاص المساهمة في تنفيذ الكثير من المشاريع التنموية في مختلف مناطق المملكة.. ليتحقق للمملكة بفضل الله ثم بفضل هذه السياسة الاقتصادية المتوازنة نهضة تنموية شاملة جعلت منها واحدة من دول مجموعة العشرين التي تضم أكبر اقتصاديات العالم».

واستطرد في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير العمل المهندس عادل فقيه: «إن النجاح الذي حققه اقتصادنا السعودي كبير والحمد لله، حيث أصبحت بلادنا محط أنظار العالم سواء بالنسبة لمن يبحثون عن فرص العمل أو فرص الاستثمار أو التبادل التجاري.. وبسبب هذا النجاح الكبير ازداد عدد الأيدي العاملة التي يستقطبها ويستوعبها اقتصادنا الوطني عبر السنين حتى وصلت أعدادها إلى نسبة كبيرة من التركيبة السكانية».

وأضاف: «ولا شك أننا نشكر الأشقاء والأصدقاء الذين جاءوا من كل مكان ليسهموا معنا في التنمية وفي النشاط الاقتصادي، ويقيموا معنا شراكة يتم من خلالها تبادل المنافع بين جميع الأطراف غير أن هذا لن يغير من الحقيقة التي يعرفها الجميع وهي أن الأولوية في العمل في كل دول العالم إنما هي للمواطن قبل غيره.. ولذلك فإنني أهيب بالجميع في القطاع الخاص في وطننا الغالي أن يعملوا كل ما في وسعهم لفتح الآفاق الرحبة لتوظيف السعوديين والسعوديات والتوسع في ذلك.. حيث أصبحت جامعاتنا وكلياتنا ومعاهدنا ومدارسنا تخرج كل عام أعدادا متزايدة من المواطنين الذين يطرقون أبواب العمل بالإضافة إلى ألوف المبتعثين الذين يعودون من الخارج متسلحين بالعلم والمعرفة.. وكما تعلمون، فإن الأوطان في حقيقة الأمر لا تُبنى إلا بسواعد أبنائها».

ومن جهتهم، نعى منسوبو مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكة المكرمة الأمير نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الذي كرس حياته (غفر الله له) بالبذل والعطاء في خدمة وطنه والأمة الإسلامية، وتحقيق رسالته (رحمه الله) في الرفع من الوعي الفكري والحس الوطني والمستوى المهني لشباب الوطن، ومن ذلك تحقيق رسالته في الاهتمام بالبرامج التدريبية والمهنية المنتهية بالتوظيف وحث القطاع الخاص ليكون شريكا استراتيجيا في قضايا التدريب والتوظيف، لتتواصل اهتماماته بتقديم البرامج التدريبية حتى وصلت إلى إصلاحيات السجون، وذلك بإسناد مهام التدريب داخل الإصلاحيات إلى المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني. وليثمر توجيهه بإنشاء المعاهد المهنية للتدريب في السجون لتؤدي هذه الرسالة التي لن ينقطع أجرها عنه مجسدة تلك الرؤية من خلال 36 معهدا صناعيا تعمل من داخل السجون.

ورفع الدكتور راشد بن محمد الزهراني، رئيس مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة مكة المكرمة، أصالة عن نفسه ونيابة عن مجلس إدارته وعمداء وعميدات الكليات التقنية والاتصالات والمعهد العالي التقني للبنات ومديري المعاهد الصناعية الثانوية والمدربين والمدربات والمتدربين والمتدربات بوحدات المجلس بمحافظات المنطقة صادق المواساة والتعازي إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي، ودعا الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه مساكن الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قام به من أعمال صالحات لبلده وللأمة الإسلامية وأن يمنّ على الأسرة المالكة والشعب السعودي بالصبر الجميل والأجر الجزيل.